هل يفيد الطب البديل حقًا في علاج الأمراض؟؟

يُشير مصطلح الطب البديل إلى مجموعةٍ من الممارسات والأساليب العلاجية الطبيعية، التي تختلف عن الطب التقليدي والأدوية ذات التركيب الكيميائي. يشمل الطب البديل العديد من الطرق التي تعود إلى ثقافاتٍ أو عاداتٍ تراثية قديمة من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنها المعالجة بالأعشاب والإبر الصينية والتنويم المغناطيسي وغيرها.

بالرغم من عدم وجود أدلة علمية تُثبت فعالية أغلب هذه العلاجات، إلّا أنّها لا تزال تمتلك شعبيةً واسعةً لدى العديد من المجتمعات، كونها تعتمد على المصادر الطبيعية وتقدم نتائج جيدة.

أنواع الطب البديل

يُمكن تقسيم الطب البديل إلى مجموعاتٍ وذلك وفقًا لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية NIH، وتتمثل بما يلي:

تدخلات العقل والجسد

تعتمد على العلاقة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية، بهدف تحسين الحالة المرضية أو تطوير القدرة على التعامل معها. وتتضمن عدة أمثلة منها:

التأمل:

أثبتت الدراسات الحديثة أنّ ممارسة التأمل لها العديد من الفوائد الصحية التي تُساهم في تحسين مختلف الحالات المرضية، حيث يُساعد في خفض ضغط الدم وتقليل التوتر والقلق، ويُمكن أن يكون مفيدًا لمرضى الاكتئاب والأرق والقولون العصبي، ويخفف من شدة أعراض سن اليأس.

الارتجاع البيولوجي:

يعتمد على استخدام بعض الأجهزة التي تقيس العلامات الحيوية اللاإرادية في الجسم، مثل معدل ضربات القلب وشدة تقلص العضلات، ثمّ يقوم الاختصاصي المعالج بتعليم المريض كيفية التحكم بهذه العلامات.
غالبًا ما يُستخدم هذا النوع من الطب البديل في تحسين أعراض السلس البولي، والألم المزمن، والقلق، والاضطرابات العصبية والعضلية.

التنويم المغناطيسي:

هو دخول المريض في حالة من الاسترخاء العميق، يُقدم خلالها الاختصاصي المعالج أفكارًا ليُركز عليها المريض، يكون الهدف منها تحسين الحالة النفسية وزيادة التركيز على الصحة، وبالتالي اكتساب العديد من الفوائد. يُساعد التنويم المغناطيسي في معالجة حالات القلق واضطرابات المزاج وتسهيل عملية الاقلاع عن التدخين، وذلك وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس APA.

اليوجا:

هي تمارين روحية تدعم الصحة النفسية والجسدية، وتعتمد على القيام بحركاتٍ ووضعياتٍ متناسقةٍ مع استرخاء عضلات الجسم والتركيز على عملية التنفس.
تُساعد اليوجا على تحسين نوعية النوم وتخفيف أعراض القلق والاكتئاب والتوتر وتقلل من آلام الرقبة والظهر، كما تخفف من شدة أعراض سن اليأس.

العلاجات البيولوجية

تعتمد على تناول بعض أنواع النباتات والأطعمة التي تدعم صحة الجسم، وتساعد في علاج بعض الحالات المرضية. ومن أهمها:

  • الخلاصات النباتية مثل زيت زهرة الربيع المسائية، ونبات القنب، والكركم الحاوي على الكركمين، والثوم الحاوي على الأليسين، جميعها تمتلك بعض الخواص الطبية التي تُساعد في تخفيف أعراض بعض الأمراض أو معالجتها.
  • المكملات الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن، التي تُستخدم من أجل تعزيز الصحة العامة وتحسين حالة المرضى.
  • اتباع أنظمةٍ غذائيةٍ خاصة تتضمن بعض أنواع الأطعمة التي لديها خصائص طبية مفيدة للجسم، كما يُمكن تجنب الأطعمة غير الصحية والتي يكون لديها تأثير سلبي في بعض الحالات.

علاجات Biofield:

يقوم هذا النوع من العلاج على التحكم بالطاقة غير المرئية المحيطة بالجسم، حيث يُعتقد أنّها يمكن أن تؤثر على الصحة وتساعد في علاج بعض الحالات ومن أمثلتها:

  • اللمسة العلاجية: حيث يقوم المعالج بتمرير يده على جسم المريض لتوجيه الطاقة الموجودة فيه أو استعادتها.
  • الريكي: وهي طريقةٌ يابانية قديمة تعتمد على تحرير الطاقة من الجسم، وتحسين قدرته على الشفاء.

العلاجات المعتمدة على الجسم

يُحرك المعالج جزءًا أو أكثر من جسم المريض بطريقةٍ معينةٍ للحصول على الفوائد الصحية، ومن هذه العلاجات:

  • التدليك: وهو طريقةٌ قديمةٌ تعتمد على استخدام الأصابع أو الأيدي أو أدوات خاصة تساعد المعالج في تدليك أنسجة وعضلات الجسم المختلفة.
  • علم المنعكسات: يهدف إلى الضغط على نقاطٍ معينةٍ من اليدين والقدمين، من أجل تحسين صحة أجزاء أخرى من الجسم ومساعدتها على الاسترخاء.
  • تقويم العمود الفقري: يركز على العضلات والعظام للتخلص من الآلام العضلية والهيكلية أو التخفيف منها.

ميزات الطب البديل

عند المقارنة بين الطب البديل والطب التقليدي لا بدّ من النظر في عدة نقاط، تتمثل بما يلي:

الدلائل العلمية

أجرى العلماء بعض الأبحاث لدراسة بعض أنواع الطب البديل مثل اليوجا والتأمل التي أصبح العديد من الأطباء ينصحون بها مرضاهم، إلّا أنّه لا يزال هناك أنواع من الطب البديل التي لم تُثبت فوائدها علميًا حتى الآن.

إنّ أهم صفات الطب التقليدي أنّه قائمٌ على أبحاث ودراسات سريرية طويلة ودقيقة، استطاع العلماء من خلالها تحديد درجة فعالية وأمان الأدوية والتقنيات العلاجية المختلفة.

التركيب

ينجذب العديد من الناس إلى الطب البديل لأنّه يعتمد على منتجاتٍ طبيعيةٍ معتقدين أنّها أكثر أمانًا من الأدوية المصنعة، إلّا أنّه في الواقع يُمكن أن تسبب المنتجات الطبيعية آثارًا جانبية أو أضرارًا على صحة الجسم في حال استخدامها بشكلٍ خاطئ، كما يُمكن أن يحتوي بعضها على أنواع من السموم الطبيعية.

سهولة الحصول عليه

يُمكن أن يرغب البعض بتجرية الطب البديل؛ لأنّه أكثر توفرًا في مجتمعاتهم، كما يُمكن أن يكون أرخص ثمنًا وأقرب إلى ثقافتهم وقناعاتهم مما يزيد الإقبال عليه.

بغض النظر عن طبيعة العلاج الذي نختاره، لا بدّ من التأكد من درجة أمانه والمخاطر المرتبطة باستخدامه، والبحث عن أدلةٍ تؤكد فعاليته وفوائده. بناءً على ذلك، يُنصح دومًا باستشارة الطبيب قبل البدء بتجربة أي علاج بديل.

التعليقات معطلة.