القرحة المعدية هي تآكلٌ في البطانة الداخلية لجدار المعدة، يُمكن أن يمتد إلى مناطق أعمق مسببًا نزيفًا دمويًا أو انثقابًا في جدار المعدة، وفي معظم الحالات تنتج عن عدوى جرثومية.
تُعد القرحة المعدية من الأمراض الشائعة لدى البالغين، ولكن قد تكون خطيرةً ومهددةً للحياة إذا أصابت كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، وفيما يلي نتحدث بشكلٍ مفصلٍ عن كل ما يهمك معرفته عن القرحة المعدية.
أسباب القرحة المعدية
هناك سببان رئيسيان للإصابة بقرحة المعدة وهما:
- العدوى بجرثومة الملوية البوابية.
- سوء استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
أعراض القرحة المعدية
أشهر الأعراض التي تظهر على المريض منذ بداية الإصابة بالقرحة هو الإحساس بحرقةٍ في المعدة، وتتراوح مدته من دقائق قليلةٍ إلى عدة ساعاتٍ وتزداد شدته عند فراغ المعدة. كما تظهر بعض الأعراض الأخرى التي تتمثل في:
- ألمٌ في المعدة يؤدي إلى فقدان الرغبة في تناول الطعام.
- إحساسٌ حارقٌ في أعلى المعدة وهذا ما يُعرف بحرقة الفؤاد.
- الغثيان والإقياء.
- نفخةٌ وغازاتٌ تترافق مع كثرة التجشؤ.
- خسارة الوزن.
- براز بلونٍ داكنٍ.
في حال كانت القرحة نازفةً يُمكن أن يُصاب المريض بفقر الدم، ويظهر ذلك على شكل تعبٍ عام وشحوبٍ في لون البشرة وضيق التنفس.
تشخيص القرحة المعدية
يعتمد التشخيص على مراجعة التاريخ الطبي الكامل للمريض مع الوصف الدقيق للأعراض والأدوية التي يتم استخدامها سواءً كانت بوصفةٍ طبيةٍ أو بدونها.
يُمكن أن يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض التقنيات لمساعدته في تشخيص القرحة المعدية وتحديد مدى شدتها، ومن هذه التقنيات:
-
شرب الباريوم السائل
وهو سائلٌ أبيض كثيفٌ يُسهّل على الطبيب رؤية المعدة والأمعاء الدقيقة في تصوير الأشعة السينية وذلك من خلال تغليف الجهاز الهضمي العلوي.
-
التنظير الداخلي
يُدخل الطبيب من خلال الفم أنبوبًا يحمل في نهايته كاميرا صغيرةً مع ضوءٍ وتصل إلى المعدة، تُساعد الطبيب ليبدأ رحلة البحث عن وجود قرحةٍ أو نزيفٍ معوي أو حتى لاستكشاف وجود أي أنسجةٍ غير طبيعية.
علاج القرحة المعدية
من الضروري أن يتم علاج القرحة المعدية بشكلٍ سريعٍ قبل أن تتفاقم، حيثُ يُمكن أن تُصبح في بعض الحالات نازفةً وتتطلب الإقامة في المستشفى للحصول على العلاج عن طريق الوريد، كما يُمكن أن يحتاج المريض في الحالات الخطيرة إلى نقل الدم.
غالبًا ما يكون العلاج دوائيًا بعد استشارة الطبيب، ومن النادر أن يحتاج المريض إلى تدخلٍ جراحي.
-
العلاج غير الجراحي لقرحة المعدة
تحتاج القرحة الناتجة عن الإصابة بجراثيم الملوية البوابية إلى العلاج بالصادات الحيوية بالمشاركة مع أدويةٍ تمنع إفراز الحمض من خلايا المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون PPIS وحاصرات مستقبلات الهيستامين H2. كما يُمكن استخدام مكملات البروبيوتيك وهي البكتريا الجيدة الموجودة بشكلٍ طبيعي في المعدة، والتي يُمكن أن تُساعد في القضاء على جراثيم الملوية البوابية. يجب أيضًا على مرضى القرحة المعدية التوقف عن تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين، لأنها تؤدي إلى تفاقم الحالة.
