جسم الإنسان هيكل معقد للغاية، ويتألف من مجموعة من الأنظمة المترابطة والأعضاء الحيوية التي تعمل يومًا بعد يوم لأداء الوظائف الضرورية للحياة. فعلى سبيل المثال، من أجل تناول الطعام وامتصاصه، يجب أن يعمل الفم والمريء والمعدة والكبد والبنكرياس والأمعاء معًا بشكل متزامن لتفكيك وهضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية الضرورية، وأي خلل في واحد من هذه الأعضاء يؤثر على كامل عملية الهضم. فيما يلي مجموعة من الحقائق والمعلومات المدهشة عن أعضاء الجسم البشري وتركيبها ووظائفها المتنوعة.
حقائق ومعلومات عن الجسم البشري
تعتبر العين أسرع عضلة تتحرك في جسم الإنسان
فهي قادرة على الانقباض في أقل من 1/100 من الثانية، ولهذا أصبح من الشائع أن نصف أي شيء يحدث بسرعة أنه حدث في غمضة عين. يمكن أن تستغرق رمشة العين عادة 100-150 ميلي ثانية، ويمكن أن تزيد وتيرة حركات العين أثناء بعض الأنشطة اليومية مثل القراءة والرسم، وهذا يفسر سبب الشعور بتعب العين أثناء القراءة لفترة طويلة.
لدى الإنسان البالغ أكثر من 100,000 ميل من الأوعية الدموية
يشمل هذا الرقم الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية الصغيرة التي تربط بينها، وللدلالة على كبر هذا الرقم يكفي أن نعلم أن محيط الأرض يبلغ حوالي 25000 ميل، ما يعني أنَّ الأوعية الدموية في جسم إنسان واحد كافية لتطويق الكرة الأرضية أربع مرات.
قد يبدو هذا الرقم للوهلة الأولى غير واقعي، ولكن إذا علمنا أن كل عضلة أو عضو أو جزء صغير من الجلد أو العصب يحتاج إلى ترويته الخاصة من الدم، فليس من المستغرب مقدار الأوعية التي نحتاجها.
هناك مليارات الجراثيم التي تعيش في جسم الإنسان بشكل طبيعي
تعيش البكتيريا على الجلد وداخل الأنف والفم والمهبل والأمعاء. تعيش غالبية البكتيريا الموجودة في الجسم في أمعاء الإنسان، فهناك مليارات الجراثيم التي تعيش فيها. يُطلق على مجموعة الجراثيم الموجودة في الجسم، ولا تسبب أي مرض اسم الفلورا الطبيعية، تستعمر هذه الكائنات الدقيقة الجسم دون التسبب في أي ضرر، بل على العكس تمامًا فإن غياب أو تغير الفورا الجرثومية الطبيعية قد يؤدي لحدوث أمراض خطيرة. تبدأ البكتيريا باستعمار الجسم أثناء الولادة، وخلال وبعد عملية الولادة مباشرة، يحصل الأطفال على كائنات دقيقة من أمهاتهم.
يمكن للأنف البشري التمييز بين ملايين الروائح المختلفة
اعتقد العلماء سابقًا أن الأنف البشري يمكنه التمييز بين حوالي 10000 رائحة مختلفة، لكن الدراسات الحديثة في هذا المجال أظهرت نتيجة مذهلة، إذ يمكن للأنف البشري والخلايا الحسية الموجودة في بطانته أن تميز بين ملايين الروائح المختلفة، ويلعب الدماغ الدور الأساسي في هذه القدرة الخارقة.
يفقد الإنسان 200 مليون خلية جلد كل ساعة
ينمو الجلد بسرعة كبيرة، وخلال فترة 24 ساعة، يمكن أن تفقد ما يصل إلى 5 مليارات خلية جلدية أي حوالي 200 مليون كل ساعة. تعمل البشرة باستمرار على استبدال خلايا الجلد المفقودة بخلايا جديدة، في الواقع، فإن 95% من الخلايا الموجودة في البشرة تعمل على صنع خلايا الجلد الجديدة، و5% فقط تنتج الميلانين، الذي يعطي الجلد لونه المميز. ووفقًا للجمعية الكيميائية الأمريكية، فإن خلايا الجلد الميتة هذه تشكل نسبة كبير من غبار المنزل.
القرنية لا تحتوي على أوعية دموية
القرنية هي الجزء الشفاف من العين الذي يغطي الحدقة والقزحية والحجرة الأمامية للعين. تسمح الطبيعة الشفافة للقرنية للضوء بالمرور إلى شبكية العين ثم إلى الدماغ لمعالجة التنبيهات الضوئية وحدوث الرؤية. تحصل خلايا القرنية على الأوكسجين من الهواء بشكل مباشر، إذ لا تصلها أي أوعية دموية، وهو الأمر الذي يجعل من عملية زراعة القرنية أسهل من زراعة بقية الأعضاء لأن القرنية المنقولة لا تتعرض للرفض المناعي.
