تشمل التمارين الرياضية جميع الحركات والنشاطات التي تعمل على تحريك العضلات، وتُحفز الجسم على حرق السعرات الحرارية. إنّ فوائد ممارسة التمارين المختلفة بشكلٍ منتظمٍ لا تُعد ولا تحصى، كونها تدعم مختلف وظائف الجسم وتؤثر على الصحة النفسية وتُحسنها، بناءًا على ذلك من الضروري أن نؤكد على أهمية ممارسة التمارين المنتظمة، لضمان العيش بسعادة وصحة جيدة لأطول فترة ممكنة. عادةً يُنصح بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقةٍ في الأسبوع على الأقل، أي بمعدل 30 دقيقةً في اليوم لمدة خمسة أيام أسبوعيًا ويومين استراحة.
ما هي فوائد ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لصحة الجسم؟
دعم الصحة النفسية والشعور بالسعادة
إنّ التمارين الرياضية المنتظمة تساعد في تخفيف مشاعر الحزن والاكتئاب وتُحسن أعراض التوتر والقلق، ومن المعتقد أنّ السبب في ذلك يعود إلى زيادة إفراز هرمون الأندروفين المسؤول عن تحفيز المشاعر الإيجابية وتخفيف الألم.
بالإضافة إلى تحفيز هرمونات السيروتونين والنورأدرينالين الذين يساهمان في تخفيف الاكتئاب، الأمر المثير للاهتمام أنّ شدة التمارين الرياضية غير مهمة، حيث يُمكن أن تتحسن الحالة المزاجية للشخص بمجرد إدخال بعض التمارين إلى روتين الحياة اليومي مهما كانت شدتها.
خسارة الوزن الزائد
تُعتبر زيادة الوزن إحدى عوامل الخطورة للعديد من الأمراض، كما يُعد الكسل ونمط الحياة الخالي من الحركة من أهم أسباب زيادة الوزن.
تساعد ممارسة التمارين الرياضية في تحسين عملية حرق السعرات الحرارية الزائدة وبالتالي خسارة الوزن الزائد، بالإضافة إلى أنّها تدعم عملية إذابة الدهون وبناء الكتلة العضلية الضرورية للحفاظ على الوزن المثالي.
الحصول على عضلات وعظام قوية
تعمل بعض أنواع الرياضة (مثل رفع الأثقال) مع النظام الغذائي الغني بالبروتين على دعم بناء عضلات الجسم. مع التقدم بالعمر تبدأ عضلات وعظام الجسم بالضعف والانهيار تدريجيًا، وتساعد التمارين الرياضية في منع هذه العملية أو تأخيرها، كما تساهم في الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، وتدعم صحة المفاصل وتُخفف من حالات التهاب المفاصل الروماتيزمي. من الجدير بالذكر أنّ الرياضات عالية الكثافة مثل الجمباز والرياضات الفردية مثل كرة القدم وكرة السلة، تُحسن من كثافة العظام أكثر من الرياضات الأخرى.
تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة
أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظمٍ تلعب دورًا مهمًا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتساعد في تحسين مستويات سكر الدم لدى مرضى السكري، كما تساهم في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم وخفض ضغط الدم وتنشيط الدورة الدموية.
من المهم معرفة أنّ الامتناع عن ممارسة الرياضة حتى وإن كان لفترةٍ قصيرةٍ يُمكن أن يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون في منطقة البطن، والتي ترتبط مع زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النمط الثاني، لذلك فإنّ الالتزام بالرياضة المنتظمة ضروري للتخلص من دهون البطن.
أيضًا تُقلل الرياضة من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات (مثل سرطان المثانة والقولون وبطانة الرحم والمعدة)، كما تساعد في دعم صحة الأشخاص المُعَالَجين من السرطان وتُحسن نوعية حياتهم.
دعم صحة الجلد والبشرة
تتأثر صحة الجلد في الإجهاد التأكسدي الناتج عن وجود الجذور الحرة التي تعمل على إتلاف وتدمير خلايا الجسم.
تعمل التمارين المعتدلة على تحفيز إنتاج الأجسام المضادة للأكسدة والتي ينتجها الجسم بشكلٍ طبيعي، وبدورها تقوم بتخليص الجسم من الجذور الحرة وبالتالي تحمي خلايا الجلد والبشرة، وتؤخر ظهور علامات التقدم بالسن (شيخوخة الجلد).
تحسين الذاكرة وصحة الدماغ
أولًا تؤدي ممارسة الرياضة إلى زيادة معدل ضربات القلب وبالتالي تحسين وصول الدم المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ، الذي يساعد في المحافظة على صحة الدماغ. بالإضافة إلى ذلك فقد أثبتت الدراسات أنّ التمرين يعزز نمو منطقة الحُصين في الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعليم، وبالتالي تحمي من مشاكل الذاكرة التي غالبًا ما تُصيب كبار السن. أيضًا يُمكن أن تساعد الرياضة في الحد من التغيرات التي تحدث في الدماغ عند بدء الإصابة بأمراض الزهايمر والفصام.
تحسين نوعية النوم
إنّ استهلاك طاقة الجسم أثناء التمرين يُحفز النوم الجيد الضروري لإعادة شحن الجسم بالطاقة، كما أنّ ارتفاع حرارة الجسم خلال التمرين تزيد الحاجة إلى النوم الجيد لخفضها.
بغض النظر عن نوعية التمارين فإنّ التدريب المنتظم يُسهل عملية الوصول إلى النوم العميق، ويُخفف من أعراض الأرق تحديدًا لدى كبار السن الذين غالبًا ما يعانون من اضطرابات النوم.
تقليل الشعور بالألم
إنّ الألم المزمن مثل آلام أسفل الظهر والآلام العضلية وألم الأكتاف، جميعها تُسبب ألمًا مزعجًا طويل الأمد، وكانت النصائح والعلاجات سابقًا تتركز حول الراحة وعدم الإجهاد. لكن أثبتت الدراسات عكس ذلك تمامًا، حيث أنّ ممارسة الرياضة المنتظمة لها فعاليةٌ جيدةٌ جدًا في تخفيف الألم المزمن، كما تساهم في تحسين القدرة على تحمل الألم. إنّ النشاطات والرياضة بمختلف أنواعها تقدم لجسم الإنسان مجموعةً كبيرةً من الفوائد الجسدية والنفسية، والمواظبة عليها بشكلٍ منتظمٍ وجعلها جزءًا رئيسيًا من روتين الحياة اليومي يمنحنا حياةً أكثر راحةً وصحةً.