تَحمل العودة للمدارس هذا العام الكثير من مشاعر القلق والخوف بسبب الانتشار الواسع لفيروس Covid-19، مما يتطلب المزيد من الحذر والالتزام بالقواعد الصحية من قِبل الطلاب والآباء والمعلمين والإداريين.
هذا العام سيكون مختلفًا جدًا عن العام الماضي الذي تَوقف فيه الدوام المدرسي بشكلٍ كاملٍ أو جزئي في أغلب أنحاء العالم، واستُبدل بالتعليم عن بعد الذي كان حلًا مؤقتًا لتعويض الدروس والحدّ من انتشار الفيروس. أمّا الآن وبعد أن تمّ توزيع اللقاح على نسبةٍ كبيرةٍ من السكان في مختلف دول الخليج، فقد أصبح من الممكن العودة للمدارس واستكمال الدوام للطلاب والمعلمين مع ضمان توفير كل الأساليب الاحترازية والوقائية من فيروس Covid-19.
كيف تختلف العودة للمدارس هذا العام عن العام الماضي؟
مجرد افتتاح أبواب المدارس لاستقبال الأطفال في عامهم الدراسي الجديد، سيكون اختلافًا كبيرًا عن العام الماضي الذي التزم فيه الأطفال بيوتهم، وفيما يلي نستعرض مجموعةً من أهم الاختلافات:
- إنّ التواصل البصري والجسدي بشكلٍ مباشرٍ مع المعلمين يُمكن أن يكون له تأثيرًا أكبر على سرعة تلقي المعلومات وفهمها، بدلًا من الجلوس لساعاتٍ أمام شاشة الحاسوب التي يُمكن أن تُشكل حاجزًا بين الطالب والمعلم.
- التواجد في أجواء المنافسة مع الأصدقاء يُساعد في تحفيز الطلاب على زيادة التحصيل العلمي، وهذه إحدى الجوانب التي افتقدها الطلاب نوعًا ما أثناء التعليم عن بعد.
- العودة إلى الحضور المدرسي أصبح أسهل مما قبل بعد التقدم الكبير في برنامج التطعيم ضد فيروس Covid-19، والذي شمل مؤخرًا الأطفال من عمر 12 عامًا وما فوق.
- تلقي جرعتين من لقاح Covid-19 سيكون هذا العام شرطًا أساسيًا، من أجل السماح لأي طالبٍ بالدخول إلى مدرسته، وذلك ينطبق على الفئة العمرية من 12 عامًا وما فوق.
- الطلاب الذين لم يتجاوزوا 12 عامًا أي طلاب المرحلة التعليمية الابتدائية والحضانة، من المرجح أن يُتابعوا تحصيلهم العلمي من خلال التعليم عن بعد كما في العام الماضي، نظرًا لعدم توفر لقاحٍ آمنٍ لهم.
بالرغم من أنّ اللقاح يؤمن حمايةً أكبر للطلاب، إلّا أن التطعيم لا يعني أنّه أصبح بإمكاننا التخلي عن القواعد الاحترازية والوقائية.
- تقسيم الدوام المدرسي ليكون على فترتين، من أجل تقليل عدد الطلاب في كل قاعةٍ دراسيةٍ وبالتالي تسهيل تحقيق التباعد الاجتماعي.
- تخفيض ساعات الدوام من خلال تقليل عدد الحصص المُعطاة في اليوم، مع إمكانية زيادة فصلٍ دراسي آخر لتعويض الفاقد العلمي للطلاب.
أما الآباء الذين يشعرون بالقلق من فكرة العودة إلى المدارس، لا تزال إمكانية اختيار التعليم عن بعد لأطفالهم أمرًا ممكنًا. هناك بعض الدول في الخليج ستلجأ هذا العام إلى نظام الحضور المدمج في المدارس، الذي تمّ تطبيقه في العام الماضي. تقوم فكرته على تلقي التعليم بشكلٍ متناوبٍ لمدة أسبوعٍ في المدرسة يليها أسبوع من التعليم عن بعد في المنزل، بحيث لا تتجاوز نسبة الحضور 50% من القدرة الاستيعابية للقاعات المدرسية.
التعليم عن بعد يُمكن أن يسبب بعض الملل بسبب التزام المنزل، لذلك سيكون الطلاب هذه المرّة أكثر نشاطًا وحيويةً للعودة إلى المدرسة بعد هذا الانقطاع الطويل.
الشروط الصحية الضرورية للعودة إلى المدارس
بما أنّ العودة للمدارس تتم في ظروفٍ خاصة فلا بدَّ من وجود بعض الشروط التي حددتها وزارة الصحة من أجل حماية الطلاب والكادر التعليمي والإداري، ومن أهم هذه الشروط:
- إرشاد الطلاب والمعلمين إلى ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات وأقنعة الوجه طوال فترة التواجد في المدرسة، مع التذكير بأهمية استخدام المطهرات لتعقيم اليدين بشكلٍ مستمر.
- تحقيق التباعد الاجتماعي في الصفوف الدراسية، والتأكيد على أهمية التهوية المستمرة في جميع القاعات والصفوف.
- أيضًا يجب التأكيد على تطبيق قواعد التباعد في حافلات نقل الطلاب، وعدم تواجد أكثر من 50% من عدد الطلاب الذي تستوعبه الحافلة.
- توفير الماء والصابون في دورات المياه بالمدارس، ونشر التوعية عن كيفية غسل اليدين بالطريقة الصحيحة .
- العزل المباشر لأي حالةٍ يُثبت إصابتها بفيروس Covid-19، وفحص ومتابعة الطلاب المخالطين للحالة لمدةٍ تساوي مدة حضانة الفيروس (14 يومًا) للتأكد من عدم انتقال العدوى لهم.
بالرغم من توزيع اللقاح على نسبةٍ كبيرةٍ في المجتمع، إلّا أنّ القواعد المدرسية لهذا العام ستكون أكثر رصانةً لتتماشى مع الوضع الراهن لفيروس Covid-19، وتقع مسؤولية الالتزام بهذه القواعد على الطلاب والمدرسين من أجل تحقيق الحماية من كارثة انتشار الوباء.
المصادر: 1