الامتناع عن تناول الأطعمة المتنوعة الغنية بمختلف العناصر الغذائية الضرورية للجسم، يُعرضنا لمخاطر الإصابة بنقص هذه العناصر والتي يُمكن أن ينتج عنه بعض المشاكل الصحية، فيتامين سي C واحدًا من العناصر الغذائية الضرورية للجسم، كما أنّه من مضادات الأكسدة المفيدة، حيث يلعب دورًا مهمًا في تعزيز صحة البشرة والجلد والعظام والأوعية الدموية.
ينتمي إلى الفيتامينات الذوابة في الماء، ويُمكن الحصول عليه من الأطعمة المختلفة ولكن لا يُمكن تخزينه في الجسم لذلك يجب تناول الأطعمة الحاوية عليه بشكلٍ منتظمٍ يوميًا لتأمين حاجة الجسم.
ما هي فوائد فيتامين سي وكيف يُمكن الحصول عليه؟
يُستخدم فيتامين C بشكلٍ شائعٍ جدًا في نزلات البرد والانفلونزا، إلّا أنّ فوائده لا تقتصر على ذلك، وقد أظهرت الدراسات والأبحاث الحديثة أهميته ودوره في المحافظة على صحة الجسم والتي تتمثل فيما يلي:
إنتاج الكولاجين
يُشارك فيتامين C في إنتاج الكولاجين الضروري لمقاومة التجاعيد وعلامات التقدم بالعمر، حيثُ يُعد العنصر الرئيسي في تكوين النسيج الضام ويُشكل 1-2% من تركيب أنسجة العضلات.
كما يدخل الكولاجين بكمياتٍ كبيرةٍ في تركيب الأنسجة الليفية مثل الأوتار والغضاريف والأوعية الدموية، وبناءً على ذلك فإنّ فيتامين C يُساهم في مقاومة تجاعيد البشرة ويُساعد في تقوية العضلات ومختلف أنسجة الجسم.
التئام الجروح
يلعب فيتامين C دورًا مهمًا في شفاء الجروح ويعود ذلك إلى مشاركته في إنتاج الكولاجين الضروري لتشكل أنسجة الجلد والعضلات والأنسجة الأخرى.
أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا لا يحتوي كمياتٍ كافيةً من فيتامين C يُمكن أن يُعانوا من بطء عملية التئام الجروح، وذلك نتيجة ضعف قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين، حيث يُساعدهم تناول مكملات فيتامين C في تعويض النقص وتسريع الشفاء.
علاج نزلات البرد
إنّ تناول فيتامين C من التدابير الشائعة جدًا في معالجة نزلات البرد والرشح، ولكن الأبحاث العلمية لم تؤكد على فعاليته بشكلٍ واضحٍ وصريح، إلّا أنّه من المفيد تناول 200 ملغ من فيتامين سي يوميًا عند الإصابة بنزلات البرد إذا كنت من الأشخاص الذين:
- يُمارسون نشاطًا بدنيًا أو رياضاتٍ شاقة.
- يعيشون في أماكن درجة الحرارة فيها منخفضة.
- المدخنون حيث يكون لديهم مستوى فيتامين سي منخفضًا أكثر من غيرهم.
تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية
يُعتقد بأنّ هذه الفعالية لفيتامين سي تعود إلى عدة عوامل وهي:
- امتلاك خصائص مضادة للأكسدة.
- القدرة على إنتاج أوكسيد النتريك.
- تخفيف حركة اللويحات في حالات التصلب الشرياني.
ولكن الدراسات والأبحاث التي أجريت حتى الآن غير كافيةٍ لإثبات فعالية فيتامين C في تحسين وحماية صحة القلب والأوعية الدموية.
مقاومة السرطان
ينتمي فيتامين سي إلى مضادات الأكسدة التي تُخلص الجسم من الجذور الحرة وتحميه من الإصابة بالإجهاد التأكسدي، الذي يُمكن أن يلعب دورًا في تطور الخلايا السرطانية في الجسم.
بناءً على ذلك فإنّ تناول فيتامين سي يُمكن أن يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان من خلال محاربة الجذور الحرة، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أنّ الجرعات الكبيرة منه تساعد في إبطاء عملية تطور ونمو الخلايا السرطانية.
كما أشارت إلى أنّه من الممكن أن تكون مشاركة فيتامين سي مع العلاجات الأخرى مفيدة تحديدًا في حالات سرطان القولون والمستقيم، إلّا أنّ هذه المشاركة لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث.
الساد أو التنكس البقعي المرتبط بالسن
إنّ الخصائص المضادة للأكسدة لفيتامين سي تساعد في التقليل من الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي الذي يُعتقد بأنّه أحد أسباب الإصابة بالساد والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم بالسن.
لذلك فإنّ الالتزام بتناول فيتامين سي بالحدود المطلوبة يُمكن أن يُقلل من مخاطر إصابة العين بهذه الأمراض ويُبطئ تطورها.
داء السكري
أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أنّ تناول مكملات فيتامين سي يُمكن أن تعمل على تحسين مستويات غلوكوز الدم لدى كبار السن الذين يعانون من داء السكري.
وبالرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسة والبحث إلّا أنّه من الممكن أن يُشكل فيتامين سي علاجًا لداء السكري في المستقبل.
فقر الدم بعوز الحديد
إنّ امتصاص الحديد يتحسن عند استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ من فيتامين سي، ويلجأ العديد من الأطباء إلى مشاركة مكملات فيتامين سي مع الحديد عند معالجة المصابين بفقر الدم بعوز الحديد.
إلّا أنّه في دراسةٍ أُجريت عام 2020 على أشخاص مصابين بفقر الدم بعوز الحديد ويعالجَون بمكملات الحديد، تبيّن أنّ مستويات الحديد في الدم تزداد بنفس القيمة سواءً تمت مشاركة الحديد مع فيتامين سي أو لم تتم.
وبالنتيجة لا يزال هناك جدلٌ حول فعالية فيتامين سي في تحسين امتصاص الحديد.
تخفيف الحساسية
إنّ التعرّض لبعض العوامل يُمكن أن يؤدي إلى تحريض رد الفعل التحسسي في الجسم، والذي يَظهر على شكل تحسسٍ جلدي مثل التورّم والحكة والاحمرار، أو تحسسٍ في الجهاز التنفسي مع عُطاس وسيلان الأنف وغيرها، نتيجة ذلك يفرز الجسم بعض أنواع مُركّبات الأوكسجين التفاعلية التي تؤدي إلى الإجهاد التأكسدي.
وقد أظهرت الدراسات أنّ تناول جرعاتٍ كبيرةٍ من فيتامين سي يُمكن أن تُساهم في تخفيف أعراض التحسس الجلدي والتنفسي، كما أشارت إلى أنّ الأشخاص الذين يُعانون من الحساسية تكون لديهم مستويات فيتامين سي في الدم منخفضة.
مصادره
تُعد الخضار والفواكه الطازجة من المصادر الغنية بفيتامين سي ويُنصح بتناولها نيئةً لأنّ حرارة الطهي يُمكن أن تُخرّب جزءًا منه، ومن أهم الأطعمة الحاوية على نسبةٍ مرتفعةٍ من فيتامين سي نذكر:
- الفلفل الأحمر والأخضر.
- الحمضيات وعصائرها مثل البرتقال والليمون والكريفون.
- الكيوي والفراولة.
- الخضار الورقية مثل السبانخ والملفوف.
- الطماطم والبطاطا.
نقص فيتامين سي
يحدث النقص عند اتباع نظامٍ غذائي فقير بفيتامين سي أو نتيجة زيادة حاجة الجسم إليه مثل الإصابة بأمراضٍ مزمنةٍ أو التدخين أو المرور بشدةٍ نفسيةٍ.
تتمثل أعراض نقص فيتامين سي بشكل أساسي بالإصابة بداء الاسقربوط (نزف اللثة) الذي يبدأ بعد 45-80 يوم من الانقطاع عن تناول فيتامين C، كما يُمكن أن يُعاني الشخص من اضطرابات في تشكل الكولاجين، والتي تترافق مع تأخر التئام الجروح ونزيفٍ جلدي خارجي أو عيني أو نزيفٍ في الأعضاء الداخلية.
إنّ ضعف البنية الكولاجينية في الأسنان والعظام يُمكن أن تؤدي إلى آلامٍ مفصليةٍ شديدةٍ وتساقط الأسنان، بالإضافة إلى حدوث بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والهستريا.
جميع هذه الأعراض تستجيب على المعالجة بفيتامين سي، وغالبًا ما تزول بعد أسبوعٍ من بدء العلاج.
مَن هم الأشخاص المعرضون لنقص فيتامين سي؟
يوجد بعض الحالات التي يكون فيها الشخص أكثر عرضةً للإصابة بنقص فيتامين سي، وتشمل مايلي:
- المدخنون أو الذين يجلسون بصحبتهم (تدخين سلبي).
- الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غير متنوع.
- الرضع الذين يتغذون على الحليب المغلي أو المبخر فقط.
- بعص الحالات الصحية مثل سوء الامتصاص المعوي.
يحتاج جسم الإنسان البالغ يوميًا أقل من 100 ملغ من فيتامين سي، وقد حدد الخبراء الحد الأقصى المسموح به يوميًا بحوالي 2000 ملغ، حيثُ أنّ الإفراط في تناوله لا يُسبب مشاكل صحيةً خطيرةً.
ولكن عند استهلاك أكثر من 1000 ملغ يوميًا من فيتامين سي، فإنّ الجسم لن يتمكن من امتصاصها وينتج عن ذلك تلبكٌ في الجهاز الهضمي وإسهال، كما يُمكن أن تؤدي الكميات الكبيرة إلى تشكل الحصيات في الكلى.
لذلك مهما كان السبب الذي يدفعك إلى تناول كمياتٍ إضافيةٍ من فيتامين سي حاول أولًا استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية للحصول على النصائح المفيدة واختيار الطريقة الصحيحة للحصول على حاجة الجسم دون زيادةٍ أو نقصان.
المصادر: 1