بشكلٍ عام تُعتبر فروة الرأس ومفاصل المرفقين والركبتين من أشيع أماكن ظهور الصدفية، ولكن يُمكن أن تُصيب الأطراف العلوية والسفلية والرقبة والوجه، وفي الحالات النادرة تُصيب الفم والأظافر والمنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية. يُمكن أن تظهر على شكل نوباتٍ أو هجماتٍ لفترةٍ من الزمن وتزول بعدها أو على الأقل تنخفض شدتها.
أنواع الصدفية
يوجد عدة أنواعٍ من الصدفية أهمها:
الصدفية اللويحية
- الأكثر انتشارًا وتُقدر نسبة المصابين بها حوالي 80% من إجمالي الأشخاص الذين يُعانون من الصدفية، وذلك وفقًا للأكاديمية الأمريكية لأمراض الجلد AAD.
- غالبًا ما يظهر هذا النوع على مفاصل الركبتين والمرفقين أو فروة الرأس، ويكون بشكل بقعٍ حمراء على الجلد ملتهبة وتُغطيها قشورٌ فضية اللون من الجلد الجاف المتراكم.
الصدفية الحلقية
تحدث بشكلٍ رئيسي عند الأطفال واليافعين، وتظهر عادةً على الجذع والأطراف العلوية والسفلية على شكل بقعٍ صغيرةٍ ورديةٍ تُشبه قطرات المطر، هذا النوع لا يُسبب سماكةً على الجلد، ومعظم الحالات تتماثل للشفاء في غضون شهرٍ إلى شهرين وحتى دون علاج.
الصدفية البثرية
تُصيب البالغين وتَكثر عند المفرطين بالتدخين، وتحتوي منطقة الجلد المُصاب على بثورٍ بيضاء ممتلئةٍ بالقيح. ليس من الضروري أن تمتد الصدفية البثرية على مساحاتٍ واسعةٍ من الجسم، وغالبًا ما تظهر على اليدين والقدمين.
الصدفية المحمرة للجلد
- وهي نوعٌ نادرٌ جدًا من الصدفية وتحتاج إلى استشارة الطبيب فور ظهورها، إذ يُمكن أن تكون مهددة للحياة.
- في هذا النوع تُغطي الصدفية مساحةً واسعةً من الجسم، ويكون الجلد محمرًا وكأنّه تعرّض للحرق. ويُمكن أن يترافق ذلك مع ارتفاعٍ بالحرارة وإسهالٍ وآلامٍ مفصليةٍ ووهنٍ عام.
أعراض الصدفية
تختلف الأعراض من شخصٍ لآخر وذلك تبعًا لاختلاف نوع الصدفية ومكان ظهورها في الجسم، ولكن بشكلٍ عام يوجد بعض الأعراض الشائعة التي يُمكن أن يُعاني المريض من أحدها أو جميعها، ومن ضمنها:
- التهاب بقعٍ من الجلد واحمراره وارتفاعها قليلًا عن سطح الجلد.
- جفاف الجلد وتشققه.
- سماكةٌ في الجلد وقشورٌ فضيةٌ تترك عند إزالتها بقعًا حمراء فيها نقط صغيرة نازفة.
- الشعور بالحكة والألم الحارق حول موقع الصدفية.
- ألمٌ في المفاصل وتورّمها في بعض الحالات.
أسباب الصدفية
حتى الآن لا يوجد سببٌ واضحٌ ورئيسي للصدفية، ولكن بفضل الدراسات والأبحاث الكثيرة تمكن العلماء من تحديد عاملين رئيسيين يُمكن أن يلعبا دورًا مهمًا في تحفيز الإصابة بالصدفية، وهما:
الجهاز المناعي
تُعد الصدفية واحدةً من أمراض المناعة الذاتية التي يقوم فيها الجسم بمهاجمة نفسه، وفي حالة الصدفية تقوم خلايا الدم البيضاء بمهاجمة خلايا الجلد وتسبب موتها، وهذا ما يؤدي إلى زيادة سرعة إنتاج خلايا الجلد الجديدة، والتي تقوم بدفع الخلايا القديمة إلى الأعلى وتراكمها خلال وقتٍ قصيرٍ.
العامل الوراثي
يلعب العامل الوراثي دورًا مهمًا في حالات الصدفية حيثُ أنّ إصابة أحد الأبوين يزيد من مخاطر إصابة الأبناء لأنّهم يحصلون على الجينات من آبائهم، بالرغم من ذلك فإنّ نسبة الأشخاص المصابين بالصدفية نتيجة حالةٍ وراثيةٍ تُقدر بحوالي 2-3% فقط وذلك وفقًا لمؤسسة الصدفية الوطنية NPF.
