إنّ التعرّف على جسم الإنسان يحمل معه الكثير من المفاجآت والحقائق عن كلٍ عضو فيه، مما يُساعد في فهم آلية عمله وطريقة المحافظة عليه سليمًا وبعيدًا عن الأمراض. جهاز التنفس واحد من أهم أجهزة الجسم المسؤولة عن عملية التنفس، وتُشكل الرئتان العضو الرئيسي فيه، لذلك فإنّ التعرف على جهاز التنفس والرئتين أمرٌ ضروري من أجل المحافظة عليهم.

حقائق عن جهاز التنفس والرئتين

هناك مجموعةٌ من الحقائق التي تُميز جهاز التنفس وتساعده على أداء وظائفه بشكلٍ مثالي، ومن أهمها:

تُعد الرئتان العضو الوحيد الذي يُمكن أن يطفو على الماء

حيث تحتوي كل رئةٍ على 300 مليون حويصل هوائي تقريبًا، وعندما تمتلئ بالهواء يُمكن للرئة أن تطفو، ووفقًا للمجلة الدولية للطب الشرعي يستخدم الاختصاصيون فحص طفو الرئة عند تشريح جثث الأطفال، حيث يدل عدم طفو الرئتين على أنّ الطفل ميتًا في رحم الأم، أمّا إذا طفت الرئتان فذلك دليلٌ على موت الجنين بعد الولادة، وتُعد هذه الطريقة دقيقةً بنسبة 98%.

نزلات البرد من أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعًا

  • يوجد أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي يُمكن أن تُسبب نزلات البرد، ومن ضمنها فيروس الكورونا والفيروس التنفسي المخلوي البشري.
  • يعمل الأنف على ترشيح وترطيب وتسخين الهواء الداخل، فعند استنشاق الهواء من خلال الأنف فإنّه يمر عبر توربينات وشبكةٍ كثيفةٍ من الأوعية الدموية الدقيقة، التي تعمل على تسخينه إلى درجة حرارة الجسم. كما أنّ المخاط الموجود في الأنف يعمل على ترطيب الهواء وتنقيته من الميكروبات والشوائب الغريبة.

تعايش الرئتان مع الجراثيم

تعيش في الرئتين بعض أنواع الجراثيم سواءٌ كانت في حالةٍ صحيةٍ سليمةٍ أو في حال المرض، إلّا أنّها متعايشةٌ بشكلٍ طبيعي ولا تسبب المرض.

السعال والعطاس مفيد لتنظيف الرئتين

يُساعد السعال والعطاس في طرد جزيئات المواد الغريبة والميكروبات (التي تدخل مع هواء الشهيق) خارج الرئتين، كما أنّ عملية التثاؤب تُساعد على زيادة كمية الأوكسجين في الرئتين، ويحدث ذلك بشكلٍ أساسي عندما يتنبه الدماغ إلى نقص الأوكسجين.

يُمكن للإنسان أن يعيش برئةٍ واحدة فقط

بالرغم من أنّ ذلك يُعتبر أمرًا طبيعيًا، إلّا أنّه يترافق مع الحد من قدرة الشخص على أداء النشاطات البدنية بشكلٍ جزئي.

الرئتان لا تفرغان من الهواء بشكل كامل

بعد عملية الزفير يبقى في الرئتين كمية من الهواء تُقدر ب 1200 مل تقريبًا، تُساعد على تسهيل عملية الشهيق التالية وتحمي من انغلاق مجاري التنفس الصغيرة والحويصلات الهوائية بشكلٍ كامل.

التنفس من خلال الفم مرتبط بالإصابة بالعدوى

عند التنفس من الأنف يمر هواء الشهيق بعدة مراحل مثل الترشيح والتنقية من الشوائب والميكروبات وتعديل درجة الحرارة، أمّا التنفس من الفم يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي مثل التهاب البلعوم أو الأذن الوسطى أو اللوزتين، كما يُمكن أن يؤدي إلى زيادة الرغبة في التبول أثناء الليل نتيجة تقلصات المثانة.

عملية التنفس تطرح الماء من الجسم

خلال عملية التنفس يتم أخذ الاوكسجين وطرح ثاني أوكسيد الكربون، ولكن يحتوي هواء الزفير على كميةٍ كبيرةٍ من بخار الماء أيضًا، حيث يُطرح ما يقارب 17.5 مليلتر من الماء خلال الساعة في حالة الراحة، وتتضاعف الكمية إلى أربعة أضعاف تقريبًا عند ممارسة التمارين الرياضية.

