إن الرعاية المسنين الصحية بشقيها النفسي والجسدي تشمل العديد من الاعتبارات الهامة وتختلف عن الرعاية المطلوبة في أي مرحلة عمرية أخرى، لأن كبار السن يتأثرون بأبسط الأمراض والعوامل البيئية المحيطة ويمكن أن تؤدي الإنفلونزا أو نزلات البرد العادية عندهم لمضاعفات واختلاطات خطيرة، بالإضافة لذلك يعاني أغلب المسنين من أمراض وحالات طبية مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية وداء السكري والأورام وغيرها، كما أن الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى تزداد شيوعًا مع التقدم بالعمر، ما يتطلب دعمًا كبيرًا ورعايةً مستمرة.

يصادف يوم 8 ديسمبر من كل عام اليوم السعودي للرعاية الصحية المنزلية، وفي هذا اليوم سنتعرف على أفضل طرق رعاية المسنين وأكثرها فعالية ونجاحًا مع أهم التوصيات والنصائح التي تقدمها الهيئات والمنظمات المختصة في هذا المضمار.

نصائح وتوصيات هامة لتعزيز صحة كبار السن

لتعزيز صحة كبار السن الجسدية والنفسية وتقوية مناعتهم ومكافحة أمراض الشيخوخة لا بد من الالتزام بالتوصيات التالية:

ممارسة الرياضة بانتظام

يدعم النشاط البدني المنتظم جهاز المناعة، وكلما كان الجسم نشيطًا، زادت قدرته على مقاومة الأمراض والالتهابات المختلفة. بالطبع لا يجب أن يكون النشاط الذي يمارسه المسنون شاقًا أو مرهقًا لهم، بل قد يشمل ببساطة ركوب الدراجة أو المشي أو السباحة أو التمارين الهوائية. تنصح الجمعية الأمريكية لأمراض القلب والأوعية بممارسة 150 دقيقة من النشاط الفيزيائي المعتدل أسبوعيًا.

تناول المكملات الغذائية حسب الضرورة

تساعد بعض المكملات الغذائية في دعم الجهاز المناعي، ولكن بالتأكيد لا يُنصح بتناول هذه المكملات بشكل عشوائي ودون استشارة الطبيب المختص، إذ يجب سؤال الطبيب دائمًا قبل البدء بتناولها خصوصًا إذا كان الشخص يتناول أدوية أخرى، لأنها قد تتعارض مع فعالية الدواء أو تسبب تأثيرات جانبية متنوعة. تشمل المكملات الغذائية التي يُوصى بها لكبار السن: الكالسيوم وفيتامين د وفيتامين ب 6 أو فيتامين ب 12.

الالتزام بنظام غذائي صحي

تساهم الأنظمة الغذائية المتوازنة الغنية بالفواكه والخضروات واللحوم الخالية من الدهون في تعزيز صحة الجسم ومكافحة الأمراض وحماية المسنين من الفيروسات والبكتيريا الضارة التي تسبب الأمراض، فالفواكه والخضروات مصدر جيد لمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف وتحافظ على صحة الجسم، ويجب أيضًا الحد من تناول الأطعمة السكرية والدهنية، والتي يمكن أن تقلل من فعالية جهاز المناعة، بالإضافة لذلك ينصح بتجنب التدخين والتدخين السلبي.

تخفيف التوتر والابتعاد عن كل ما يؤدي للقلق

يزيد التوتر المزمن من إنتاج الجسم لهرمون الكورتيزول، ويمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول إلى تأثير سلبي على الوظائف المختلفة للجسم، بما في ذلك الجهاز المناعي، ولتقليل التوتر يجب ممارسة أنشطة مريحة وممتعة، وزيادة ممارسة الرياضة، والحصول على قسط وافر من الراحة، وتناول غذاء صحي، والانخراط في النشاطات الاجتماعية.

النوم لفترات كافية من أجل رعاية المسنين

يقلل النوم من مستوى التوتر، وهو الطريقة الأساسية التي تعيد الاسترخاء والتركيز للإنسان. يؤدي الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى تعزيز جهاز المناعة، مما يسهل على الجسم محاربة الأمراض. تزداد أهمية النوم مع التقدم بالعمر لأنه يحسن الذاكرة والتركيز، وتنصح الدراسات كبار السن بالنوم ما بين 7 – 9 ساعات يوميًا، وإذا كان المُسن يواجه مشكلة في النوم، عليه التحدث إلى طبيبه لمعرفة السبب، ويمكن أن تشمل أسباب الأرق: قلة النشاط أثناء النهار والإفراط في تناول الكافيين، أو يمكن أن يكون علامة على حالة طبية مثل توقف التنفس أثناء النوم أو غيرها من الأمراض.

