جميعنا مُعرّضون للإصابة بحالات صحية مفاجئة مثل حوادث السير أو الحروق أو الجروح أو النوبات القلبية والعصبية، والتي غالبًا ما تحتاج إلى إجراء بعض الإسعافات الأولية التي يُمكن أن تحد من مخاطر الإصابة وتحمي من تفاقمها، وفي كثير من الحالات تُنقذ حياة إنسان. بناءً على ذلك فإنّه من الضروري أن يتعلم كل شخص المبادئ الأساسية في الاسعافات الأولية، وكيفية تطبيقها في مختلف الحالات الطارئة، ليتمكن من مساعدة نفسه أو الآخرين عند اللزوم.
في مقالنا هذا نُقدم مجموعة من الحالات الصحية الطارئة الأكثر شيوعًا، ونناقش الإسعافات الأولية المُناسبة لكل منها.
الخطوات الرئيسية في الاسعافات الأولية
في جميع الحالات الصحية الطارئة التي تواجهنا هناك ثلاث خطوات رئيسية يجب الالتزام بها عند تقديم المُساعدة، وهي:
البحث في مكان الحادث عن أي مصدر للخطر
- تجنب الاقتراب من الأشياء الخطيرة مثل النار المُشتعلة أو قطع الحطام المتطايرة وحتى الأشخاص العنيفين، فقط راقب من مكانٍ آمنٍ واطلب المساعدة.
- يُمكنك الاقتراب من المُصاب وتقييم حالته في حال كان المكان آمنًا، ولكن يجب عدم تحريكه إلّا إذا كان ذلك لحمايته من الخطر.
الاتصال بالاسعاف
إذا كانت حالة المُصاب تستدعي تدخلًا طبيًا من قِبل المختصين، فيجب الاتصال بسيارة الإسعاف بسرعةٍ للحصول على الدعم الصحي المطلوب.
تقديم الرعاية والدعم
بعد التأكد من أمان مكان الحادث، يجب أن تكون قريبًا من المُصاب وتُحاول أن تُقدم له الدعم النفسي ريثما تصل سيارة الاسعاف. في هذه الأثناء أيضًا يجب الاعتناء بالإصابة بشكلٍ صحيح، خصوصًا إذا كانت خطيرة ومهددة للحياة.
الإسعافات الأولية للإصابة بالحروق
بشكل عام يُمكن الاهتمام بالحروق السطحية دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، حيث تتم الإسعافات الأولية من خلال وضع مكان الحرق تحت المياه الجارية لمدة 15 دقيقة، مع الانتباه إلى عدم استخدام الثلج الذي يؤدي إلى تفاقم الحالة وأذية أنسجة الجلد.
يُمكن تطبيق كريمات خاصة بالحروق أو تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية (مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين) للتخفيف من شدة الألم، كما أنّ هلامة الصبار أو الكريمات المصنوعة منها يُمكن أن تُساعد في تبريد المنطقة المصابة بحروق سطحية.
أمّا الحروق العميقة (من الدرجة الثالثة) فتحتاج إلى رعاية طبية متخصصة، وتشمل الحالات التي تستدعي طلب الإسعاف ما يلي:
- الحروق الممتدة على مساحاتٍ كبيرةٍ من الجلد.
- الحروق في مناطق حساسة من الجسم مثل الوجه والقدمين واليدين والفخذين.
- إذا كانت الحروق ناتجة عن استخدام المواد الكيميائية أو بسبب صدمة كهربائية.
في بعض الحالات يُمكن أن تحدث عدوى جرثومية في مكان الحرق، ولتجنب ذلك يُمكن تطبيق مراهم المضادات الحيوية بشكلٍ موضعي وتغطية الحرق بقطعةٍ من الشاش المعقم.
الاسعافات الأولية للدغة النحل
- يعاني بعض الأشخاص من رد فعلٍ تحسسي شديد تجاه لدغات النحل، ويحتاج هؤلاء إلى رعايةٍ طبيةٍ خاصة عند تعرّضهم للدغات.
- لذلك غالبًا ما يحملون معهم حاقن تلقائي للابينفرين، وفي هذه الحالة حاول مساعدتهم للعثور عليها وتهدئتهم ريثما يصل الإسعاف.
- أما الأشخاص الذين لا يعانون من علامات التحسس الشديد يُمكن أن نقدم لهم الاسعافات الأولية التي تتمثل في إزالة إبرة النحلة إذا كانت عالقةً في الجلد باستخدام أي جسمٍ مسطح، نمرره على الجلد مع الضغط لسحب الإبرة.
