السمع أحد الحواس الخمسة الرئيسية لدى الإنسان والمسؤول عنه هو الأذن، التي نُميّز من خلالها الأصوات ومصادرها. تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الأذن الخارجية والوسطى والداخلية، ويحدث السمع عندما يلتقط الصيوان (الأذن الخارجية) الموجات الصوتية وينقلها إلى غشاء الطبل الذي يهتز وتهتز معه عظيمات السمع في الأذن الوسطى، التي تنقل الاهتزازات إلى القوقعة الحلزونية في الأذن الداخلية، حيث تتحول الأمواج الصوتية إلى إشاراتٍ كهربائيةٍ تنقلها الخلايا العصبية عبر مساراتٍ خاصة إلى الدماغ الذي يترجمها إلى الأصوات التي نسمعها.
فقدان السمع
وفقًا للجمعية الأمريكية لعلاج النطق والنظر واللغة ASHA يمكن تصنيف فقدان السمع إلى ثلاثة أنواع، هي:
فقدان السمع التوصيلي
يحدث عند عدم انتقال الأمواج الصوتية من الأذن الخارجية إلى الأذن الوسطى، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على سماع الأصوات الضعيفة، يعود السبب في ذلك إلى وجود حالةٍ التهابيةٍ بالأذن أو حساسية، أو نتيجة تراكم الشمع في الأذن، أو وجود ورمٍ حميدٍ أو جسمٍ غريبٍ يعيق انتقال الأمواج الصوتية.
لا يكون فقدان السمع التوصيلي دائمًا، ويعتمد العلاج على المضادات الحيوية أو التدخل الجراحي، حيثُ يتم زرع قوقعةٍ صناعيةٍ تحت الجلد خلف الأذن، تُساعد على نقل الأصوات والاهتزازات وتحليلها إلى إشاراتٍ يفهمها العقل.
فقدان السمع الحسي العصبي SNHL
غالبًا ما يكون دائمًا حيث ينتج عن تلفٍ في هيكل الأذن الداخلية أو في المسارات العصبية المسؤولة عن نقل الإشارات إلى الدماغ، وهناك عدة أسبابٍ تؤدي إلى فقدان السمع الحسي العصبي ومنها:
- وجود عيوب خلقيةٍ في هيكل الأذن.
- التقدم بالعمر.
- التعرّض إلى صدمة في الرأس.
- بيئة العمل الصاخبة.
بعض الحالات المرضية مثل مرض مينير أو ورم العصب السمعي، أو الإصابة بعدوى التهابية تؤثر على العصب السمعي مثل التهاب السحايا أو النكاف أو الخصية
تناول الأدوية السامّة للسمع حيث أشارت ASHA إلى وجود أكثر من 200 دواءٍ يؤثر على حاسة السمع، لذلك يجب التحدث إلى الطبيب قبل استخدام أي دواء.
فقدان السمع المختلط
في هذه الحالة يُعاني المريض من فقدان السمع التوصيلي مع فقدان السمع الحسي العصبي بنفس الوقت.
أعراض فقدان السمع
بشكلٍ عام يحدث ضعف السمع أو فقدان السمع بشكلٍ تدريجي مع مرور الزمن، وتشمل الأعراض البدائية ما يلي:
- الشعور بضعف السمع الذي لا يتراجع مع الوقت أو يزداد سوءًا.
- ضعف السمع بأذنٍ أكثر من الأخرى.
- حدوث فقدان السمع بشكلٍ مفاجئ.
- الشعور بألمٍ في الأذن مترافق مع ضعف أو فقدان السمع.
- طنين الأذن.
- الصداع والشعور بالخدر.
علاج فقدان السمع
يختلف علاج فقدان السمع تبعًا لاختلاف أسبابه، ففي حال كان فقدان السمع ناتجًا عن تراكم الشمع وانسداد مجرى السمع فإنّ الحل بسيطٌ ويعتمد على إزالة الشمع، ويمكن أن يتم في المنزل أو من خلال زيارة الطبيب إذا كانت الكتلة عالقةً لتجنب حدوث أي ضررٍ في غشاء الطبل أو الأذن.
