يقوم مبدأ أي نظام غذائي صحي على تأمين العناصر الغذائية الرئيسية من مصادر طبيعية، دون الحاجة إلى تناول الأدوية والمُتممات الغذائية الصناعية. تلعب هذه العناصر أدوارًا مهمة في المحافظة على صحة الجسم ودعم الوظائف المختلفة للوقاية من الأمراض، حيثُ أنّ العديد من الأمراض والحالات الصحية الشائعة ترتبط بشكل وثيق مع نوعية الأطعمة التي يعتمدها الفرد أو العائلة، لذلك يُنصح دومًا بالانتباه إلى البرامج الغذائية المُقدمة من أخصائي التغذية، والتي يُمكن أن تلعب دورًا مهمًا في حماية عائلتك من هذه الأمراض. إنّ تقيد العائلة بنظام غذائي صحي لا تقتصر فوائده على المحافظة على الصحة، بل يلعب دورًا مهمًا في تحسين نمط الحياة بشكل عام، وفيما يلي أهم الفوائد:

فوائد النظام الغذائي الصحي

المحافظة على صحة القلب

إنّ أمراض القلب من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا والتي يُمكن أن تكون مهددة للحياة، وقد أشارت الأبحاث إلى إمكانية تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 80% تقريبًا، بمجرد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.

إن زيادة تناول ملح الطعام يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أنّ الدهون المُشبعة تزيد نسبة الكوليسترول الضار LDL في الدم، وجميعها عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تقليل مخاطر الإصابة بالسرطانات

إنّ وجود الجذور الحرة في جسم الإنسان يزيد من احتمال إصابة الخلايا بالسرطان، وتعمل مُضادات الأكسدة الموجودة في بعض الأطعمة على إزالة الجذور الحرة وتقليل مخاطر الإصابة بالمرض. توجد مضادات الأكسدة مثل البيتا كاروتين والليكوبين والفيتامينات E وA وC، في عدد من الأغذية الطبيعية مثل التوت بأنواعه واليقطين والجزر والمكسرات والخضار الورقية الخضراء. تبيّن من خلال التجارب والدراسات أنّ اتباع نظام غذائي غني بالفواكه يُساعد في الوقاية من سرطانات الجهاز الهضمي العلوي، أما الأطعمة الغنية بالألياف فتعمل على الحماية من سرطان الكبد، والجمع بين الخضار والفواكه والألياف يُقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

تحسين المزاج

تُشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الصحة النفسية والنظام الغذائي، وتحديدًا نسبة الكربوهيدرات المُتناولة من الأطعمة الغنية بالسكريات مثل المشروبات الغازية والمعجنات والخبز الأبيض، التي يُمكن أن تؤدي زيادتها إلى الشعور بالتعب والاكتئاب. لذلك فإنّ اتباع العائلة لنظام صحي منخفض الكربوهيدرات يُمكن أن  يُساعد في تحسين المزاج.

حماية القناة الهضمية

يتواجد في القولون بشكل طبيعي بعض أنواع البكتريا التي تلعب دورًا أساسيًا في عملية الهضم والتمثيل الغذائي، حيثُ يعمل بعضها على بإنتاج فيتامينات K وB الضرورية لصحة القولون، كما تقوم بمكافحة الفيروسات والبكتريا الضارة. إنّ أي تغير في هذه البكتريا يُمكن أن يزيد من احتمال الإصابة بالعدوى وتطور حالة التهابية، لذلك نحتاج إلى المحافظة عليها وزيادة نموها من خلال اتباع نظام غذائي غني بمركبات البريبايوتك والبروبيوتيك التي تتواجد في الفواكه والخضار والحبوب الكاملة والبقوليات.

تحسين الذاكرة

يُمكن أن تُساعد بعض العناصر الغذائية على دعم وظائف الدماغ وتحسين الذاكرة، وبالتالي حماية الإنسان من الإصابة بالخرف. يُعتبر الحمض الدهني الأوميغا 3 من أهم هذه العناصر والذي يتواجد بكثرة في لحوم الأسماك، بالإضافة إلى الفيتامينات D وE وC والفلافونوئيدات والبوليفينول.

المحافظة على الوزن المثالي

ترتبط زيادة الوزن مع ارتفاع مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والداء السكري وبعض أنواع السرطان. إنَّ اتباع نظام غذائي صحي خالٍ من الوجبات السريعة المُصنعة، وغني بالفواكه والخضار واللحوم البيضاء وغيرها من الأطعمة الفقيرة بالسعرات الحرارية، يُساعد في خسارة الدهون الزائدة والمحافظة على الوزن المثالي. بالإضافة إلى أنّ الألياف الموجودة في الأطعمة النباتية تعمل على تعزيز الإحساس بالشبع واستمراره لمدة أطول، مما يُساعد في السيطرة على الوزن.

زيادة القدرة للسيطرة على الداء السكري

إنّ مرضى السكري بشكل خاص يحتاجون إلى الالتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على كميات محددة من السكريات، مع تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة. يُساعدهم ذلك في التحكم بمستويات السكر في الدم، والوقاية من الإصابة بمضاعفات الداء السكري أو تأخير ظهورها قدر الإمكان.

الحصول على أسنان وعظام قوية

إنّ الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنزيوم ضرورية لصحة العظام والأسنان لأنها تُشكل الحجر الأساسي في بنائها. بناءًا على ذلك فإنّ اتباع نظام غذائي غني بهذه العناصر (مثل منتجات الألبان والبروكلي والبقوليات)، ضروري للوقاية من الإصابة بالمشاكل الصحية مثل هشاشة العظام مع التقدم بالعمر.

المحافظة على صحة الأجيال الجديدة

في كل عائلة يأخذ الأطفال عاداتهم الصحية من الآباء الذين يقع عليهم مسؤولية تعليمهم هذه العادات بشكلها الصحيح، وتطبيق نظام غذائي صحي لكامل أفراد العائلة سوف يُساعد في اعتياد الأطفال على الأطعمة الصحية مع المحافظة على سلامتهم.

نصائح لتحسين نوعية النظام الغذائي

يوجد العديد من التعليمات البسيطة التي يُمكن أن تُساعد في الحصول على نظام غذائي صحي ومنها:

  • تجنب المشروبات الغازية واستبدالها بكوبًا من شاي الأعشاب الذي تُفضله.
  • الامتناع عن تناول اللحوم على الأقل لمدة يوم في الاسبوع.
  • أن تحتوي الوجبات على مكونات طازجة، وتُشكل حوالي نصف الوجبة.
  • التعويض عن حليب البقر بحليب نباتي مثل حليب الصويا أو جوز الهند.
  • تناول الفواكه الطازجة الغنية بالألياف، بدلًا من شرب العصائر الجاهزة.
  • تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والفقيرة بالدهون مثل البيض والمكسرات واللحوم البيضاء كالسمك والدجاج.

أهم الأطعمة التي تدعم النظام الغذائي

  • الخضار والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن.
  • منتجات الألبان منخفضة أو خالية الدسم لاحتوائها على الكالسيوم والبروتينات.
  • الأسماك مصدرًا رئيسيًا للحمض الدسم الأوميغا 3 والبروتينات.
  • المكسرات مثل الجوز واللوز الحاوية على الحمض الدسم الأوميغا 3.

يُمكن أن نعتبر التنوع في الأطعمة المُغذية من العوامل الرئيسية في نجاح أي نظام غذائي، حيثُ يُسهل عملية تأمين كُل العناصر الغذائية الضرورية ، وبالتالي يُساعد في المحافظة على صحة أعضاء وأجهزة الجسم ويحميها من الإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض.

التعليقات معطلة.