لا غنى عن الأسنان لدى الجميع، فسواء أردت أن تضحك أو تبتسم أو تأكل، وغيرها من المهام، فلا بد أن تظهر أسنانك، ولا بد أن يكون لحفرتك الفموية دور في شتى العمليات الحادثة خلال اليوم؛ بدءًا من تناول الطعام، وحتى تبادل أطراف الحديث مع الأصدقاء والتبسّم في وجوههم. ولعلهُا من المواقف المحرجة عندما يكون هناك خلل ما في تلك الأسنان، فنحاول أن نُداريها بيدينا لنخفيها عن أعين مَن يرانا. لا سيما عندما تكون بارزة بشكل غير مُتناسق، أو مكسورة، أو تُعاني من التكلسات وتراكم طبقات القلح التي لا بد من إزالتها.
تتطلب بعض من هذه الأمور رحلة علاجية إلى الطبيب حتى تُصلح. والبعض الآخر بالإمكان إجراؤها بخطوات منزلية شخصية تُغنيك عن الذهاب إلى الطبيب. ولعلنا هنا نتكلم عن تلك الإجراءات الشخصية المهمة للاعتناء بنظافة الأسنان، والحفاظ عليها لمدة طويلة لا بأس بها.
الحفاظ على صحة الأسنان بدون طبيب
حافظ على صحة أسنانك!
تناول الطعام والسكريات خلال اليوم لا بد أن يكون له عواقب داخل الفم، فعمليات المضغ والطحن التي تجري على مدار 24 ساعة متمثلةً بثلاث وجبات رئيسية من الطعام، ستترك ندبات ومخلفات لا بد من إزالتها، ولعل العناية بصحة الأسنان بشكل عام عن طريق الفرشاة، هو السبيل الأبرز لتحقيق ذلك. فلا بد من تفريش الأسنان بشكل يومي مرة على الأقل. وإن أردت الاستزادة فيمكن تفريشها مرتان واحدة في الصباح والأخرى مساءً قبل النوم.
وتبقى تلك التي تسبق النوم هي الأهم، إذ ترك بقايا الطعام داخل الفم والخلود إلى الفراش، ليبقى الفم مُغلقاً لمدة 8 ساعات وربما أكثر، سيكون فرصة كبيرة لتخمّر تلك البقايا وتعفنها داخل السن مما يسبب النخور، وتبدأ الحاجة للذهاب إلى الطبيب. لذلك تكون العناية اليومية بالأسنان وتفريشها أنجع وسيلة لتجنب العواقب المترتبة على تركها.
بدّل فرشاة أسنانك بانتظام
لا بد من تغيير الفرشاة كل فترة ثلاث أو ستة أشهر، وذلك بسبب أن شعيرات الفرشاة تبدأ بالاهتراء ولا تعود تُعطي الفعالية نفسها عندما تكون جديدة. الأمر يجعل من صاحبه يتوهم بأنه يفرّش أسنانه كل يوم ويحميها، إلا أن فعالية الفرشاة تكون منخفضة، وتصبح امكانية حدوث النخر واردة.
لا تدخن!
لا تقتصر آثار التدخين الضارة على الرئتين والجهاز التنفسي فحسب، بل الأمر يشمل الجسم بكامله بما فيه الأسنان. إذ تًصاب الأسنان بتلونات وتصبغات نتيجة التدخين الشره، ويتحوّل لونها إلى الأصفر مع الزمن، كما يضر التدخين باللثة ويمنع عنها التدفق الدموي الذي يمنحها النضارة واللون المُشرق، مما يتسبب بشحوبها واسودادها.
ناهيكم عن ظهور تلك المثلثات السوداء التي تميز لثة المدخنين. وفي أسوأ الأحوال، قد يؤدي التدخين للمساهمة في حدوث سرطانات الفم المختلفة، لا سيما عندما يتوافق ذلك مع تأهب وراثي لدى المريض لحدوث هكذا أنواع من الأمراض.
الحمية الغذائية: ابتعد عن الأطعمة المُضرة
المذاق اللذيذ وملء البطون هو الجانب المضيء من تناول الطعام، أما الجانب السلبي المتواري خلف الأنظار، فهي المضار التي قد تصيب الأسنان وتساهم في إتلاف أجزاء منهم.
وغالباً ما يكون ذلك عبر آليتين؛ أولهما من خلال تلك الأطعمة اللزجة التي تندخل بين الأسنان ويصعب على فرشاة الأسنان الوصول إليها، فيؤدي التراكم طويل الأمد إلى تعفنها لتحدث بدورها النخور. أما الثانية فمن خلال الارتدادات المعدية التي ترجع للفم، وتكون ذات طبيعة حمضية مما يضعف من ميناء السن ويسبب تآكلاً في أملاحه.
لذلك يُنصح بالحرص على أخذ الوقت الكافي لتفريش الأسنان، وعدم الاستعجال في ذلك، إضافةً لاستخدام فرشاة أسنان ذات أشعار ناعمة قادرة على الاندخال في المناطق البينية، كما ينصح باستخدام الخيط السني لإزالة البقايا المتراكمة في الفراغات بين السنية.
استخدم معجون أسنان غني بالفلور
قد تكون قابلية حدوث النخور لدى بعض الناس أعلى من الآخرين، ويعود ذلك لعدة عوامل وراثية وبيئية، لذلك يُنصح عادةً باستخدام معجون أسنان غني بالفلور كونه يفيد في إعاقة تشكّل النخور ويعزز من حماية ميناء السن.
استخدم غسولات الفم.. حافظ على نفسك رطبًا
من المهم الحفاظ على الفم رطباً لتجنب تجفافه وجعله لقمة سائغة لدى البكتريا والأحماض كي تتكاثر وتترسب على السطوح السنية مسببةً حدوث النخور. إذ يساعد البقاء رطباً وشرب كميات وفيرة من الماء على تنشيط الغدد اللعابية في الفم والحفاظ عليه رطبأً؛ مما يمنع البكتيريا من التكاثر والأحماض من أن تكون في تركيز عالي يسبب الضرر بالأسنان. إضافةً لأن الماء يساهم في إزالة البقايا الطعامية الصغيرة، ويعمل على حلّها شيئًا فشيئًا.
كما أن الغسولات الفموية، لا سيما عندما تكون مرتين في اليوم، تساهم بشكل كبير في منع تشكل الطبقات الكلسية حول الأسنان، والحفاظ على اللثة والفم في حالة انتعاش عام.
تجنّب صرير الأسنان ليلًا
قد تؤدي بعض حالات القلق وفرط التوتر، إلى ما يعرف بصرير الأسنان الليلي، وهو طحن واصطكاك الأسنان ببعضها خلال النوم. مما يسبب تآكلاً في ميناء السن، وتمزقاً في الخد، وغالباً ما يشتكي المريض من حدوث حساسية عالية في الأسنان؛ ناجمة عن تآكل طبقة الميناء، وانكشاف العاج الذي يلي الميناء، ليكون عرضة للعوامل الخارجية ضمن الحفرة الفموية. حينها من المهم الانتباه لهذه الحالة، والذهاب إلى الطبيب حتى يضع لك جهازًا قُبيل النوم ليمنع الاسنان من الاحتكاك ببعضها.
المصدر: 1