يُعبر مصطلح ضغط الدم عن القوة التي تدفع الدم ضمن الأوعية الدموية، وتساهم عدة عوامل في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي من أهمها القوة الدافعة للعضلة القلبية ومرونة الشرايين. يرتفع ضغط الدم وينخفض بشكل طبيعي على مدار اليوم بحسب الحالة الفيزيولوجية للجسم، ومع ذلك فإن ضغط الدم الطبيعي عند البالغين يكون أقل من 120/80 مم زئبقي. يُعبر عن ضغط الدم عادةً باستخدام رقمين: الرقم الأول، يسمى ضغط الدم الانقباضي، ويقيس الضغط في الشرايين عندما ينبض القلب. الرقم الثاني والذي يسمى ضغط الدم الانبساطي، ويقيس ضغط الدم الذي يحدث خلال استرخاء القلب.

ما هو ارتفاع ضغط الدم؟ وما أسبابه؟

يعتبر ارتفاع ضغط دم من أكثر الأمراض شيوعًا، ويرتبط بالعديد من الحالات والأمراض القلبية وغير القلبية، وكلما ارتفعت مستويات ضغط الدم لدى المريض، ازدادت مخاطر تعرضه لمشاكل صحية أخرى، مثل أمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. يمكن للطبيب المختص تشخيص ارتفاع ضغط الدم واتخاذ إجراءات العلاج من خلال قياس مستويات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي ثلاث مرات يوميًا لمدة أسبوع ومقارنتها بالمستويات الطبيعية، ثم وضع العلاج المناسب بناءً على الحالة.

تتنوع أسباب ارتفاع ضغط الدم وتُقسم عادةً لنوعين:

  • ارتفاع الضغط الأساسي: يُشكل 90% من حالات ارتفاع الضغط، ويتعلق بالعمر وطبيعة الجسم ونمط الحياة مثل (الغذاء، ممارسة الرياضة، البدانة). لا يرتبط هذا النوع بأي مرض أو حالة طبية أخرى.
  • ارتفاع الضغط الثانوي: يُشكل 10% من حالات ارتفاع الضغط، ويحدث نتيجة الإصابة بأمراض أخرى، من أهمها: داء السكري، الأمراض الكلوية، الأمراض القلبية، فرط نشاط الغدة الدرقية، ويمكن أن يصنف ارتفاع الضغط الذي يحدث أثناء الحمل ضمن هذه المجموعة أيضًا.

علامات وأعراض ارتفاع ضغط الدم؟

يُطلق على ارتفاع ضغط الدم اسم “القاتل الصامت” لأن المريض لا يعاني من أي أعراض غالبًا، ويكون قياس ضغط الدم هو الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم في هذه الحالة، أما في حال ارتفاع ضغط الدم لمستويات عالية قد تظهر العديد من الأعراض، ومن أهمها:

  • صداع نابض.
  • تشوش رؤية.
  • رعاف.
  • طنين في الأذن.
  • خدر وتنميل في الرأس والوجه والأطراف.
  • هياج.
  • اضطرابات إدراكية ومعرفية.

يسبب ارتفاع ضغط الدم أضرارًا عديدة للجسم، ويمكن أن يؤذي أعضاء مهمة مثل القلب والدماغ والكلى والعينين. لكن في معظم الحالات يمكن للمريض التحكم في ضغط الدم من خلال تغيير نمط الحياة والأدوية الملائمة وبالتالي يمكن تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم طويلة الأمد.

ما أهم أمراض القلب الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم؟

تعتبر أمراض القلب الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم من الحالات الطبية المعقدة التي ترتبط بمعدل وفيات مرتفعة، ولذلك يجب الاهتمام بهذه الأمراض وعلاجها بأسرع وقت قبل أن تلحق ضررًا دائمًا بالعضلة القلبية، ومن أهم هذه الأمراض:

تضخم البطين الأيسر

يسبب ارتفاع ضغط الدم زيادة العبء على القلب، ويحتاج العضلة القلبية للعمل بشكل أكبر لمعاكسة ضغط الدم المرتفع، وضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ما يؤدي إلى تسمك جزء من القلب (البطين الأيسر) مع مرور الوقت، لأن البطين الأيسر هو المسؤول الأساسي عن ضخ الدم إلى أعضاء الجسم. يزيد تضخم البطين الأيسر من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وقصور القلب والموت القلبي المفاجئ واضطرابات النظم القلبية، ويجب علاجه في مراحله المبكرة.

