يؤهب الطقس البارد للإصابة بالعديد من الأمراض الموسمية، وقد تسبب هذه الأمراض بحالات صحية خطيرة، خاصة إذا كان المصابون بعمر أكبر من 65 أو أصغر من سنتين، أو يعانون من مشاكل صحية مزمنة. باعتمادك مجموعة من العادات الصحية تستطيع تعزيز مناعتك وحماية نفسك ومن حولك من الإصابة بالعدوى والتقليل من انتشار هذه الأمراض.
لماذا تزداد نسبة الأمراض في الشتاء؟
تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤهب لزيادة الأمراض في الشتاء، لكن أهمها كما يوضح البروفيسور ويليام شافنر لموقع Health Line هو ميل الأشخاص في هذا الفصل للتجمع في أماكن مغلقة لفترة طويلة (بسبب البرد)، وتكون المسافة بينهم أقل من متر وهي المسافة المطلوبة لانتقال العدوى في أغلب الأمراض التنفسية التي تنتقل عبر الهواء (مثل الحصبة والجدري) أو عبر الرذاذ (مثل الإنفلونزا والكورونا)، بالإضافة إلى الرطوبة المنخفضة التي توفر بيئة مناسبة لانتقال الفيروسات وبقائها فترة أطول في الهواء كافية لإصابتك بالمرض.
أشيع أمراض الشتاء
الرشح
قد يكون الرشح الموسمي أشيع الأمراض التي تحدث في الشتاء. تظهر الدراسات أيضًا أن الرشح هو المسؤول الأول عن غياب الأطفال عن مدارسهم، وبحسب إحصائيات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC فإن المعدل الوسطي لإصابة الكبار بالرشح (2 – 3) مرات في السنة بينما يصاب الأطفال بتواتر أكبر. تستمر أعراض الرشح عادةً من 7 إلى 10 أيام، وتشمل هذه الأعراض: سيلان الأنف والسعال والتهاب الحلق والعطاس وحمى خفيفة. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن أغلب حالات الرشح لا تشكل أي خطورة إلا عند كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.
الإنفلونزا
بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تصيب الإنفلونزا الموسمية التي تحدث في نصف الكرة الشمالي خلال فصلَي الخريف والشتاء أكثر من 15% من مجمل السكان، وتستمر الإصابة عادة من 3 إلى 7 أيام، وتتمثل الأعراض بألم في العضلات وحمى وصداع وتعب وسعال جاف وسيلان الأنف والتهاب في الحلق. يمكن الوقاية من الإنفلونزا أو تخفيف أعراضها عن طريق أخذ اللقاح الذي يتوفر في بداية فصل الخريف كل سنة، ويوصي مركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة بأخذ اللقاح في كل عام خصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض وحالات طبية خطيرة.
الخناق
ينتج الخناق عن عدوى فيروسية تصيب الطرق التنفسية العلوية وتسبب نوعًا مميزًا من السعال. تدوم أعراض الخناق لأسبوع تقريبًا وتشمل بالإضافة للسعال بحة في الصوت وحمى وسيلان أنف. يصيب الخناق عادة الأطفال الصغار ولا يعتبر من الأمراض الخطيرة، إذ يمكن علاجه في المنزل غالبًا.
ذات الرئة
عدوى تصيب الرئة وتؤثر على الأسناخ الرئوية بشكل خاص. يمكن أن تسببها الفيروسات أو الجراثيم، وتستمر الأعراض عادة لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع يمكن أن يتطور خلالها المرض بسرعة. تعالَج الإصابة الجرثومية باستخدام المضادات الحيوية الفموية أو الوريدية بحسب شدة الحالة، بينما تعالَج الإصابة الفيروسية بخافضات الحرارة والعلاج العرضي. تشمل أشيع أعراض ذات الرئة: سعالًا مترافقًا بقشع أخضر أو أصفر، ألمًا في الصدر، قشعريرة، حمى عالية، تسرعًا في التنفس.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض في الشتاء؟
تصيب الأمراض أغلب البشر في الشتاء، لكن هذه الأمراض تحدث بشكل شائع عند فئات محددة من أهمها:
- المسنون بعمر 65 أو أكثر.
- الرضع والأطفال الأصغر من عمر 5 سنوات.
- الأشخاص ذوي الدخل المحدود أو الذين يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة.
- المصابون بأمراض مزمنة أو حالات طبية خطيرة.
- الحوامل.
