يحمل فصل الشتاء العديد من التحديات الصحية، فهو موسم الإنفلونزا ونزلات البرد والالتهابات التنفسية. تزداد حدة العدوى والعديد من الأمراض الأخرى في الطقس البارد بسبب ضعف الجهاز المناعي وسرعة انتشار الفيروسات والجراثيم. من أجل ذلك لا بد من الالتزام بالعديد من التوصيات والتعليمات الهامة أثناء فصل الشتاء لتجنب هذه الأمراض والوقاية منها.
كن مستعدًا للطقس البارد
قد تؤدي درجات الحرارة المنخفضة للعديد من التأثيرات السلبية على الجهاز المناعي والجسم بشكل عام، وخاصة عند الأطفال وكبار السن، ومن الضروري تجنب التعرض الطويل للطقس البارد من خلال ارتداء الملابس المناسبة، وتغطية القدمين واليدين والرأس والأذنين والأنف، لأنها أكثر الأماكن حساسية للبرد، بالإضافة للحفاظ على ترطيب الجسم من خلال شرب كميات كافية من السوائل الدافئة.
من الضروري أيضًا الانتباه لحالة خطيرة تحدث عند التعرض للبرد الشديد تُعرف باسم (عضة الصقيع). تشيع هذه الحالة في فصل الشتاء وهي خطرة للغاية، إذ يحدث خلل في تزويد الأطراف بكميات كافية من الدم نتيجة تشنج وتضيق الشرايين بسبب البرد. يزداد خطر الإصابة بعضة الصقيع عند المدخنين ومرضى داء السكري والأمراض القلبية والوعائية أو إذا كنت تعاني من الجفاف والتعب أو تعيش في المرتفعات الجبلية، ولتجنب عضة الصقيع يجب تغطية الأطراف بالثياب المناسبة عند الخروج إلى الجو البارد.
احرص على أخذ لقاح الإنفلونزا سنويًا
تعتبر الإنفلونزا من أشيع أمراض الشتاء وأكثرها تأثيرًا، تحدث أغلب الإصابات بسبب فيروس الإنفلونزا الموسمية وتتميز بحمى وأعراض تنفسية وتعب عام وآلام عضلية ومفصلية. تتراجع أعراض الإنفلونزا تلقائيًا خلال عدة أيام إلى أسبوع دون الحاجة لأي علاج نوعي بل يكفي استخدام خافضات الحرارة والمشروبات الساخنة والراحة، ولكن يمكن أن تتطور أعراض الإنفلونزا وتؤدي لمضاعفات خطيرة في بعض الحالات مثل ذات الرئة، لا سيما عند الأطفال الصغار وكبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، ولذلك من المهم الحصول على لقاح الإنفلونزا سنويًا، فهو لقاح آمن وفعال، يوفر وقاية من الإصابة بفيروس الإنفلونزا ويخفف مضاعفاته بشكل ملحوظ. أفضل توقيت لأخذ لقاح الأنفلونزا هو الخريف وأوائل الشتاء قبل أن تبدأ الإنفلونزا بالانتشار على نطاق واسع. يُنصح جميع الأشخاص بأخذ لقاح الإنفلونزا، لكنه مهم جدًا عند الفئات التالية:
- المسنون (أكبر من 50 عامًا).
- الحوامل.
- المصابون بأمراض مزمنة أو ضعف مناعي.
- مقدمو الرعاية الصحية مثل الأطباء والممرضين ومقدمي الرعاية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
- احمِ نفسك من التهاب القصبات الحاد وذات الرئة.
تشيع الإصابة بالتهاب القصبات الحاد خلال فصل الشتاء (5% من البالغين و6% من الأطفال)، وهي عدوى فيروسية أو جرثومية تصل إلى الرئتين وتتميز بزيادة المفرزات الرئوية وقد تتحول إلى ذات رئة خطيرة. يزيد احتمال الإصابة بالتهاب القصبات الحاد وذات الرئة عند المدخنين والمصابين بالحساسية والتهاب الجيوب الأنفية وتضخم اللوزات. قد تستمر الأعراض (سعال يترافق مع إفرازات وصداع وقشعريرة وسيلان أنفي وضيق تنفس وصوت أزيز عند التنفس العميق) لمدة أسبوعين عند أغلب المرضى، وفي حال تطور التهاب القصبات الحاد إلى ذات رئة قد تحدث أعراض أكثر حدة وتستمر لفترة أطول وتطلب علاجًا أكثر فعالية أو تؤدي لدخول المستشفى. تشمل أهم التوصيات للوقاية من التهاب القصبات الحاد وذات الرئة:
- أخذ لقاح الإنفلونزا كل عام.
