السرطان الأكثر انتشارًا لدى النساء، والذي يحتل المرتبة الرابعة بعد سرطان الرئة والقولون والبنكرياس في نسب الوفاة التي يُسببها. نحنُ الآن في شهره الخاص شهر أكتوبر، الذي لطالما رُفِق مع حملات التوعية تجاهه وكيفية الكشف المُبكر ومعرفة العلامات الأولى لهُ بغية تجنب الإصابة والضرر. خصوصًا أن هذه الإشارات قد تختلف من حالة إلى أخرى، وربما البعض لا يشتكي من أي أعراض حتى!
سرطان الثدي باختصار هو جنون خلايا الثدي وتكاثرها بشكلٍ اعتباطي لتخرج عن السيطرة، فكما هو معروفٌ يتكون الثدي من ثلاثة أجزاء:
- الفصيصات: يتم إنتاج الحليب بداخلها.
- القنوات: تنقل الحليب.
- النسيج الضام: يجمع المكونات السابقة مع بعضها.
غالبًا ما ينشأ السرطان في الفصيصات والقنوات، ثم ينتقل للأنسجة الدموية واللمفية المحيطة، لينتشر في الجسم بكامله. لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فهناك علاماتٌ لوجوده، وتكون مشتركة لدى النساء وسائدة في غالب الأحيان، كوجود كتلةٍ في الثدي أو تحت الإبط، إضافةً لتشوّهٍ في الحلمة وإفرازات غير طبيعية منها. وأعراض أخرى سنبدأ في عرضها الآن..
الأعراض المُبكرة لسرطان الثدي
- كتلةٌ ثابتةٌ في الثدي أو تحت الإبط: وهو غالباً ما يكون أوّل أعراض سرطان الثدي، ويمكن للطبيب المختص أن يكتشف تلك الكتلة شعاعياً قبل مدةٍ طويلةٍ من اكتشافها من قِبل المريضة سواءً عن طريق الجس أو الشعور بها.
- تورّم الإبط أو قرب عظم الترقوة: وهذا ما يعني انتشار السرطان في العقد اللمفاوية القريبة من المنطقة، وربما يكون هذا التورم موجوداً قبل أن تتشكّل الكتلة، لذلك يمكن للطبيب الفاحص أن يلاحظه ويتتبع أسبابه.
- الألم والوهن: على الرغم من أن الورم قد يكون في غالب الأحيان بلا آلام، إلا أن هناك بعض الحالات التي تترافق مع الألم.
- منطقة مسطحة أو متعرجة داخل الصدر: تنجم عن الورم، وقد لا يُستطاع رؤيتها أو الشعور بها.
- تغييراتٌ في الثدي: وتشمل الحجم، والمحيط، والقوام، ودرجة الحرارة.
- تغييراتٌ في الحلمة: حيث تكون مسحوبةً إلى الداخل، متقرّحةً، ساخنةً، تسبب الحكة، ومنخمصة.
- تغييراتٌ في إفرازات الحلمة: فقد تكون رائقةً، أو مُدماةً، أو ملونةً بلونٍ آخر.
- منطقة مُشابهةٌ للرخام تحت الجلد: وتكون مختلفةً عن أي جزءٍ آخر من الثدي.
ما الذي بإمكاني فعله لتجنب خطر سرطان الثدي؟
هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على إمكانية حدوث سرطان الثدي، بعضها لا يمكن تغييره؛ كالتقدّم في السن والتاريخ العائلي، لكن هناك هامشٌ للحركة في بعض العوامل التي بإمكانها التقليل من مستوى الخطورة وفرصة الإصابة.
- الحفاظ على وزنٍ صحي.
- التمرّن بانتظام.
- عدم شرب الكحول.
- إن كنتِ ممن يتناولن حبوب منع الحمل، أو تُعالجين بالهرمونات الأنثوية البديلة، لا بد من سؤال الطبيب عن المخاطر المحتملة حينها.
- الإرضاع الطبيعي للأطفال قدر الإمكان.
- إن كان هناك في عائلتك تاريخٌ للإصابة بالسرطان، لا بد حينها من إخبار الطبيب وأخذ الاحتياطات.