نصائح هامة للوقاية من الأمراض الموسمية
تشمل القائمة التالية مجموعة من أهم النصائح للوقاية من الأمراض الموسمية التي تزداد وتيرتها في فصل الشتاء:
تناول الخضراوات والفواكه بانتظام
تتميز الخضراوات والفواكه الطازجة بغناها بالفيتامينات والمغذيات الطبيعية. تساعدك الخضراوات والفواكه على الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وتعزز المناعة في الجسم بفضل احتوائها على نسبة عالية من فيتامين C وفيتامين E والمعادن ومضادات الأكسدة التي تلعب دورًا هامًا في مساعدة الجسم على مواجهة المرض.
احصل على كمية كافية من فيتامين D
تشير التقارير إلى أن نقص فيتامين D يؤدي إلى ضعف نمو العظام ومشاكل في القلب والأوعية الدموية وضعف في جهاز المناعة. أظهرت دراسة نشرت في عام 2012 في مجلة Pediatrics suggest أنه يجب التأكد من توافر فيتامين D بمستوى مناسب عند جميع الأطفال خصوصًا ذوي البشرة الداكنة لأنهم لا يحصلون عليه بسهولة عند التعرض لأشعة الشمس. يمكن الحصول على فيتامين D من بعض الأطعمة مثل البيض والفطر والسمك والمكسرات.
ممارسة الرياضة بانتظام
إن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مثل المشي والجري والرياضات الجماعية لها فوائد أكثر من إبقاء جسمك رشيقًا ووزنك مثاليًا، فبحسب دراسة نُشرت في مجلة Neurologic Clinicians فإن التمارين الرياضية تساعدك في مواجهة الالتهابات والأمراض المزمنة وتقلل التوتر وتسرع إنتاج خلايا الدم البيضاء المقاوِمة للأمراض.
احصل على قدر كافٍ من النوم
أشارت العديد من الدراسات إلى أن الحصول على قدر كافٍ من النوم يساعدك في مواجهة الفيروسات لأن جسمك يفرز السيتوكينات (نوع من البروتينات تساعد الجسم في محاربة الالتهاب عبر تنظيم الجهاز المناعي) خلال فترات النوم المنتظمة، وبالإضافة إلى ضرورة أن تكون فترات النوم كافية يجب أن تكون مريحة وصحيَّة.
اشرب الشاي الأخضر والمشروبات الساخنة
يعد الشاي الأخضر مفيدًا لاحتوائه على العديد من مضادات الأكسدة وأهمها الفلافونويد، وبحسب دراسة نُشرت في مجلة الجامعة الأمريكية للتغذية فإن شرب عدة أكواب طازجة من الشاي الأخضر يوميًا يخفض الضغط الدموي ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ويساعد الجسم على مكافحة الفيروسات والجراثيم والتغلب على الأمراض الموسمية.
لا تتردد في أخذ اللقاحات
لقد أنقذت اللقاحات ملايين الأرواح عبر تاريخ البشرية الطويل ولا زالت تفعل ذلك حتى الآن. يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن على كل من هم بعمر الستة أشهر وما فوق أخذ لقاح الإنفلونزا السنوي، ويُستثنى من يعاني من مشاكل تحسسية تجاه اللقاح، ويوصي المركز نفسه جميع البشر فوق عمر 12 بأخذ لقاح كورونا المتوفر في بلدهم (ملاحظة: لا تزال توصيات لقاح كورونا تتعدل بشكل مستمر بحسب أحدث الدراسات ووضع الجائحة في العالم).
حافظ على النظافة الشخصية وإجراءات الصحة العامة
حافظ على النظافة الشخصية من خلال إجراءات بسيطة مثل الغسل المتكرر لليدين بالماء والصابون، وارتداء الكمامات، والسعال في منديل أو في كمك، وعقم السطوح بمعقمات مناسبة، لأن كل هذه الإجراءات تمنع انتقال الفيروسات والجراثيم وتكافح الأمراض المعدية. بالإضافة لذلك لا بد من الالتزام بإجراءات الحجر الصحي وعزل المرضى والتقيد بتوصيات الهيئات والمنظمات الطبية المختصة.
إن الحفاظ على صحة جيدة يشمل أكثر من مجرد الاعتناء بصحتك عندما لا تشعر أنك على ما يرام، بل يتضمن إجراءات الوقاية مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والغذاء الصحي وشرب كمية كافية من السوائل والمشروبات الطبيعية، وارتداء الكمامات وأخذ اللقاحات التي توصي بها المنظمات الطبية المختصة.