- تجنب التدخين والتدخين السلبي.
- علاج الربو والأمراض التحسسية والتهاب الجيوب الأنفية.
- ارتداء الكمامات عند التعامل مع المصابين بالإنفلونزا والأمراض التنفسية.
- غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون.
- علاج التهاب القصبات الحاد لمنع تطوره إلى ذات رئة.
- احذر التسمم بأول أكسيد الكربون.
أول أكسيد الكربون CO هو غاز عديم الرائحة واللون، ينتج عن احتراق البنزين والخشب والبروبان (الغاز المنزلي) والفحم وأي وقود عضوي آخر. قد يحدث التسمم بأول أكسيد الكربون عندما ترتفع مستوياته بشكل خطير في الدم. يتسمم أكثر من 50 ألف شخص بأول أكسيد الكربون في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها كل عام، وتتسبب هذه الحالة بوفاة 400 شخص. من أهم خطوات الوقاية من التسمم بأول أكسيد الكربون:
- قم بتركيب كاشف لتسرب الغاز.
- افتح الأبواب والنوافذ بشكل متكرر في حال كانت الغرفة مغلقة.
- احرص على تهوية الفرن والأجهزة التي تعمل بحرق الوقود بصورة صحيحة ولا تنسَ صيانتها دوريًا.
توصيات هامة للوقاية من فيروس كورونا خلال فصل الشتاء
أدت جائحة كوفيد-19 لتغيير نمط الحياة البشرية بشكل كامل. حتى الآن أصاب فيروس كورونا مئات ملايين البشر وتسبب بخسائر فادحة في الأرواح والاقتصاد، وفي ظل غياب علاج فعال لهذا الوباء يبدو أن الوقاية هي السلاح الوحيد لمواجهة هذا الفيروس وتقليل الخسائر للحد الأدنى.
في مقدمة التوصيات التي يجب الالتزام بها للوقاية من فيروس كورونا، الحصول على تطعيم كامل بأحد اللقاحات المعتمدة، إن الحصول على اللقاح بجرعاته الكاملة (جرعتين إن لم تتلقح مسبقًا، والجرعة المعززة الثالثة أو الرابعة إن تلقيت الجرعتين سابقًا) هو أهم ما يمكن فعله حاليًا للحماية من أعراض كوفيد-19 الشديدة أو الوفاة جراء الإصابة، وخاصةً للفئات المُعرَّضة للخطر أكثر من غيرها، مثل: كبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة وحالات طبية خطيرة، بالإضافة للعاملين في القطاع الصحي. قدرت دراسات مشتركة أجرتها منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، أنّه بفضل اللقاحات تمّ إنقاذ أكثر من نصف مليون إنسان ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في 33 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى.
تظهر الدراسات أيضًا أن معظم الذين يحتاجون لرعاية طبية حرجة أو دخول مستشفى بسبب كوفيد-19 لم يتلقوا اللقاح. توفر اللقاحات الحالية الحماية من متغيرات كوفيد-19 جميعها بما فيهم متحور دلتا، وأظهرت الأبحاث أن الجرعات المعززة من بعض اللقاحات مثل موديرنا وفايزر وأسترازينيكا لها قدرة على الوقاية من متغير أوميكرون شديد العدوى.
بالإضافة لتلقي التطعيم الكامل مع الجرعات المعززة هناك العديد من التوصيات التي يجب الالتزام بها للوقاية من الإصابة، ومن أهمها:
- ارتداء الكمامات والقفازات والأقنعة المناسبة.
- الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
- غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون أو بمطهر كحولي.
- تهوية الغرف جيدًا بفتح النوافذ والأبواب.
- تجنب الأماكن المغلقة والضيقة والمزدحمة.
- السعال والعطاس في منديل أو في الأكمام.
- الالتزام بالعزل وإجراءات الحجر الصحي.
- تجنب السفر إلى الأماكن الموبوءة.
الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، ولم يتلقوا اللقاح بجرعاته الكاملة وليس لديهم أي دليل على الإصابة بالفيروس سابقًا، هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بسبب كوفيد-19، وخاصة مرضى القلب والسرطان والسكري، لذا يُنصح هؤلاء بتأجيل السفر إلى المناطق التي تكثر فيها الازدحامات أو يتفشى فيها فيروس كورونا.