خشونة الركبة

عادةً ما نواجه بعض الألم في مفصل الركبة أو طقطقة بسيطة ونتجاهلها، إلّا أنَّ هذه الأعراض هي بداية الإصابة بخشونة الركبة التي يُمكن أن تظهر بشكلٍ أقوى في المستقبل. خشونة الركبة هي مرض مزمن غالبًا ما يصيب المسنين، إلّا أنّه يحدث أيضًا لدى الشباب، ينتج عن تآكلٍ في نسيج الغضروف الذي يحمي عظام المفصل، مما يؤدي إلى احتكاك العظام مع بعضها مسببًا ألمًا شديدًا وتورمًا والتهاب المفصل. يمكن أن تحدث خشونة الركبة في إحدى الركبتين قبل الأخرى، كما يُمكن أن تكون في ركبةٍ واحدةٍ نتيجة التعرض لحادث ما. 

ما هي أعراض خشونة الركبة؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟

أعراض خشونة الركبة

يُمكن أن تُصيب الأعراض إحدى الركبتين أو الاثنتين معًا، وتظهر مع مرور الزمن بشكلٍ تدريجي، ويُمكن أن تزداد سوءًا في حال الإهمال أو عدم المعالجة، وتتمثل الأعراض الرئيسية لخشونة الركبة بما يلي:

  • التصلب والألم في المفصل الذي يزداد عند تحريك المفصل بعد ثباته بوضعيةٍ معينةٍ لفترةٍ ما.
  • حرارةٌ بسيطةٌ وتورمٌ في منطقة المفصل.
  • ضعف العضلات المحيطة بالمفصل، ويترافق ذلك مع صعوبةٍ في الحركة.
  • سماع أصوات طقطقةٍ عند الحركة.
  • الشعور بطراوة عند الضغط على المفصل وعدم الراحة.

أسباب خشونة الركبة

مع التقدم بالعمر يزداد الضغط على مفصل الركبة، وتحدث بعض الأضرار بالغضاريف لا يستطيع الجسم إصلاحها، غالبًا هذا ما يُفسر زيادة نسبة الإصابة لدى كبار السن، ولكنّ خشونة الركبة يُمكن أن تَحدث في أي عمر ولعدة أسباب تشمل:

  • العامل الوراثي:  الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بخشونة الركبة، يُمكن أن يكون لديهم بعض الجينات الوراثية التي تزيد من مخاطر الإصابة حتى بعمر أقل من 20 سنة.
  • التعرض لحادث: إنّ الإصابات في منطقة الركبة أو الخضوع لعمليةٍ ما، تؤثر على قدرة الجسم في مقاومة الأضرار الروتينية اليومية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض خشونة الركبة بعد فترةٍ من الزمن قد تصل إلى عدة سنوات.  
  • فرط استخدام المفصل: يعود ذلك إلى ممارسة بعض الرياضات أو الوظائف التي تتطلب تحريك المفصل بكثرة، مما يُسبب تلف الغضروف وبدء ظهور أعراض خشونة الركبة.  

التشخيص

تُعتبر خشونة الركبة واحدةً من الأمراض التي يصعب تشخيصها في المراحل المبكرة، وذلك كونها تتطور بشكلٍ تدريجي مع التقدم بالعمر، وغالبًا ما يتم تشخيص الحالات المبكرة بعد التعرض لحادثٍ أو كسرٍ يتطلب إجراء تصويرٍ بالأشعة السينية.

بشكلٍ عام يعتمد الطبيب في التشخيص على الفحص البدني ودراسة الأعراض، مع إجراء عدة فحوصاتٍ أخرى تتضمن ما يلي:

  • تصوير العظام والأنسجة بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.
  • تحاليل الدم التي تُساعد في استبعاد الإصابة بأمراضٍ أخرى تُسبب آلام المفاصل، مثل التهاب المفاصل الرثياني.
  • فحص سائل المفصل من أجل استبعاد الإصابة بعدوى جرثومية أو النقرس.

علاج خشونة الركبة 

تقتصر المعالجة على تدبير وتخفيف شدة الأعراض، حيث لا يوجد دواءٌ قادرٌ على إصلاح التلف الحاصل في المفصل بشكلٍ جذري، ويشمل العلاج على نوعين رئيسيين:

العلاج الطبيعي

  • ممارسة الرياضة: يُنصح بممارسة تمارين رياضية بسيطة مثل المشي والسباحة على الأقل لمدة 30 دقيقةً كل يومين، حيث يساعد التدريب على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل وتخفيف الألم وتسهيل الحركة.
  • خسارة الوزن الزائد: إنّ الوزن الزائد يضغط على المفصل مسببًا الألم والضرر، وبالتالي من الضروري أن يتم التخلص من هذا الوزن لتخفيف العبء عن مفصل الركبة.

بالإضافة إلى العلاج بالكمادات الباردة أو الساخنة التي يُمكن أن تُخفف من شدة الألم والتورم، والعلاج الفيزيائي الذي يتم بمساعدة شخصٍ مختص.

العلاج الدوائي

  • مسكنات الألم: مثل الأسيتامينوفين (باراسيتامول) في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، وتوجد بأشكالٍ فمويةٍ أو موضعيةٍ لتخفيف الألم فقط.
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: مثل الايبوبروفين والديكلوفيناك في الحالات الشديدة، حيث تساعد على تخفيف الألم والورم.  
  • الكورتيزونات: يُمكن أن يتم حقن الكورتيزون في المفصل مباشرةً، من أجل تخفيف الالتهاب والألم، وبالرغم من فعالية هذه الطريقة إلّا أنّه يُنصح بعدم استخدامها بشكلٍ متكررٍ لِما لها من آثارٍ سلبيةٍ أهمها هشاشة العظام.

بالإضافة إلى المتممات الغذائية مثل الجلوكوزامين وحبوب زيت السمك التي تُعزز صحة المفاصل، ولكن لا بد من استشارة الطبيب المُعالج قبل البدء في استخدامها. 

عوامل الخطورة

هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بخشونة الركبة، وتتمثل في:

  • الجنس: حيث أنّ خشونة الركبة أكثر انتشارًا لدى النساء.
  • العمر: حيثُ تزداد مخاطر الإصابة مع التقدم بالعمر وخصوصًا بعد عمر 40 عامًا.
  • الوزن: يزداد احتمال تلف الغضروف في حال وجود وزنٍ زائدٍ وبالتالي الإصابة بخشونة الركبة.
  • طبيعة العمل: حيث أنّ الأعمال التي تُعرّض المفصل للكثير من الحركة تزيد من خطر الإصابة.
  • العوامل الوراثية والتاريخ العائلي مع المرض.

من المهم أن لا نتجاهل أي أعراضٍ نشعر بها، لأنّه يُمكن أن يكون دليلًا على بداية الإصابة بخشونة الركبة، والتي سيكون تدبيرها أسهل في حال بدأنا بالعلاج في وقتٍ مبكرٍ قبل تفاقم الحالة.

المصادر: 12

التعليقات معطلة.