كيفية المحافظة على الرئتين والجهاز التنفسي

مع التقدم بالعمر يُمكن أن تتراجع صحة الرئتين وتفقد مرونتها تدريجيًا حتى تُصبح عملية التنفس أكثر صعوبة، ولكن يُمكن المحافظة على صحة الجهاز التنفسي والرئتين من خلال اتباع بعض النصائح التي تشمل:

الإقلاع عن التدخين

يرتبط التدخين مع العديد من أمراض الجهاز التنفسي مثل سرطان الرئة والتليف الرئوي والربو ومتلازمة الانسداد الرئوي المزمن، حيث يتم استنشاق آلاف المركبات الكيميائية الضارة مع دخان السجائر ومن ضمنها النيكوتين والقطران وأول أوكسيد الكربون؛ التي تُسبب زيادة إفراز المخاط وتهيج أنسجة الرئتين والإصابة بالحالات الالتهابية، كما أنّها على المدى الطويل تؤدي إلى تضيق المجاري الهوائية وصعوبة التنفس.

بالرغم من أنّ الاقلاع عن التدخين يُمكن أن يحتاج إلى عدة محاولات، إلّا أنّ الأمر يستحق التجربة، حيث أنّه عند الإقلاع تعود نسبة أول أوكسيد الكربون في الدم إلى الحالة الطبيعية خلال 12 ساعة فقط، وتبدأ وظائف الجهاز التنفسي والرئة بالتحسن خلال عدة أشهر، كما تنخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف خلال عام واحد.

إنّ التدخين مسؤول عن أكثر من 90٪ من حالات الوفيات بسرطان الرئة، وذلك وفقًا لإحصائيات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.

ممارسة التمارين الرياضية

تعمل التمارين الرياضية على تحسين صحة القلب والرئتين، حيث أنّه أثناء التمرين يزداد عدد ضربات القلب ويزداد نشاط الرئتين ويرتفع معدل التنفس من 15 مرة في الدقيقة إلى 40-60 مرة في الدقيقة.

إنّ ممارسة التمارين في الهواء الطلق يلعب دورًا مهمًا في دعم الرئتين وتحسين عملية التنفس، كما تُساعد في مقاومة أمراض الجهاز التنفسي وإبطاء تطورها عند الإصابة بها.

تجنب استنشاق الملوثات

مع التقدم بالعمر تفقد الرئتان شبابها وسلامتها تدريجيًا نتيجة استنشاق الملوثات والميكروبات مع الهواء، لذلك يُنصح بتجنب التعرّض للتدخين السلبي أو استنشاق عوادم السيارات، بالإضافة إلى ضرورة تجديد هواء الأماكن المغلقة بشكلٍ متكرر، والتقليل من استخدام معطرات الهواء التي تحتوي على مواد كيميائية، حيث يُمكن استبدالها بالزيوت العطرية الطبيعية.

أخذ نفس عميق

إنّ ممارسة تمارين التنفس العميق لعدة دقائق يوميًا يساعد في تحسين وظيفة الرئة وزيادة طرح الملوثات منها.

تجنب الإصابة بالعدوى

  • إنّ التعرّض لأي عدوى يمكن أن يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الرئتين، وتحديدًا لدى كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض الرئة.
  • ومن أجل تجنب الإصابة بالعدوى يُنصح بالمحافظة على النظافة وغسل اليدين بشكلٍ متكرر، بالإضافة إلى الإكثار من تناول الفواكه والخضار الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية لتعزيز جهاز المناعة.
  • كما يُمكن الحصول على لقاح الأنفلونزا سنويًا، مع لقاح الالتهاب الرئوي للأشخاص الذين تجاوزوا 65 عامًا.

إنّ جعل العادات الصحية جزءًا من الروتين اليومي يمكن أن يساعد في المحافظة على صحة الجهاز التنفسي ووظيفة الرئتين، من أجل التمتع بنمط حياةٍ أفضل وتنفسٍ مثالي حتى عند ممارسة أي نشاطٍ بدني شديد.

التعليقات معطلة.