الوقاية من الأمراض الموسمية

يعد الحصول على اللقاحات السنوية طريقةً فعالةً للبقاء بصحة جيدة طوال العام، وإذا كان عمر الشخص 65 عامًا أو أكثر، يمكن أن يتحدث إلى الطبيب بشأن الحصول على لقاحات الأمراض الموسمية، وأهمها لقاح الإنفلونزا. يستغرق اللقاح حوالي أسبوعين ليكون فعالًا، ويقلل من خطر الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 40 إلى 60%. يتغير فيروس الإنفلونزا كل عام، لذلك يجب أن تحصل على اللقاح سنويًا. يمكنك أيضًا التحدث مع الطبيب حول الحصول على لقاحات المكورات الرئوية للوقاية من الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.

إجراء فحوصات سنوية دورية

يساعد إجراء الفحوصات السنوية الدورية في الكشف المبكر عن الأمراض وتعزيز الصحة العامة لكبار السن، إذ من الممكن أن يعاني الشخص من حالات مرضية مزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم دون أن تُكتشف، وستتيح الفحوصات الجسدية المنتظمة للطبيب من تشخيص أي مشاكل في وقت مبكر، ويمنع العلاج المبكر حدوث مضاعفات طويلة الأمد، ويجعل العلاج أسهل وأكثر فعالية.

تجنب التماس المباشر مع المرضى

هناك طريقة أخرى لحماية صحة كبار السن على مدار العام وهي تجنب الاقتراب من الأشخاص المرضى، لأن كبار السن أكثر قابلية لالتقاط العدوى والإصابة بأمراض خطيرة نتيجة الفيروسات والبكتيريا التي يحملها الأشخاص المرضى. تشمل سُبل الوقاية: ارتداء الكمامات، وتجنب الأماكن المزدحمة، وغسل الأيدي المتكرر بالماء والصابون أو بمطهر كحولي مناسب.

طرق رعاية كبار السن ودعمهم

قد تكون رعاية كبار السن صعبة ومعقدة في كثير من الحالات، ومن أصعب التحديات التي يمكن أن تواجهها عند رعايتك لكبار السن هي مقاومتهم أو رفضهم للرعاية الصحية لأسباب مختلفة، ويجب علينا فهم لماذا قد يتطور رفض الرعاية، وكيفية تطوير استراتيجيات لتعزيز تعاون المسن مع مقدم الرعاية الصحية.

ما الذي يسبب رفض المسن للرعاية الصحية؟

إن قبول المسن للمساعدة قد يعني بالنسبة له التخلي عن الخصوصية والتكيف مع إجراءات روتينية جديدة، ونتيجةً لذلك، قد يشعر الشخص المسن بالخوف والضعف والغضب لأنه يحتاج إلى المساعدة، أو يشعر بالذنب من فكرة أن يصبح عبئًا على العائلة والأصدقاء، وفي بعض الحالات، قد يكون الشخص المسن عنيدًا أو لديه مخاوف تتعلق بصحته النفسية أو يعتقد ببساطة أن قبول المساعدة علامة ضعف، وقد يكون أيضًا قلقًا بشأن تكلفة أنواع معينة من الرعاية، وقد يكون فقدان الذاكرة أيضًا يصعّب على الشخص المسن فهم سبب حاجته إلى المساعدة.

ما هي أكثر الاستراتيجيات فعاليةً لتشجيع المسنين على قبول الرعاية الصحية؟

لا تطلب من الشخص المسن اتخاذ قرار نهائي بشأن نوع الرعاية التي يتلقاها على الفور، بل اترك مجالًا للتجربة، لأن هذه التجربة تمنح المسنين فرصةً لاختبار الوضع وتجربة فوائد المساعدة، وحاول دائمًا أن تذكر الرعاية الصحية كخيار سهل وبسيط، وتحدث عن فوائدها وإيجابياتها. قد يقاوم الشخص المسن الرعاية الصحية بدافع القلق بشأن التكلفة، وعليك أن تحاول تهدئة مخاوفه بمختلف الطرق.

إذا استمر المسن بمقاومة الرعاية الصحية المنزلية ورفضها معرضًا نفسه للخطر، فاستعن بمساعد خبير، إذ قد يكون الشخص المسن أكثر استعدادًا للاستماع إلى نصيحة الطبيب أو المحامي أو مدير مركز الرعاية حول أهمية تلقي الرعاية وطبيعة الخدمات المقدمة.

المصادر: 12

التعليقات معطلة.