يزداد احتمال تشكل الكتل الشمعية في مجرى السمع لدى كبار السن، وفي حال زيادة استخدام سماعات أو سدادات الأذن، بالإضافة إلى أنّ الأشخاص الذين يُعانون من إعاقات النمو يزداد لديهم تشكل الشمع وتراكمه.
وبشكلٍ عام لإزالة الشمع من الأذن في المنزل يُمكن اتباع الطرق التالية:
- استخدام قطعة قماشٍ نظيفةٍ رطبةٍ ودافئةٍ لإزالة الشمع العالق على الأجزاء الخارجية من الأذن فقط، أو يمكن استخدام القطن أيضًا.
- تطبيق قطراتٍ للأذن تُساعد على إذابة الشمع وتسهيل إزالته، حيثُ يوضع 2-3 قطرات في كل أذن، وننتظر حوالي 15-30 دقيقة ثمّ يتم التنظيف. عادةً لا تحتاج هذه القطرات إلى وصفةٍ طبيةٍ وتحتوي على:
- زيوت معدنية أو زيوت الأطفال.
- غليسيرين.
- بيروكسيد.
- محلول ملحي.
غسل قناة الأذن باستخدام محلولٍ ملحي أو المياه بحذرٍ شديدٍ وبعد تدفئتها إلى درجة حرارة الجسم للوقاية من حدوث الدوار، كما يُنصح بتطبيق هذه العملية بعد استخدام قطرات الأذن الملينة للشمع بحوالي 15-30 دقيقة.
في فقدان السمع الناتج عن الإصابة بعدوى التهابية يُمكن أن يصف الطبيب صاد حيوي لمعالجة العدوى. أمّا في حال كان فقدان السمع بسبب مشاكل توصيلية أو عصبية أخرى سوف يحتاج المريض إلى تطبيق علاجاتٍ جراحيةٍ مثل زرع قوقعة صناعية أو استخدام أجهزة السمع.
المحافظة على صحة الأذن وحاسة السمع
إنّ اتباع بعض النصائح والعادات الصحية يُمكن أن يُساعد في حماية الأذن والتمتع بسمعٍ جيد لسنوات طويلة، ومنها:
- عدم إدخال الأدوات الحادة أو الدقيقة في الأذن بهدف تنظيفها لتجنب إلحاق الأذى بغشاء الطبل أو مجرى السمع أو دفع كتلة الشمع وحشرها في الداخل.
- التقليل من استخدام سماعات الأذن وأخذ فتراتٍ من الراحة عند استخدامها، مع التأكيد على تجنب رفع مستوى الصوت والمحافظة عليه خافتًا، بحيث لا يسمعه أي شخصٍ بجانبك.
- الابتعاد عن مصادر الضجيج والأصوات المرتفعة واستخدام سدادات الأذن أو أغطية الرأس في حال الاضطرار إلى سماعها، كما يجب ضبط نظام الصوت في السيارة بحيث لا يكون عالٍ جدًا.
- استخدام سدادات الأذن عند السباحة وتجفيف الجزء الخارجي من الأذن بعد السباحة بقطعة قماشٍ ناعمة، مع إمالة الرأس للتأكد من تجفيف أي قطرة مياهٍ عالقة.
- مراجعة الطبيب المختص عند ملاحظة تغيرٍ في السمع أو مشاكل أخرى مثل طنين الأذن أو اختلال التوازن أو عند التعرض لإصابة في الأذن.
إنّ الاهتمام بصحة الأذن والسمع مهمٌ جدًا، حيث تُعد حاسة السمع من العناصر الأساسية في الحياة، والتي يُمكن أن يؤثر ضعفها أو فقدانها بشكلٍ سلبي على الحياة.