صحة الأطفال هي الهم الأكبر الذي يشغل جميع الآباء، ويدفعهم إلى البحث عن الطرق والنصائح المفيدة لبناء أجسام قوية وبصحة جيدة. منذ المراحل الأولى من عمر الطفل يقع الاهتمام بصحته ورعايته على عاتق الأم والأب، حتى يصل الطفل إلى سنٍ يكون فيه قادرًا على الاعتناء بنفسه. يُعتبر البحث عن الأطعمة المناسبة والمتوازنة من أهم الخطوات التي يجب الالتزام بها، بالإضافة إلى اختيار الأنشطة والعادات الصحية التي يجب تعليمها للطفل في سنٍ مبكرةٍ، ليتمكن من الاستمرار بها مستقبلًا.
ما هي النصائح الواجب اتباعها للمحافظة على صحة الأطفال دون 12 سنة؟
هناك بعض النصائح التي يُمكنها أن تُساعد في دعم وتعزيز صحة الأطفال ما دون 12 عامًا، وتُحفزهم على بناء روتين حياةٍ صحي بعيدًا عن كل ما يضر بأجسامهم، ومن أهم هذه النصائح:
التغذية الصحية
إنّ توفير نظامٍ غذائي قليل الدسم والسكريات، وغني بالخضار والفواكه التي تؤمن حاجة الجسم من الفيتامينات والمعادن، هو الخيار الأفضل لصحة أطفالنا. بناءً على ذلك يجب الابتعاد عن الأطعمة المُصنّعة الغنية بالدهون غير المشبعة والسكريات، والتي غالبًا ما تكون سببًا في إصابة الأطفال بالسمنة، يجب استبدالها بالخضار والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة واللحوم قليلة الدهون والسمك والدجاج. بذلك يتمكن طفلك من الحصول على كامل العناصر الغذائية والفيتامينات بكمياتٍ متوازنةٍ وبشكلٍ طبيعي دون الحاجة إلى استخدام المكملات الغذائية.
زيارة الطبيب بشكلٍ دوري
من المهم أن يتم مراقبة صحة الطفل من قِبل الطبيب للتأكد من سلامة النمو وعدم وجود مشاكل، وذلك من خلال مراقبة التغييرات في الوزن والطول، ومؤشر كتلة الجسم BMI التي تُساعد الطبيب على تقييم الحالة. تسمح الزيارات المنتظمة في الحصول على أجوبةٍ لكل التساؤلات التي يُمكن أن تواجهنا، كما يُمكن اكتشاف الأعراض الأولية للأمراض في حال الإصابة بها. بالإضافة إلى التأكد من الحصول على كامل اللقاحات المتوفرة ضد الأمراض المُعدية والخطيرة التي يُمكن أن تنتشر بين الأطفال.
تجنب الجلوس لوقتٍ طويل
اعتمادًا على مراكز السيطرة على الأمراض CDC فإنّ أعداد الأطفال المُصابين بالسُمنة يتضاعف بشكلٍ كبير، وذلك نتيجة أسلوب الحياة غير الصحي والجلوس لفتراتٍ طويلةٍ للعب بالأجهزة الذكية أو أمام التلفاز. بناءً على ذلك من المهم أن نساعد أطفالنا ونوجههم منذ السنوات الأولى إلى اتباع الأنشطة البدنية المفيدة لصحتهم الجسدية والنفسية بنفس الوقت. مثلًا يُمكننا تشجيعهم على ممارسة كرة القدم أو السلة أو الجري أو السباحة، وسيكون التمتع بساعةٍ من التمرين يوميًا كافيًا لحماية الطفل من السُمنة ومشاكلها.
زيارة طبيب الأسنان بشكلٍ منتظم
يُعتبر تسوس الأسنان من الأمراض المُزمنة الأكثر انتشارًا بين الأطفال، والذي يُمكن أن يُسبب بعض المشاكل في النطق والتعلم في حال عدم معالجتها، لذلك تُعد زيارة طبيب الأسنان بشكلٍ دوري من العادات المهمة للاطمئنان على صحة الفم والأسنان.
كما أنّه من الضروري تعليم الطفل العادات الصحيحة للمُحافظة على نظافة الفم والأسنان، وتنظيفها على الأقل مرتين في اليوم، بالإضافة إلى أنّ الفلورايد يُمكن أن يُساهم في علاج معظم حالات التسوس لدى الأطفال.
النوم المنتظم
إنّ تحديد ساعات النوم والالتزام بالنوم المُبكر للطفل، يُساعد في الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة يوميًا، مما يسمح ببناء جسمٍ قوي ويدعم صحة الطفل الجسدية والنفسية والعاطفية.
تجنب قاعدة إنهاء الطبق
ربما نرتكب خطأً عندما نحاول إجبار الطفل على تناول الطعام وإنهاء طبقه بهدف حصوله على كميةٍ كافية من الغذاء، حيث أنّه في الحقيقة كل طفلٍ يعلم متى يشعر بالشبع ومتى يجب أن يتوقف عن تناول المزيد من الطعام. عندما نترك للطفل حرية اختيار كمية الطعام المناسبة يُمكننا أن نضمن عدم تناوله لكمياتٍ إضافيةٍ، قد تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسُمنة.
التحدث مع الطفل
يُساعد التقرب من الطفل وإجراء بعض الأحاديث الخاصة في بناء العلاقة بين الآباء والأطفال، وتطوير قدرتهم على التحدث ومحاكمة مختلف المواقف بشكلٍ صحيح. بالإضافة إلى أنّ هذه الأحاديث يُمكن أن تُسهل عملية اكتشاف وجود بعض المشاكل التي تؤثر على صحتهم النفسية والعقلية. صحة أطفالنا مسؤوليتنا، وبقدر ما نكون ملتزمين بنمط حياةٍ صحي سوف نساعدهم في المحافظة على صحتهم مستقبلًا، ويجب أن لا ننسى أنّ البدء بتعليم العادات الصحية منذ سنٍ صغيرة، يكون أسهل وأكثر تقبلًا لدى الطفل.