اليوم العالمي للصحة النفسية

الصحة النفسية جزء أساسي ومؤثر جدًا على صحة الجسم بشكلٍ عام، وتُعتبر العناية والاهتمام بالحالة النفسية عاملًا رئيسيًا للتمتع بحياة صحية وسعيدة. يُعبر مصطلح الصحة النفسية عن المشاعر والأفكار السليمة، وغالبًا ما تتأثر الحالة النفسية بمختلف العوامل المحيطة بالشخص والأحداث المفاجئة أو اليومية، كما يُمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في العديد من الأمراض النفسية.

ما هي أمراض الصحة النفسية وما أعراضها وكيف يتم تشخيصها؟

تشمل الأمراض النفسية مجموعةً واسعةً من الحالات التي تؤثر على المشاعر والتفكير، وبالتالي يُمكن أن تؤثر بشكلٍ سلبي على أداء المهام اليومية المعتادة، وتتضمن الأمراض النفسية الأكثر انتشارًا:

  • الاكتئاب: واحدًا من أكثر الحالات النفسية شيوعًا، والتي تترافق مع مشاعر الحزن واليأس وفقدان الرغبة في الاستمرار بالحياة، يُمكن أن تصل إلى الانتحار.
  • اضطراب ثنائي القطب: وهو اضطرابٌ مزمنٌ يتميز بنوباتٍ من الهوس والتقلبات المزاجية الشديدة.
  • اضطراب القلق المعمم: وهو شعورٌ متزايدٌ بالتوتر والقلق حتى في حال عدم وجود عاملٍ مسببٍ للقلق، وغالبًا ما يؤثر على نمط حياة المريض.
  • اضطراب الوسواس القهري: يُعاني فيه الشخص من تكرارٍ مبالغٍ فيه لأفكارٍ وأعمالٍ غير منطقية، وغالبًا ما يكون المريض مدركًا لحالته ولكنّه غير قادرٍ على وضع حدٍ لها.
  • اضطراب ما بعد الصدمة: يحدث بعد المرور بتجربةٍ صادمةٍ وقاسيةٍ مثل الكوارث الطبيعية والحوادث والحروب، كما يُمكن أن يكون التعرض للعنف اللفظي أو الجسدي سببًا للصدمة.
  • انفصام الشخصية: أيضًا من الأمراض النفسية الخطيرة التي تترافق مع هلوساتٍ وتخيلاتٍ وسماع أصواتٍ غير موجودةٍ تجعل الشخص ينفصل عن الواقع.

أعراض الإصابة بالأمراض النفسية

بالرغم من أنّ كل نوعٍ من الأمراض النفسية يُسبب أعراضًا تميزه، إلّا أنّ هناك مجموعةٌ من الأعراض العامة التي تدل على وجود اضطراباتٍ في الصحة النفسية، وتتمثل في:

  • فقدان الشهية للطعام أو زيادتها المفرطة.
  • اضطراباتٌ في النوم مثل القلق أو الميول إلى النوم لساعاتٍ طويلةٍ.
  • تجنب العلاقات الاجتماعية والأنشطة المختلفة.
  • زيادة الشعور بالتعب والإرهاق والآلام غير المبررة.
  • الشعور باليأس وضعف القدرة على أداء المهام الروتينية.
  • الميول إلى التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات.
  • زيادة مشاعر الغضب والتوتر والحزن والقلق.
  • إحداث خلافاتٍ حتى مع الأشخاص المقربين.
  • التقلبات المزاجية المفاجئة.
  • الميول إلى الانتحار أو إيذاء النفس والآخرين.

التشخيص

إنّ تشخيص الأمراض النفسية ليس بالأمر السهل وتحتاج إلى اتباع سلسلةٍ من الخطوات لتحديد المشكلة، حيث يقوم الطبيب خلال الموعد الأول بإجراء بعض الاختبارات البدنية للتأكد من عدم وجود مشاكل جسديةٍ تُسبب الأعراض النفسية. كما يُمكن أن يطلب إجراء بعض التحاليل المخبرية التي تُساعده في الكشف عن المرض، بالإضافة إلى تقييم الحالة النفسية والعقلية للمريض من خلال الاستفسار عن المشاعر والأفكار التي تراوده. في بعض الحالات يحتاج الطبيب إلى عدة مواعيد لتحديد التشخيص الدقيق، وخصوصًا في الحالات النفسية المعقدة.

العلاج

بالطبع لا يوجد استراتيجيةٌ علاجيةٌ تُناسب جميع المرضى ويختلف العلاج من مريضٍ لآخر، ولكن بشكلٍ عام يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض والتحكم بها كي لا تُشكل عائقًا في الحياة اليومية، بالإضافة إلى معالجة الأسباب في حال معرفتها.

العلاج الدوائي

هناك أربع مجموعات من الأدوية شائعة الاستخدام في علاج الأمراض النفسية، وتشمل مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب ومضادات القلق والأدوية المحسنة للحالة المزاجية.

يعتمد الطبيب في اختيار الدواء المناسب على نوع الاضطراب النفسي وشدة الحالة والمشكلات المختلفة التي يُعاني منها كل مريض.

العلاج بالكلام

يُشكل العلاج النفسي بالكلام إحدى الطرق الفعّالة جدًا في علاج العديد من الحالات، حيثُ يتم خلالها الإفصاح عن كل ما يدور في ذهن المريض من مشاعر وأفكار وهلوسات، ولكن تحتاج هذه الطريقة إلى متابعة لدى أشخاص مختصين يساعدون المريض على مواجهة المشاكل وتعلم طرق التحكم بالأعراض.

التغييرات في نمط الحياة

إنّ إجراء بعض التغييرات في أسلوب حياة المريض وتوجيهه إلى العادات الصحية السليمة، يُمكن أن يساعد في دعم علاج الأمراض النفسية والمحافظة عليها.

هناك مجموعةٌ من الاستراتيجيات العامة التي تُساعد في الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية ومن أهمها:

  • التمتع بنظرةٍ إيجابيةٍ والتفاؤل بما هو أفضل.
  • ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية المختلفة مثل الجري في الهواء الطلق أو السباحة.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء واليوجا لتخفيف التوتر والقلق.
  • اتباع نظامٍ غذائي صحي ومتوازن، وبشكلٍ خاص الأطعمة الغنية بالأوميغا 3.
  • تجنب الإدمان على الكحول أو المخدرات.
  • الالتزام بساعات نومٍ كافيةٍ كل ليلة.
  • إنشاء علاقاتٍ اجتماعيةٍ جيدةٍ يمنحك الشعور بالراحة.
  • تقبل المساعدة والدعم من الأشخاص المقربين أو من المختصين عند الحاجة.

إنّ حملات التوعية بأهمية رعاية الصحة النفسية تزداد يومًا بعد يوم؛ للتذكير بإمكانية تأثير الصحة النفسية على الصحة الجسدية، بالإضافة إلى إمكانية تأثيرها على الأمراض البدنية وزيادتها سوءًا، لذلك يجب أن لا نتردد في طلب المساعدة من المختصين عند الشعور بأحد الأعراض لضمان الاستمرار بحياة صحية.

المصادر: 1

التعليقات معطلة.