إنّ جسم الإنسان مبرمجٌ بشكلٍ طبيعي من أجل التخلّص من المواد الضارة والسموم التي تدخل إليه بطرقٍ مختلفة، وذلك من خلال عدة عملياتٍ تقوم بها أعضاء محددة تشمل الكبد والكليتين والجلد والجهاز الهضمي.

التخلص من السموم والمواد الضارة

بالرغم من أنّ جسم الإنسان السليم قادرٌ على أداء عمله والتخلص من السموم دون الحاجة إلى أي تدخلٍ خارجي، ولكن يُمكن تعزيز هذه العملية وتحسينها من خلال اتباع عدة إجراءاتٍ تشمل:

شرب كميات كافية من المياه

  • إنّ تجديد وإصلاح خلايا الجسم وتفكيك العناصر الغذائية إلى الطاقة اللازمة يؤدي إلى تراكم الفضلات في الجسم على شكل يوريا وثاني أكسيد الكربون.
  • يعمل الماء على نقل هذه الفضلات من الدم وطرحها من خلال عمليات التعرق والتبول والتنفس، لذلك من الضروري أن نحصل على كمياتٍ كافيةٍ من الماء للتخلص من السموم، حيثُ تُقدر بما يقارب 3.7 ليتر للرجال و 2.7 ليتر للنساء بشكلٍ وسطي، ويمكن أن تختلف تبعًا لطبيعة النظام الغذائي ودرجة نشاط الجسم وحرارة المكان الذي تعيش فيه.

تجنب تناول السكريات

  • إنّ الإفراط في تناول السكريات والمواد المصنعة يرتبط بشكلٍ مباشرٍ مع زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات، والتي بدورها تؤثر على صحة الأعضاء المسؤولة عن تنظيف الجسم من المواد الضارة مثل الكبد والكليتين.
  • وبالتالي فإنّ المحافظة على عملية التخلص من الفضلات تتطلب التقليل من استهلاك السكريات والأطعمة الجاهزة، واستبدالها بالطعام الصحي مثل الفواكه والخضار.

الحصول على مضادات الأكسدة

  • يُنتج الجسم أثناء العمليات الحيوية جزيئاتٍ تُعرف باسم الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا، وبالتالي يُمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بالخرف وأمراض الكبد والقلب والربو وبعض أنواع السرطانات.
  • يزداد إنتاج هذه الجذور الحرة عند زيادة استهلاك الكحول أو فرط التدخين أو اتباع نظامٍ غذائي سيء، لكن تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة يُساعد الجسم على التخلص من الجذور الحرة، وأنواع أخرى من المواد الضارة المسببة للعديد من الأمراض.
  • يُعد فيتامين A و C و الليكوبين واللوتين من أهم مضادات الأكسدة التي يمكن الحصول عليها من مصادر طبيعية مثل الفواكه والمكسرات والخضار والشاي الأخضر، حيث يُفضل استخدام المصادر الطبيعية بدلًا من المكملات الغذائية التي يمكن أن تقدم للجسم كمياتٍ كبيرةٍ من مضادات الأكسدة، وبالتالي تزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض.

تجنب المشروبات الكحولية

  • إنّ الإفراط في تناول المشروبات الكحولية يؤدي إلى الضرر بصحة الكبد، حيث يتم استقلاب 90% منه في الكبد. تعمل أنزيمات الكبد على تحويل الكحول إلى مادةٍ كيميائيةٍ مُسرطنةٍ تدعى الأسيتالدهيد، التي تتحول في الكبد إلى الأسيتات غير الضارة والتي تُطرح لاحقًا خارج الجسم.
  • الكميات الكبيرة من الكحول تؤثر على قدرة الكبد على أداء وظائفه بشكلٍ جيد، وتعيق عملية التخلص من الفضلات والمواد السامة.

النوم الجيد والكافي

  • يلعب النوم الجيد ولمدةٍ كافية دورًا مهمًا في دعم صحة الدماغ المسؤول عن تنظيم عمليات إزالة السموم من الجسم والتخلص من الفضلات التي تتراكم خلال اليوم، حيث أنّ الحرمان من النوم مرتبطٌ بشكلٍ مباشر مع تراكم المواد الضارة في الجسم.
  • أحد هذه المواد هو البيتا أميلويد الذي يلعب دورًا مهمًا في مرض الزهايمر.

التقليل من استهلاك الملح

  • إنّ الإفراط في استهلاك الملح يؤدي إلى احتباس السوائل الزائدة في الجسم، مما يؤدي إلى انتفاخ الجسم والشعور بعدم الراحة. بالإضافة إلى أنّ الملح الزائد يُحفز إفراز الهرمون المضاد للإبالة، وبالتالي يعيق إطراح السموم عن طريق البول.
  • يعتمد الحل في هذه الحالة على زيادة استهلاك المياه والتقليل من الملح من أجل تقليل إفراز الهرمون المضاد للإبالة، وبالتالي زيادة إدرار البول المحمل بالسموم والفضلات. كما يُمكن أن تساعد الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل البطاطا والفاصولياء والموز، على موازنة وتحسين تأثير الصوديوم الموجود في ملح الطعام.

نصائح أخرى للتخلص من سموم الجسم

  • زيادة النشاط البدني يحسن عمليات تخليص الجسم من السموم، ويدعم أعضاء الجسم المختلفة مثل الكبد والكليتين للعمل بشكلٍ صحيح.
  • إدخال الأطعمة الغنية بالكبريت إلى النظام الغذائي (مثل البصل والثوم والبروكلي) يساعد في تحسين عملية التخلص من المعادن الثقيلة (مثل الكادميوم) الضارة بصحة الجسم، كما يعمل الكبريت على تعزيز وظيفة مضاد الأكسدة الرئيسي (الجلوتاثيون) الذي يفرزه الجسم بشكلٍ طبيعي، ويلعب دورًا مهمًا في إزالة سموم الجسم.
  • تناول طحالب كلوريلا التي تمتلك قيمةً غذائيةً وفوائد صحية عديدة، كما أشارت الدراسات إلى قدرتها على دعم عملية التخلص من المواد الضارة مثل المعادن الثقيلة.
  • إضافة الكزبرة إلى الأطباق يُساعد في طرح بعض السموم خارج الجسم، مثل: الرصاص والمعادن الأخرى والمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية.
  • استبدال مواد التنظيف بمواد طبيعية مثل الخل وصودا الخبز، يُساعد ذلك في تخفيف التعرّض للمواد الكيميائية التي يمكن تواجدها في مواد التنظيف.
  • بالرغم من أنّ جسم الإنسان يعمل تلقائيًا على التخلص من الفضلات والسموم، إلّا أنّ إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة واتباع بعض الحميات والنصائح الغذائية، يُمكن أن يحسن من صحة الجسم بشكلٍ عام ويدعم عمليات طرح السموم والتخلص منها.

التعليقات معطلة.