تشخيص الصدفية
يُمكن تشخيص الصدفية من خلال الفحص الجسدي البسيط الذي يقوم به الطبيب المُختص، حيث تكون أعراضها واضحةً ومميزةً عن الأمراض الجلدية الأخرى، وفي هذه الحالة يكون من الضروري أن تُخبر الطبيب بجميع حالات الصدفية في العائلة إن وجدت.
في بعض الحالات يرغب الطبيب بإجراء خزعةٍ لتحديد نوع الصدفية والتأكد من عدم وجود أي عدوى أو مشاكل أخرى، حيث تُؤخذ عينةٌ من الجلد الموجود في موضع الصدفية ويتم إرسالها إلى المختبر الذي يقوم بفحصها ودراستها.
علاج الصدفية
حتى الآن لا يوجد علاجٌ جذري للصدفية، وتعمل كل العلاجات المستخدمة على تقليل الأعراض وتخفيف مظهر القشور المزعجة مع محاولة إبطاء سرعة إنتاج الخلايا الجديدة، ويضم العلاج ثلاث فئاتٍ رئيسيةٍ هي:
-
علاجات موضعية
يُمكن تطبيق بعض أنواع المراهم والكريمات مباشرةً على الصدفية في الحالات التي تتراوح من الخفيفة إلى المتوسطة، ومن ضمن الكريمات المستخدمة:
- الستيرويدات الموضعية.
- الريتينويدات.
- المرطبات.
- نظائر فيتامين D.
العلاجات الجهازية
يلجأ الأطباء إلى استخدام الأدوية عن طريق الفم أو الحقن في الحالات المتوسطة أو الشديدة من الصدفية، والتي لا تستجيب على العلاجات الموضعية. غالبًا ما تكون فترة العلاج بهذه الأدوية قصيرةً نتيجة الآثار الجانبية المرتبطة بها.
العلاج بالضوء
في هذه الطريقة تُعرّض مناطق الإصابة بالصدفية لأشعة الشمس الطبيعية أو للأشعة فوق البنفسجية، حيثُ تساعد في القضاء على خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مهاجمة الجلد السليم وزيادة إنتاج الخلايا الجديدة، وقد أظهرت هذه الطريقة فعاليةً جيدةً في علاج الحالات الخفيفة والمتوسطة.
أحيانًا يحتاج المريض إلى تطبيق العلاج مدى الحياة، أو يُمكن أن يستخدم أكثر من نوعٍ من العلاجات لفتراتٍ طويلة، أو يُضطر إلى استبدال العلاج كل فترةٍ نتيجة توقف المنطقة المُصابة عن الاستجابة للعلاج السابق.
نصائح للأشخاص المُصابين بالصدفية
إنّ إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة لا يُعالج الصدفية، ولكن يُمكن أن يُساعد في التخفيف من شدة أعراضها، ومن ضمن هذه التغييرات:
- خسارة الوزن الزائد يُمكن أن يُساهم في تحسين الحالة أو زيادة فعالية العلاجات المستخدمة.
- اتباع نظامٍ غذائي يُعزز صحة القلب غني بالبروتينات والحمض الأميني الأوميغا 3، وفقير بالدهون المشبعة.
- الابتعاد عن الأطعمة المُحرضة مثل السكر المكرر والأطعمة الجاهزة والمشروبات الكحولية.
- الحصول على كميةٍ كافيةٍ من الفيتامينات سواءً من الطعام أو من خلال استشارة الطبيب لتناول المكملات الغذائية.
- تجنب التوتر والعمل على تحسين الصحة النفسية وتعديل المزاج.
عوامل محفزة
يوجد بعض العوامل الخارجية التي تُحفز ظهور الصدفية ومن أهمها:
- التوتر والضغط النفسي.
- تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الكحول.
- التعرض لحادثٍ أو إصابةٍ، وفي بعض الحالات تتحفز بعد الحقن أو حروق الشمس.
- تناول أدويةٍ معينةٍ مثل مركبات الليثيوم والأدوية المستخدمة في علاج الملاريا وخافضات الضغط.
الصدفية من الأمراض غير المُعدية لذلك لا يوجد أي خوفٍ من ملامسة الشخص المُصاب، كما أنّه من الضروري عدم منح المريض شعورًا بالغرابة بعد ملاحظة منطقة الإصابة، لأنّ ذلك يؤثر على حالته النفسية وبالتالي يُمكن أن يزيد من سوء الحالة.
مصادر: 1
لا تعليق