تتمتع الأمعاء بجهاز عصبي مستقل
غالبًا ما يُشار إلى الجهاز الهضمي باسم الدماغ الثاني، لأنه العضو الوحيد الذي يمتلك نظامًا عصبيًا مستقلًا، يتألف من 100 مليون خلية عصبية في جدار الأمعاء.
يمكن لهذا الجهاز العصبي المصغر الاستمرار في العمل حتى عند قطع الاتصال العصبي بين الجهاز الهضمي والدماغ (العصب المبهم)، وهذا يعني أنه على الرغم من أن الدماغ لن يكون قادرًا على التواصل مع الأمعاء، إلا أن الخلايا العصبية الموجودة في جدار الأمعاء ستظل قادرة على نقل المعلومات اللازمة لعمل الجهاز الهضمي من تلقاء نفسه.
حموضة المعدة قادرة على إذابة المعادن وليس فقط الطعام
تنتج خلايا المعدة الحمض والإنزيمات الهاضمة، إذ تُفرز الخلايا الجدارية حمض كلور الماء وتفرز الخلايا الرئيسية أنزيم الببسين. تلعب هذه المواد الكيميائية دورًا أساسيًا في هضم الطعام وتفكيكه، ويمكن لحمض كلور الماء الذي تفرزه المعدة أن يذيب العديد من المعادن وليس الطعام فقط، لكن المثير للدهشة أن هذا الحمض لا يؤثر على جدار المعدة بفضل العديد من آليات الحماية.
يولد الأطفال ولديهم 300 عظمة
لدى البالغين 206 عظمة فقط، لكن الأطفال يولدون مع 300 عظمة، بالطبع لا تختفي هذه العظام مع تقدمنا في السن، ولكن هذه العظام الصغيرة تلتحم معًا لتشكل العظام الأكبر التي تكوِّن الهيكل العظمي الطبيعي. من المثير للاهتمام أيضًا أن نعلم أن 106 من عظام البالغين توجد في اليدين والقدمين.
يتقلص حجم دماغ المرأة أثناء الحمل
كشفت دراسة أن النساء الحوامل يعانين من انخفاض في سماكة القشرة الدماغية ومساحة المادة الرمادية. يحدث فقدان المادة الرمادية بشكل أساسي في القشرة الدماغية، وتحديدًا في المناطق التي تؤثر على التفاعل الاجتماعي. يُعتقد أن نقص الحجم هذا ليس له تأثير سلبي، بل على العكس قد يُحسن قدرة الدماغ على معالجة المواقف الاجتماعية بشكل أكثر كفاءة، خاصة عند تفسير احتياجات الأطفال وعواطفهم، وتعزيز الترابط بين الأم والرضيع، وتسهيل قدرة الأم على التعرف على احتياجات طفلها ومعالجة المواقف الاجتماعية بشكل أسرع. وقد لوحظ أن هذه التقلص في المادة الرمادية قد يستمر لمدة عامين على الأقل بعد الحمل، ما وفر الدليل الأول على أن الحمل يترك تغيرات طويلة الأمد على دماغ المرأة.
رغم عدم قدرتنا على فهم العواطف والأفكار بشكل كامل حتى الآن، لكن العلماء اكتشفوا بعض النواقل العصبية التي تؤثر فيها.
من أهم هذه المواد التي تؤثر على العواطف والمشاعر:
- السيروتونين: وهو ناقل عصبي مهم في جسم الإنسان، إذ ينظم الحالة المزاجية والسلوك الاجتماعي والنوم والذاكرة، ويلعب السيروتونين دورًا في وظيفة الأمعاء أيضًا. يمكن أن تسبب المستويات المنخفضة من السيروتونين القلق، والاكتئاب، والعدوانية، والسلوك الاندفاعي، والأفكار الانتحارية، والأرق. ينطوي اضطراب القلق المعمم أيضًا على خلل في السيروتونين.
- الإندورفين: ناقل عصبي مهم، يتفاعل مع المستقبلات العصبية ويخفف الآلام والتوتر. يمكن أن يسبب نقص الإندورفين الاكتئاب، ويمكن أن يؤهب لحدوث اضطرابات الوسواس القهري. أما زيادة الإندورفين فيمكن أن تؤدي إلى الشعور بالنشوة وزيادة الشهية.
- الدوبامين: ناقل عصبي رئيسي يؤثر في السلوك والعلاقات، وله دور مهم في الإثارة والتحكم المعرفي والذاكرة، وهو وسيط أساسي للتعزيز الإيجابي وتحفيز مركز المكافأة. يمكن أن تؤدي المستويات المنخفضة من الدوبامين إلى الإصابة بمرض باركنسون الذي يتميز بالرعشة.