قصور القلب

لا يعني قصور القلب أن القلب قد توقف عن العمل، بل يشير إلى أن قوة ضخ القلب للدم أصبحت أضعف من الطبيعي. يمكن أن يؤدي زيادة العبء على القلب بسبب ارتفاع ضغط الدم إلى إضعاف عضلة القلب وعملها بكفاءة أقل.

تتمدد بطينات القلب نتيجة ارتفاع الضغط وتضعف جدران عضلة القلب بمرور الوقت وتصبح غير قادرة على ضخ الدم بنفس القوة. نتيجة لذلك، وغالبًا ما يؤثر ذلك على الكلى التي تزيد حجم الدم وتحتفظ بكمية أكبر من السوائل (الماء والصوديوم) في الجسم. تتراكم هذه السوائل في الذراعين أو الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو الرئتين أو الأعضاء الأخرى، ونكون عندها أمام قصور القلب الاحتقاني الذي يعتبر من الحالات الخطيرة والتي تتطلب علاجًا مركزًا.

ومن أهم أعراض قصور القلب:

  • ضيق في التنفس.
  • تورم في القدمين أو الكاحلين أو البطن.
  • صعوبة النوم على الظهر في السرير.
  • نبض غير منتظم.
  • غثيان.
  • دوار.
  • زيادة عدد مرات التبول في الليل.

نقص التروية

يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم أيضًا أمراض القلب الإقفارية (نقص التروية)، وهذا يشير إلى أن عضلة القلب لا تحصل على كمية كافية من الدم. تحدث أمراض القلب الإقفارية نتيجة لتصلب الشرايين أو تضيقها، ما يعيق تدفق الدم إلى القلب.

تشمل أعراض نقص التروية القلبية ما يلي:

  • ألم في الصدر قد ينتشر إلى الذراعين أو الظهر أو الرقبة.
  • ألم صدري مصحوب بغثيان وتعرق وضيق في التنفس وشعور بالدوران.
  • نبض غير منتظم.
  • الشعور بالتعب.
  • يتطلب أي عرض من أعراض نقص التروية القلبية استشارة وتقييم الطبيب المختص فورًا.

كيف تُشخص أمراض القلب الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم؟

يبدأ التشخيص بأخذ قصة سريرية مفصلة وإجراء فحص سريري شامل، ومن أهم العلامات التي يجب الانتباه إليها عند تقييم الحالة:

  • قياس ضغط الدم لأكثر من مرة وفي كلا الذراعين.
  • الانتباه لعدم انتظام ضربات القلب.
  • ملاحظة أي وذمات في الأطراف السفلية أو البطن.
  • سماع أصوات نبضات القلب غير طبيعية.

قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات لتحديد ما إذا كان المريض مصابًا بأحد أمراض القلب الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك تخطيط كهربائي للقلب، تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية، اختبار جهد القلب، تصوير الصدر بالأشعة السينية، وإجراء القسطرة القلبية.

علاج أمراض القلب الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم

من أجل علاج أمراض القلب، يجب أولًا أن يُعالج ارتفاع ضغط الدم الذي سبّب هذه الأمراض. يُعالج ارتفاع ضغط الدم بمجموعة متنوعة من الأدوية، بما في ذلك مدرات البول، وحاصرات بيتا، ومثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات قنوات الكالسيوم، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، وموسعات الأوعية. بالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء تغييرات في نمط الحياة، ومن أهمها:

  • الالتزام بنظام غذائي صحي: يجب تقليل الاستهلاك اليومي من الصوديوم إلى أقل من 2 غرام يوميًا، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف والبوتاسيوم، والحد من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، والحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر والدهون والكوليسترول.
  • الحفاظ على وزن مثالي: من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة: تنصح الجمعية الأمريكية لأمراض القلب بممارسة 150 دقيقة من النشاط الرياضي المعتدل أسبوعيًا، أو 75 دقيقة من النشاط الرياضي الشديد أسبوعيًا.
  • تجنب منتجات التدخين والكحول: يعد التدخين أحد أهم مسببات أمراض القلب والشرايين، كما أن تناول الكحول يؤثر بشكل مباشر على وظيفة القلب.
  • إجراء فحوصات طبية دورية: من المهم القيام بزيارات دورية لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، والكشف عن أي أمراض أو حالات تؤثر على القلب أو تسبب ارتفاع ضغط الدم.

المصادر: 12

التعليقات معطلة.