الحفاظ على روتينٍ صحي يقي من الإصابة بالسرطان، ويقلل من مستوى حدته في حال حدث وأُصِبتِ به.
فحص وكشف سرطان الثدي
غالباً ما تُجرى فحوصات سرطان الثدي قبل ظهور أعراض السرطان أو أي شكاوى، وذلك بغية السيطرة عليه واكتشافه في مراحله المُكبرة، ويُعد هذا النوع من الوقاية من أفضل الوسائل لتجنب التأثيرات السلبية للسرطان.
على الرغم من أنهُ لا يقي من حدوثه، إلا أن الفحص الدوري يساهم في اكتشافه في مراحله المُبكرة، مما يجعل علاجهُ أسهل وأكثر قابليةً للشفاء.
يوصي تجمّع الخدمات الوقائية في الولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة خضوع النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 – 74 سنة، إلى الفحص الشعاعي للثدي كل عامين.
كما ينبغي على النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين الـ 40 – 49 سنة، البدء بالتحدث مع الطبيب ومختص الرعاية حول فحوصات الثدي، وكيفية الوعي المُبكر بكيفية إنجازها.
أنواع فحص الثدي
- الماموغرام: هو تصويرٌ بالأشعة السينية للصدر، وبالنسبة لغالبية النساء، فإن الماموغرام هو الطريقة الأفضل لإكتشاف السرطان في مراحلهِ الأولى، قبل أن يكبر ويتمدد لتظهر أعراضه وتزداد صعوبة العلاج. يقلل التصوير الدوري بالماموغرام من خطر الوفاة بسرطان الثدي، خصوصاً أنه يُعتبر الوسيلة الأفضل لكشفه في المراحل المبكرة عند النساء في سن الفحص.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: تُستخدم خلاله الموجات الراديوية والمغناطيسية لتصوير الثدي، ويُستخدم إلى جانب الماموغرام بشكلٍ خاص لدى النساء اللاتي يتمتعن بخطرٍ كبيرٍ للإصابة بسرطان الثدي. التصوير المغناطيسي يعطي دلالةً على وجود علاماتٍ حتى لو لم يكن هناك سرطان، لذلك يكون استخدامه مُقتصرًا على الحالات مرتفعة الخطورة التي تحوي عوامل مؤهبة لحدوث السرطان.
- الفحص السريري للصدر: الفحص الذي يُجريه الطبيب أو الممرضة، ويكون بواسطة اليدين، وذلك لفحص وجود أي تورّماتٍ وتغيراتٍ في الصدر.
- الوعي الذاتي بحالة الصدر: الوعي بالشكل الطبيعي والحجم العادي للصدر، قد يكون عاملاً مهماً في حال وجود تغيراتٍ طارئةٍ قد تكون ناجمةً عن اضطراباتٍ مرضيةٍ.
لعل أول من يُدرك هذه التغيرات هي المريضة نفسها، من خلال وعيها الذاتي بحالة صدرها، حينها يجب إبلاغ الطبيب بما يجري، كي يطلع على الحالة عن قرب، ويُجري الفحوصات اللازمة في حالة الشك بوجود كتلٍ سرطانية ما. لكن وكأي شيء هناك فوائد ومساوئ لهذه الفحوصات، ولعل أبرز الايجابيات هي الكشف المبكر عن السرطان والقدرة على معالجته، أما السلبيات فهي التالية..
سلبيات فحص سرطان الثدي
يمكن في بعض الأحيان أن تكون نتائج الفحص الإيجابية لوجود سرطان، كاذبة! وذلك عندما يرى الطبيب شيئاً قريباً من السرطان لكنه ليس سرطاناً، الأمر الذي يتطلّب وجود اختبارات أخرى إضافية، قد تكون غالية الثمن، وشاملة، وتسبب القلق. كما يمكن أن تؤدي الاختبارات إلى ما يُعرف بالتشخيص المُفرط، عندما يجد الأطباء سرطانًا دون أعراض ولا يُسبب المشاكل، وربما يختفي من تلقاء ذاته. تسمى معالجة مثل هذه الأنواع بالمعالجات المفرطة، التي تتضمن العلاجات التقليدية لسرطان الثدي كالجراحة والعلاج الشعاعي، مما قد يسبب تأثيرات جانبية غير مرغوب بها.