الانفلونزا من الأمراض التنفسية الموسمية التي تحدث نتيجة عدوى فيروسية تُصيب الأنف والحنجرة والرئتين، تؤدي إلى ظهور أعراض تتمثل بالحمى والسعال والاحتقان الأنفي والوهن العام، وتتراوح شدّة الأعراض من الخفيفة إلى الشديدة.

هناك تشابه كبير بين الانفلونزا ونزلات البرد ويمكن أن يكون التمييز بينهما أمرًا صعبًا، ولكن بشكلٍ عام تكون أعراض الأنفلونزا أكثر شدة وتستغرق مدة أطول للشفاء. يُمكن أن تُصاب بفيروس الانفلونزا في أي وقتٍ من السنة ولكن تزداد أعداد الإصابات في فصلي الشتاء والخريف، ويعود ذلك إلى زيادة فترات الجلوس في الأماكن المغلقة مع أشخاصٍ آخرين وزيادة احتمال العدوى بأمراض مختلفة.

 أنواع فيروس الانفلونزا

يوجد ثلاثة أنواعٍ لفيروس الأنفلونزا يُمكن أن تُصيب الإنسان، بالإضافة إلى نوعٍ رابعٍ (النوع D) لا يؤثر على البشر.

  • النوع A: يُصيب البشر والحيوانات ويستطيع أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويتطور بشكلٍ مستمر ويتسبب في بعض الأحيان بظهور أوبئة انفلونزا.
  • النوع B: ينتقل هذا النوع من إنسانٍ لآخر فقط، وعادةً ما تكون أعراضه أكثر اعتدالًا وأخف من أعراض النوع A، كما يُمكن أن يتفشى بشكلٍ موسمي في فصل الشتاء.
  • النوع C: تكون الأعراض بسيطةً والمضاعفات قليلةً، ويُمكن أن يُصيب البشر وبعض أنواع الحيوانات.

أعراض الانفلونزا

تشمل الأعراض الأولية للإصابة بفيروس الانفلونزا العُطاس والتهاب الحلق وسيلان الأنف، ثمّ تتطور لتظهر الأعراض الشائعة مثل:

  • ارتفاع الحرارة

تترافق الإصابة بالانفلونزا مع ارتفاعٍ بدرجة حرارة الجسم أو ما يُعرف بالحمّى، حيث تتراوح بين 37.8 إلى 40 درجة مئوية، وتتمثل العلامات المُرافقة للحمى بالقشعريرة والشعور بالبرد والتعرق، وعادةً ما تزول الحمى خلال 3-4 أيام وفي الحالات الشديدة يُمكن أن تستمر لمدة أسبوع.

  • السعال

يكون السعال جافًا ومستمرًا ويُمكن أن يُرافقه ضيقٌ في التنفس أو ألمٌ في الصدر، وفي معظم الحالات يستغرق الشفاء منه حوالي الأسبوعين.

  • صداع وآلام عضلية

من الأعراض الأولية التي تظهر عند بداية الإصابة بالانفلونزا، حيثُ يشعر المريض بالوهن العام وألم في العضلات الهيكلية، مع صداعٍ يترافق أحيانًا بحساسيةٍ من الضوء والأصوات العالية.

في حالاتٍ قليلةٍ يُمكن أن تحدث بعض المضاعفات وتتطور إلى التهابٍ رئوي أو التهاب قصبات أو تصل العدوى إلى الأذن، وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب لتلقي العلاج المُناسب.

علاج الانفلونزا

لا تحتاج الانفلونزا إلى معالجةٍ نوعيةٍ وأغلب الحالات تتحسن خلال أسبوعٍ مع استخدام العلاجات المنزلية الطبيعية التي تتمثل بتناول العسل، وشاي الأعشاب الطبية مع الراحة والحصول على قسط كافٍ من النوم، أمّا العلاج الدوائي فيُمكن أن يقتصر على معالجة الأعراض المرافقة للأنفلونزا ويشمل العلاج:

  • مسكنات الألم

يُنصح مرضى الانفلونزا باستخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول (بندول) أو الإيبوبروفين، التي تُساعد في خفض الحرارة والتخفيف من الآلام العضلية والصداع.

  • مضادات الاحتقان

إنّ احتقان الأنف والجيوب من الأعراض المُزعجة للانفلونزا، لذلك يُمكن استخدام مضادات الاحتقان بشكلٍ موضعي (بخاخات أو قطرات أنفية) أو جهازي (أقراص عن طريق الفم) للتخفيف من شدة الاحتقان.