- ثمّ يتم تنظيف المنطقة جيدًا بالماء والصابون، مع تطبيق كماداتٍ باردةٍ لتخفيف الورم والألم.
- كما تُساعد غسولات الكالامين وخليط الماء وصودا الخبز في تخفيف الحكة، والتي تُطبق بشكلٍ موضعي على مكان اللدغة عدة مراتٍ في اليوم.
الاسعافات الأولية للرعاف
- من الأخطاء الشائعة عند حدوث الرعاف أو نزيف الأنف أن نقوم بإرجاع الرأس إلى الخلف، حيث يجب بدايةً أن نطلب من المريض الجلوس وإمالة الرأس قليلًا إلى الأمام مع الضغط على الأنف باستخدام إصبعي السبابة والإبهام من أجل إغلاق فتحتي الأنف.
- نستمر في الضغط لمدة خمس دقائق، وإذا لم يتوقف النزف نُكرر الضغط لخمس دقائق أخرى حتى توقفه.
- في حال عدم الاستجابة واستمرار النزيف لأكثر من 20 دقيقةً يجب طلب الإسعاف للحصول على الرعاية الطبية اللازمة من المختصين، كما أنّ الحالات الناتجة عن التعرض لإصابة تحتاج إلى استشارة الطبيب.
الاسعافات الأولية لضربة الشمس
إنّ التعرض لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة لفتراتٍ طويلةٍ تؤدي إلى الإجهاد الحراري (وهو الدرجات الخفيفة من ضربة الشمس)، إذا لم تتم معالجته بشكلٍ مباشرٍ يُمكن أن يُسبب للشخص ضربة شمس، والتي تكون في بعض الحالات مهددةً للحياة.
أول خطوةٍ في حال ارتفاع حرارة الجسم هي الجلوس في مكانٍ باردٍ بعيدٍ عن أشعة الشمس، مع تخفيف الملابس السميكة وتطبيق كمادات مياهٍ على الجزء الخلفي من الرقبة والجبهة والأطراف العلوية والسفلية، وزيادة شرب الماء.
كما يجب الاتصال بالاسعاف مباشرة عند ظهور علامات ضربة الشمس التي تشمل:
- غثيان وإقياء.
- فقدان الوعي.
- التشوش العقلي.
- الإصابة بالحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة أو أكثر.
الاسعافات الأولية للنوبات القلبية
عند الشك في إصابة شخصٍ بنوبةٍ قلبيةٍ فإنّ أول عملٍ تقوم به هو طلب الاسعاف. إذا كان المريض ممن وُصِف له سابقًا حبوب النيتروغليسرين، فساعده في البحث عنها لتناول الجرعة بسرعة، ثمّ حاول تهدئته وتغطيته ريثما يصل الاسعاف.
إذا لاحظت أنّ المريض يُعاني من صعوبةٍ في التنفس فيجب تخفيف الملابس حول الرقبة وفتح أزرار القميص، بالإضافة إلى تطبيق الإنعاش القلبي الرئوي في حال فقدان الوعي.
نقوم بإجراء خطوات الإنعاش القلبي الرئوي بالترتيب التالي:
- وضع الأيدي بشكل منبسط واحدة فوق الأخرى، وتطبيق ضغطات بسيطة مباشرة على منتصف الصدر.
- نكرر الضغط بمعدل 100-120 ضغطة في الدقيقة.
- نستمر في إجراء الضغط بشكلٍ منتظمٍ حتى وصول الإسعاف.
إنّ تقديم المساعدة لشخصٍ مصابٍ وإنقاذ حياته من أنبل الأعمال التي يُمكن أن نقوم بها، ولكن من المهم أن ننتبه على صحتنا عند إجراء الاسعافات الأولية، وأن نحاول حماية أنفسنا من مخاطر الإصابة بعدوى إحدى الأمراض.
لذلك يُنصح دومًا بتجنب ملامسة سوائل الجسم مثل الدم والقيء دون ارتداء القفازات والكمامات والأدوات الواقية المتوفرة، التي تُساعد في المحافظة على الصحة والسلامة.
تأكد دائمًا من معرفة المستشفيات والمراكز الطبية الموجودة حول منزلك، تحسباً لأي طارئ لا سمح الله، وهنا شبكة المستشفيات المتعاونة مع يداوي .. حيث يمكنك الحصول على خدمات طبية بأسعار مُخفضة
المصادر: 1