يُعد انتقال عدوى الأمراض بين الأطفال في المدارس من أكثر الأمور التي تثير قلق الآباء، وغالبًا ما تجدهم يبحثون عن أفضل الوسائل للوقاية من الأمراض وحماية صغارهم. تزايد القلق والتوتر منذ بدء انتشار فيروس COVID-19، الذي منع الكثير من الطلاب من متابعة تحصيلهم العلمي بشكلٍ طبيعي. نتيجة ذلك فإنّ اقتراب موعد افتتاح المدارس سيتطلب الكثير من الوعي من قِبل الطلاب والآباء والمعلمين، من أجل المحافظة على السلامة العامة والوقاية من الأمراض المختلفة وليس فقط COVID-19.
ما هي أكثر الأمراض انتشارًا في المدارس؟ وما هي طرق الوقاية من الأمراض؟
لضمان نجاح طرق الوقاية التي نُقدمها للأطفال، لا بدَّ من التعرّف على الأمراض الأكثر شيوعًا في المدارس والتي تتمثل في:
الأنفلونزا
- تُعد الأنفلونزا من أكثر الأمراض انتشارًا بين الأطفال في موسم المدارس، حيث ينتقل الفيروس المسبب من شخصٍ لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء مع السعال والعطاس.
- بشكلٍ عام لا تحتاج الأنفلونزا إلى علاجٍ نوعي وتقتصر المعالجة على الراحة والإكثار من السوائل، بالإضافة إلى مسكنات الألم وخافضات الحرارة (مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين)، لتخفيف الأعراض التي تتمثل في الحمى والصداع وآلام المفاصل والعضلات وفقدان الشهية.
- يُمكن وقاية جميع أفراد الأسرى من الأنفلونزا من خلال الحصول على لقاح الأنفلونزا سنويًا.
التهاب الحلق
يحدث نتيجة الإصابة بأحد أنواع البكتيريا تُدعى المكورات العقدية، التي تعيش في الأنف والبلعوم. تتمثل الأعراض بتورّم اللوزتين وارتفاع الحرارة، ويحتاج العلاج إلى صادٍ حيوي يحدده الطبيب.
قمل الرأس
من الأمراض شديدة العدوى التي تزداد في موسم المدارس إلّا أنّه ليس خطيرًا، وتقتصر الأعراض على الحكة الشديدة التي يُمكن أن تترافق مع تقرحاتٍ صغيرةٍ في حال تمّ حك فروة الرأس بشدة.
أمّا العلاج فيتم بتطبيق أنواعٍ من الشامبو والغسولات القاتلة للقمل، مع استخدام مشطٍ دقيقٍ خاص لإزالة بيوض القمل (الصئبان)، كما يُمكن أن يُستخدم هذا الشامبو مرةً كل أسبوع أو أسبوعين للوقاية من العدوى.
جدري الماء
رغم إدخال لقاح الجدري إلى معظم برامج اللقاحات عالميًا، إلّا أنّه لا يزال هناك احتمالٌ أن يُصاب الطفل بعدوى فيروس جدري الماء. تتمثل الأعراض بطفحٍ جلدي في مختلف أنحاء الجسم يترافق مع حكة وحمى ووهنٍ عام وفقدان الشهية، ويقتصر العلاج على الأعراض مثل الباراسيتامول لخفض الحرارة وتسكين الألم ومضادات الحساسية لتخفيف الحكة.
التحضير (ذهنيًا وبدنيًا) للعودة إلى المدرسة للطلاب والآباء
إنّ العودة إلى المدرسة تترافق مع العديد من التحضيرات التي تشغل الآباء والطلاب، لذلك يجب البدء بالتنظيم والتحضير قبل عدة أيام، وتتضمن هذه التجهيزات:
- تحضير اللوازم المدرسية والزي المدرسي وحقيبة الظهر، التي تُحفز الطلاب وتُشجعهم على الاستعداد لبدء عامهم الدراسي الجديد.
- تنظيم وقت النوم والتوقف عن السهر لساعاتٍ متأخرةٍ قبل عدة أيامٍ مع محاولة الاستيقاظ باكرًا، يساعد ذلك في تسهيل الانتقال إلى الروتين المدرسي وضمان استعداد الطفل جسديًا ونفسيًا.
- وضع روتين يومي للاستيقاظ باكرًا وإجراء العادات الصباحية اليومية مثل تنظيف الأسنان، وتناول الفطور، ومغادرة المنزل في الوقت المحدد لضمان عدم التأخر.