  • أدوية السعال

في حالات السعال الجاف يحتاج المريض إلى مثبطات السعال التي تعمل على تهدئته والتخفيف من شدته، ولكن إذا كان السعال مُنتجًا أي يترافق مع وجود مفرزاتٍ وبلغم فيجب استخدام المقشعات التي تَعمل على إذابة وحل هذه المفرزات وتسهيل عملية التخلص منها.

الوقاية من الانفلونزا

بما أنّ فيروس الإنفلونزا ينتقل بسهولةٍ من شخصٍ لآخر فيجب الالتزام بقواعد النظافة العامة وغسل اليدين بشكلٍ متكررٍ وتجنب المُصافحة والعناق والامتناع عن لمس الأنف والفم بأيدٍ غير نظيفةٍ.

الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والمغلقة، وتجنب ملامسة الأسطح والأشياء التي تُستخدم بكثرةٍ دون تعقيمها، حيث يعيش فيروس الانفلونزا على الأسطح الصلبة لمدة 48 ساعةً تقريبًا، بالإضافة إلى إمكانية تلقي لقاح الأنفلونزا بشكلٍ سنوي للحماية من الإصابة بالسلالات الشائعة من الفيروس.

لقاح الانفلونزا

يعتمد مبدأ لقاح الانفلونزا على تحفيز جهاز المناعة من أجل إنتاج الأجسام المُضادة التي تُحارب الفيروسات، ويتم ذلك من خلال حقن فيروساتٍ غير نشطةٍ أو ضعيفةٍ تعمل على تحفيز إنتاج هذه الأجسام المُضادة.

يُمكن أن تظهر بعض الأعراض الخفيفة مثل ارتفاعٍ بسيطٍ في حرارة الجسم والصداع بعد تلقي اللقاح إلّا أنها لا تُعتبر إصابةً بالأنفلونزا، وتزول الأعراض في غضون 24-48 ساعة، كما يستغرق إنتاج الجهاز المناعي للأجسام المضادة للفيروس حوالي أسبوعين، وبناءًا على ذلك يُفضل الحصول على اللقاح بوقتٍ مُبكرٍ.

فيروس الانفلونزا يُطور نفسه ويَظهر في سلالاتٍ جديدةٍ بشكلٍ مستمر لذلك يجب أخذ لقاح الانفلونزا كل سنة، حيث تُحدِد منظمة الصحة العالمية السلالات الفيروسية التي تُثبت الأبحاث أنها من السلالات الأكثر انتشارًا ويجب أن يشملها لقاح العام المُقبل.

يوجد اللقاح بعدة أشكال هي:

  • إبرٌ مُعدةٌ للحقن.
  • إبرٌ تحت الجلد.
  • بخاخٌ أنفي.

الأشخاص الذين يجب أن يحصلوا على لقاح الانفلونزا

يُشكل اللقاح طريقةً آمنةً وفعّالةً للوقاية من الانفلونزا والحدّ من انتشارها خصوصًا لدى أصحاب الجهاز المناعي الضعيف أو الأشخاص المُعرضين لتطور مضاعفاتٍ خطيرةٍ ومن بينهم:

  • الأطفال دون سن 5 سنواتٍ وبشكلٍ خاص من هم أقل من عامين، حيثُ يُسمح بالحصول على اللقاح منذ عمر 6 أشهر.
  • كبار السن من عمر 65 عامًا وأكثر.
  • المرأة الحامل أو التي أنجبت حديثًا.
  • في حالات الأمراض المزمنة مثل السكري والربو والأمراض القلبية.
  • الأشخاص المُصابون بفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسب.
  • الذين يعيشون في دور رعاية المسنين أو دور الرعاية للأمراض المزمنة.

بشكل عام يَنصح معظم الأطباء بتلقي لقاح الانفلونزا في أواخر شهر أكتوبر، وبذلك يحصل الجسم على الوقت اللازم لتصنيع الأجسام المُضادة قبل أن يبدأ موسم انتشار فيروس الانفلونزا، وحتى لو تأخرنا في أخذ اللقاح إلى ما بعد هذا الموعد ستبقى فائدته كبيرةٌ في حماية الجسم وحماية المجتمع من انتشار المرض.

التعليقات معطلة.