بعد البدء في العلاج يُمكن أن يشعر المريض بالراحة وزوال الأعراض، ولكن من الضروري أن يستمر في تناول الدواء حتى انتهاء فترة العلاج التي يُحددها الطبيب، وذلك لضمان التخلص من العدوى الجرثومية والوقاية من الانتكاس. عند تناول أدوية القرحة يُمكن أن يظهر على بعض الأشخاص آثارٌ جانبيةٌ مثل الغثيان والاسهال والصداع وآلام البطن، وغالبًا ما تكون خفيفةً وتزول خلال مدةٍ قصيرةٍ، ولكن في حال كانت شديدةً ومزعجةً يجب اخبار الطبيب المعالج من أجل تغيير الدواء.
-
العلاج الجراحي
يختار الأطباء هذا العلاج في حالات نادرة جدًا تشمل القرحات التي لا تستجيب إلى العلاج أو تتكرر بشكلٍ دائم، أو في حال حدوث نزف في المعدة أو انثقاب جدار المعدة.
مضاعفات القرحة المعدية
من الضروري أن يتم علاج القرحة بأسرع ما يُمكن لتجنب الوصول إلى مراحل متقدمةٍ من المرض، حيثُ أنّ إهمال القرحة يُمكن أن يؤدي إلى:
- نزيفٌ في جدار المعدة بمكان تشكل القرحة، يُمكن أن يكون مُهددًا للحياة في حال عدم اكتشافه وعلاجه.
- انثقابٌ في جدار المعدة.
- اختراق القرحة لجدار المعدة ووصولها إلى عضوٍ آخر.
- تورّمٌ في الأنسجة الملتهبة يُمكن أن يُسبب انسدادًا في القناة الهضمية.
- في حالاتٍ قليلةٍ تتطور القرحة وتتحول إلى سرطانٍ في المعدة.
علاقة النظام الغذائي الصحي بالقرحة
إنّ اتباع نظام غذائي معين لا يُمكن أن يسبب أو يُعالج قرحة المعدة، ولكن يُشير الخبراء إلى أنّ تناول بعض أنواع الأطعمة مثل الفواكه والخضار الغنية بالألياف يُمكن أن يكون مفيدًا لصحة المعدة والأمعاء والجسم بشكلٍ عام.
بالإضافة إلى أنّ بعض الأطعمة تلعب دورًا مساعدًا في محاربة جراثيم الملوية البوابية، وتدعم الفلورا المعوية الطبيعية، ومن أهم هذه الأطعمة الخضار الورقية والبروكلي والملفوف، والتفاح والعنب والتوت بأنواعه. بالإضافة إلى الأطعمة الحاوية على البروبيوتيك مثل الميزو والزبادي.
كما يُنصح مرضى القرحة المعدية بتجنب التوابل الحارّة والأطعمة الحامضة، وخصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من الارتجاع الحمضي.
متى يجب مراجعة الطبيب
إذا كنت تعاني من أعراض القرحة المعدية أو تعلم مسبقًا بإصابتك بالقرحة، وشعرت بأحد الأعراض التالية فيجب عليك التوجه إلى الطبيب مباشرةً:
- وهنٌ وتعبٌ عام.
- ضيق التنفس.
- إقياءٌ أو برازٌ بلونٍ داكنٍ (أحمر أو أسود).
- شعورٌ بألمٍ شديدٍ لا يتناقص مع الوقت.
للوقاية من القرحة المعدية يجب الالتزام بقواعد النظافة العامة وغسل الأيدي جيدًا بالماء والصابون مع الانتباه إلى نظافة الأطعمة التي نتناولها، خوفًا من الإصابة بعدوى جراثيم الملوية البوابية المُسببة للقرحة.
كما أنّه من الضروري أن نتجنب الاستخدام المُفرط لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكلٍ عشوائي، والالتزام بتناولها فقط عند الضرورة وبعد استشارة الطبيب، حيثُ تؤخذ مع الطعام لمنع تأثيرها على المعدة قدر الإمكان.
لا تعليق