يوم الابصار العالمي

تعد حاسة البصر واحدة من أهم الحواس التي يتمتع بها الإنسان، والتي تتأثر بالعديد من العوامل والعادات غير الصحية مع التقدم بالعمر. إنّ العين عضو حساس جدًا وكثيرًا ما نسمع عن أهمية نظافة أيدينا عند لمس عيوننا، أو عند استخدام العدسات اللاصقة التي يجب أن تكون أيضًا معقمة بشكلٍ جيد؛ كل ذلك لكي نضمن سلامتها من الإصابة بأي عدوى، ولكن هناك بعض العوامل الأخرى التي يجب حماية العين منها لمنع تطور أمراض خطيرة تؤدي إلى فقدان البصر          

ما هي العادات التي يُمكن أن تؤثر على البصر؟ وكيف يُمكن المحافظة على صحة العين والبصر؟

غالبًا ما نقوم خلال الروتين اليومي ببعض الأعمال التي تؤذي بصرنا دون أن ننتبه لذلك، ومن أهم العادات التي تؤثر على البصر:

النظر طويلًا إلى الشاشات

لقد أصبحت الأجهزة التقنية جزءًا لا يتجزأ من روتين الحياة اليومي لأغلبنا، ويكاد لا يمر يومًا دون الجلوس لساعاتٍ طويلةٍ أمام شاشة الحاسوب أو التحديق في شاشة الهاتف المحمول، وبما أنّه من الصعب الاستغناء عنها بشكلٍ كاملٍ، فلا بدّ من تقليل ساعات استعمالها إلى الحد الأدنى.

إنّ الجلوس لساعاتٍ طويلةٍ أمام الشاشات يؤدي إلى إجهاد العين وحدوث العديد من المشاكل، أهمها عدم وضوح الرؤية والصداع، لذلك يُنصح عادةً بأخذ فتراتٍ قصيرةٍ من الراحة بشكلٍ متكررٍ أثناء استخدام الشاشات لمنح العين بعضًا من الراحة.

إزالة بقايا مستحضرات التجميل عن العيون

تلجأ جميع النساء إلى استخدام مستحضرات التجميل لإبراز جمال العيون، إلّا أنّ هذه المستحضرات يُمكن أن تزيد من مخاطر دخول الغبار أو بقايا من مواد التجميل إلى داخل العين مما يُسبب حالةً التهابيةً أو تحسسيةً مزعجةً للعين.

لتجنب هذه المشاكل يجب أن نحرص على إزالة مستحضرات التجميل جيدًا قبل النوم، والانتباه إلى عدم استخدام المستحضرات منتهية الصلاحية.

النوم بالعدسات اللاصقة

تُعد إزالة العدسات اللاصقة قبل النوم واحدً من العادات الصحية المهمة جدًا، حيثُ أن العدسات يُمكن أن تمنع وصول الأوكسجين إلى القرنية مما يؤدي إلى الإصابة بعدوى بكتيرية.

عند نسيان العدسات بالخطأ يجب الإسراع إلى إزالتها عند تذكرها، وفي حال كانت عالقةً فلا يجب سحبها بقوةٍ أو شدها منعًا لأذية العين، بدلًا عن ذلك يُمكن استخدام القطرة المرطبة لتسهيل سحبها، كما يجب أخذ استراحةٍ من العدسات لمدة يومٍ على الأقل قبل إعادة استخدامها.

التدخين

لدينا قائمةٌ طويلةٌ من الأضرار التي يُمكن أن يُسببها التدخين، وتُعد أذية صحة العين واحدةً من ضمن هذه القائمة، حيثُ أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض العين مثل جفاف العين والجلوكوما وإعتام عدسة العين.

عدم استخدام النظارات الشمسية

تساعد النظارات الشمسية في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، التي يُمكن أن تُضر بصحة العين والبصر حتى عندما يكون الجو غائم.

إهمال الصحة العامة

هناك العديد من الأمراض التي تؤثر على البصر وصحة العين مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم، والتي يُمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى فقدان البصر.

لذلك من الضروري المحافظة على الصحة العامة واتباع طرق الوقاية من الأمراض من خلال الحرص على الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، واتباع نظامٍ غذائي متوازن مع ممارسة بعض التمارين الرياضية.

المحافظة على صحة العين والبصر

هناك مجموعةٌ من العادات الصحية والنصائح العامة التي تُساعد في المحافظة على صحة العين وتعزيز البصر، ومن أهمها:

اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن

تُعد الفيتامينات A وE وC ومعدن الزنك من العناصر الغذائية المهمة لصحة البصر كونها تلعب دور مضاد أكسدةٍ يحمي من الإصابة بمرض التنكس البقعي، وهو مرضٌ يصيب المنطقة المسؤولة عن الرؤية في قاع العين، ويؤدي إلى فقدان البصر.تُعد الخضار والفواكه الطازجة مثل الجزر والبروكلي والفراولة والحمضيات، من أهم المواد الغذائية الغنية بها. بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأوميغا 3 التي تُعد من العناصر الضرورية لصحة العين، والموجودة في الأسماك مثل السلمون.

الكاروتينات

 أيضًا من العناصر الغذائية التي تُشكل حجرًا أساسيًا في صحة العين كونها توجد بشكلٍ رئيسي في شبكية العين، ومن أهمها اللوتين و zeaxanthin والتي تتواجد في الخضار الورقية والكوسا والبيض.

ارتداء النظارات الواقية

تساعد النظارات الواقية في حماية العين من الإصابة بأي ضررٍ عند ممارسة بعض الأعمال، مثل لعب كرة المضرب أو السباحة أو عند إجراء التجارب العلمية، كما تشمل النظارات الواقية على النظارات الشمسية التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس.

اتباع قاعدة 20-20-20

تعمل عين الإنسان لساعاتٍ طويلةٍ خلال اليوم، وتحتاج إلى فتراتٍ من الراحة لنخفف عنها الضغط والجهد، وتحديدًا لدى الأشخاص الذين يتطلب عملهم الجلوس لساعاتٍ أمام الحاسوب. لذلك يُنصح باتباع قاعدة 20-20-20 التي تعتمد على النظر إلى الحاسوب لمدة 20 دقيقة، ثمّ التوقف والنظر لأي شيء يبعد عنك مسافة 20 متر ولمدة 20 ثانية.

الإقلاع عن التدخين

يُعد التدخين واحدًا من العوامل المؤدية إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض إعتام عدسة العين والتنكس البقعي المرتبط بالعمر، لذلك فإن الإقلاع عن التدخين لا يحمي رئتيك وقلبك وبشرتك فقط بل يُساعد في حماية البصر والمحافظة على صحة العين أيضًا.

مراقبة التاريخ العائلي للبصر

توجد العديد من الأمراض التي يلعب فيها العامل الوراثي دورًا رئيسيًا، لذلك يُمكن أن يكون من المفيد تحديد الأمراض المتناقلة ضمن العائلة بوقت مبكر لتطبيق الإجراءات الوقائية المتاحة. إنّ أسلوب الحياة الصحي والعناية بصحة العين والبصر لا يمنع الإصابة بجميع أمراض العين، ولكن يُساعد كثيرًا في تقليل مخاطر الإصابة بها وتُعزز قدرة الشخص على مقاومتها.

المصادر: 1 23

التعليقات معطلة.