- قيام الآباء بجولةٍ مدرسيةٍ مع أبنائهم لتعريفهم على القاعات والحمامات والمكاتب، فذلك يُمكن أن يُخفف من قلق الأطفال وخوفهم، خصوصًا الذين يدخلون إلى المدرسة للمرة الأولى.
- تخصيص بعض الوقت يوميًا للتحدث مع الطفل عن الأحداث التي يعيشها في المدرسة سواءً كانت جيدةً أو سيئةً مثل التنمر، وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة عن الأشياء المميزة التي صادفته، ومحاولة معرفة التفاصيل الهامة دون أن يشعر بالانزعاج أو الخوف.
- بالإضافة إلى ضرورة تواصل الآباء مع المدرسين لمتابعة وضع الطفل ومستوى تقدمه العلمي، وقدرته على التواصل مع الآخرين.
كيفية الحفاظ على السلامة أثناء التواجد اليومي في المدرسة للطلاب والمعلمين
في ظل انتشار فيروس الكورونا COVID-19 يجب زيادة وعي الأطفال من أجل الالتزام بالقواعد الصحية للمحافظة على سلامتهم وصحتهم، ومن أهم النصائح الواجب تنبيه الأطفال إليها:
- غسل الأيدي بالماء والصابون بشكلٍ صحيحٍ ولمدةٍ تتراوح بين 20-30 ثانية، واستعمال المعقمات الكحولية أيضًا لمدة 20-30 ثانية في حال عدم توفر الصابون.
- التأكيد على الامتناع عن لمس الوجه أو حك الأنف والعيون، مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة لحمايتهم من الإصابة بالعدوى.
- متابعة برنامج اللقاح الخاص بالأطفال، حيثُ يساعد تلقى لقاحات الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا والسعال الديكي في الحد من انتشارها.
- أن يحتوي صندوق الطعام المدرسي على مجموعةٍ من الخضار والفواكه الغنية بالعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، وتحديدًا مضادات الأكسدة مثل فيتامين C الذي يدعم صحة الجهاز المناعي.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظمٍ يوميًا يُساعد في دعم عضلة القلب لدى الأطفال والمعلمين، كما أنّها تُعتبر فرصةً ليشعر الأطفال ببعض المرح خلال روتين الدوام المدرسي.
إرشادات وزارتي الصحة والتعليم
ترافق اقتراب موعد افتتاح المدارس مع صدور العديد من التعليمات من وزارتي الصحة والتعليم بهدف ضمان سلامة الطلاب والمعلمين، والتي تشمل ما يلي:
- تواجد مرشدٍ صحي في المدارس لتقديم التوعية الصحية للطلاب والمعلمين والإداريين، كما يتولى مهمة تفقد الطلاب يوميًا للتأكد من عدم وجود أعراض الإصابة، وتحويل الطالب إلى المراكز الصحية المختصة في حال الشك بالعدوى.
- تحقيق التباعد الاجتماعي في الفصول الدراسية وترتيب المقاعد بمسافة لا تقل عن مترٍ ونصف المتر، بالإضافة إلى تركيب حواجز على المقاعد إن أمكن ذلك.
- تخصيص بعض الحصص الدراسية لنشر التوعية الصحية بطريقةٍ مبسطةٍ، والتعريف بطرق انتشار العدوى والوقاية.
- وضع ملصقات ومنشورات في مختلف أنحاء المدارس لتذكير الطلاب والمدرسين بآداب الصحة، وضرورة غسل اليدين بالطريقة الصحيحة.
- تحقيق التباعد الاجتماعي في الحافلات المدرسية من خلال ترك مقعد فارغ بين كل طالبين، بحيث لا يتجاوز عدد الطلاب في الحافلة أكثر من 50% من العدد الذي تستوعبه.
- توفير معقمات الأيدي والصابون في المدارس وتحديدًا في الحمامات، مع التأكيد على تطهير الأسطح في المرافق العامة التي يرتادها الطلاب بكثرة مثل دورات المياه.
عند تحويل أي طالبٍ إلى المركز الصحي أو إثبات إصابته بالفيروس، يتم التنسيق مع المرشد الصحي لمتابعة الطلاب المخالطين والتأكيد على عدم حضورهم للمدرسة أو عزلهم ريثما يتم التأكد من سلامتهم.
إنّ صحة أطفالنا هي أغلى ما نملك، لذلك عند العودة إلى المدرسة نحتاج إلى مزيدٍ من الالتزام بقواعد الصحة العامة من أجل الوقاية من الأمراض، وإبقاء الطلاب بعيدين عن مخاطر العدوى.