داء السكري من الأمراض التي لم يتمكن العلماء من إيجاد علاج نهائي لها حتى الآن، حيث يضطر المريض إلى تلقي الأدوية الخافضة لمستوى السكر في الدم أو حقن الأنسولين مدى الحياة؛ ليتمكن من التعايش مع المرض وتجنب المضاعفات المحتملة.
نصائح صحية لمرضى السكري
بالرغم من ذلك، هناك مجموعة من العادات الصحية التي يُمكن أن تساعد على تحسين الحالة الصحية لمريض السكري وجعل حياته أفضل، ومن أهمها:
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
تُعد ممارسة الرياضة من أهم العادات الصحية التي تُساعد في حماية مرضى السكري من المضاعفات الأخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة الوزن.
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC بجعل الرياضة جزءًا رئيسيًا من الروتين اليومي، وذلك من خلال تخصيص 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل من أجل ممارسة التمارين، أي بمعدل 30 دقيقة يوميًا في خمسة أيام من الأسبوع.
يُمكن أن تكون التمارين متوسطة الشدة مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة، كما يُفضل أن تتضمن يومين من تمارين القوة من أجل تدريب جميع عضلات الجسم.
الفحوصات والتحاليل الدورية
في معظم الحالات يرتبط داء السكري من النمط الثاني مع اضطرابات ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، لذلك من الضروري أن تتم مراقبة قيم الضغط والسكر والكوليسترول بشكل روتيني.
بالرغم من أنّ زيارة الطبيب المعالج لإجراء الفحوصات الطبية أمر ضروري، إلّا أنّه يُمكن أن تُجرى فحوصات الضغط والسكر في المنزل من خلال استخدام الأجهزة المنزلية، وتسجيل النتائج التي نحصل عليها في كل مرة وتقديمها للطبيب عند زيارته. كما يُنصح باصطحاب الأجهزة المنزلية ليفحصها الطبيب، ويتأكد من صحة النتائج التي تُعطيها.
الإقلاع عن التدخين
إنّ الآثار الضارة للتدخين كثيرة جدًا، ولكن في حال كان المدخن مصاب بداء السكري فإنّ ذلك يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، بالإضافة إلى زيادة مخاطر حدوث مشاكل في الرؤية والكلى والأعصاب وغيرها.
بناءً على ذلك، يُعد الإقلاع عن التدخين أمرًا ضروريًا للمحافظة على صحتك لفترة أطول، خصوصًا مع وجود إصابة بداء السكري.
التخلص من التوتر والإجهاد
إنّ التوتر الشديد يُمكن أن يرتبط مع ارتفاع ضغط الدم، ويتسبب في بعض الحالات بزيادة مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى زيادة احتمال تعرّض مرضى السكري للأمراض القلبية المختلفة.
هناك العديد من الطرق لتخفيف التوتر، مثل ممارسة التأمل واليوجا وتمارين التنفس العميق وغيرها من النشاطات التي تُساعد على الاسترخاء.
اتباع نظام غذائي صحي
إنّ الهدف الرئيسي من النظام الغذائي لمرضى السكري هو تقليل كمية الكربوهيدرات المتناولة، والتركيز على تناول العناصر الغذائية التي تحمي من زيادة مستويات السكر في الدم. بناءً على ذلك حدد العلماء مجموعة من الأطعمة المناسبة لمرضى السكري ومن أهمها:
- الأسماك الدهنية: تُشير بعض الدراسات إلى أنّ الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين يُمكن أن تلعب دورًا في تنظيم مستوى السكر في الدم، كما أنّها تُشكل مصدرًا غنيًا بالأحماض الدهنية الأوميغا 3 الضرورية لصحة القلب، وخصوصًا لدى مرضى السكري كونهم أكثر عُرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- الخضار الورقية: تُشكل مصدرًا رئيسيًا للفيتامينات والمعادن، وأهمها فيتامين C الذي يعمل كمضاد أكسدة ويدعم صحة الخلايا والقلب، كما أنّ الخضار الورقية تمنح الجسم كميات قليلة من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، وبالتالي فإنّ تناولها يساعد في وقاية مرضى السكري من زيادة الوزن.
- البيض: تُشير الدراسات إلى أنّ تناول البيض بشكل منتظم يُساعد في تحسين حساسية الأنسولين، مما يُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، كما يؤدي إلى زيادة الكوليسترول الجيد في الدم، وبالتالي التقليل من مخاطر تعرّض مريض السكري للإصابة بأمراض القلب.
- الزبادي: الزبادي أو اللبن يحتوي على نسبة عالية من البروتينات والكالسيوم وحمض اللينوليك المقترن CLA التي تعمل على زيادة مدة الشعور بالشبع، وبالتالي تقليل تناول الطعام وخسارة الوزن الزائد تحديدًا لدى مرضى السكري الذين غالبًا ما يُعانون من زيادة الوزن. كما وجدت إحدى الدراسات أنّ إدخال اللبن كغذاء رئيسي ضمن روتين الطعام اليومي، يُمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني بنسبة 18%.
- المكسرات: تُشير الدراسات إلى أنّ تناول المكسرات يُمكن أن يساعد مرضى السكري على التحكم بمستوى السكر في الدم، كونها غنية بالألياف وتحتوي على كميةٍ قليلةٍ من الكربوهيدرات. بالإضافة إلى أنّ إحدى الدراسات أظهرت أنّ تناول زيت الجوز يوميًا، يساعد مرضى السكري على تحسين مستويات السكر في الدم.
- زيت الزيتون البكر: يساعد زيت الزيتون البكر على تقليل مستويات السكر والدهون الثلاثية في الدم، لأنّه يحتوي على حمض الأوليك. كما يحتوي على مضاد الأكسدة البوليفينول الذي يلعب دورًا في حماية الخلايا الداخلية لجدران الأوعية الدموية ويساعد في خفض ضغط الدم وتعزيز صحة القلب.
- الفراولة: تحتوي الفراولة وأنواع من التوت البري على نسبةٍ جيدةٍ من مضادات الأكسدة (الأنثوسيانين والبوليفينول) التي تُساعد على تحسين حساسية الأنسولين لدى مرضى السكري، وبالتالي خفض نسبة السكر في الدم.
لا يزال هناك دراسات مستمرة حول أصناف مختلفة من الطعام (مثل الأفوكادو وبذور الكتان والثوم وخل التفاح وغيرها) لدراسة تأثيراتها على مرضى السكري، وتأكيد قدرتها على الوقاية من الإصابة بالمرض أو تحسين القدرة على التعايش معه وزيادة حساسية الأنسولين.