إنّ صحة الفم والأسنان جزءٌ لا يتجزأ من صحة الجسم العامة، حيث يُشكل التجويف الفموي مكانًا لتكاثر ونمو البكتيريا، التي تشكل بالكميات الصغيرة الفلورا الطبيعية للفم ولا تسبب أي أضرارٍ تُذكر، ولكنّ زيادتها مرتبطة مع ظهور مشاكل الأسنان والفم المختلفة، لذلك تُعد العناية بالفم وكل أجزاء التجويف الفموي أمرًا غايةً في الأهمية. وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى وجود علاقةٍ بين صحة الفم والأسنان، والعديد من الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والسرطان.

أمراض الفم والأسنان

مع مرور الوقت واستمرار تناول الأطعمة المختلفة، فإنّ العديد من الأمراض يمكن أن تصيب الفم والأسنان، وبشكلٍ خاص في حال عدم الإهتمام بنظافة الفم، ومن أهمها:

تسوس الأسنان

هي من الحالات الشائعة التي تحدث نتيجة تراكم البكتريا التي تفرز أحماض، وتؤدي إلى تآكل مينا الأسنان ثم العاج وحدوث ثقوبٍ في السن، وقد تسبب آلامًا شديدةً وأضرارًا عند إهمالها.

التهاب اللثة

عند إهمال نظافة الأسنان تتراكم البكتريا بالقرب من خط اللثة مُشكّلةً طبقةً تُعرف باسم البلاك، الذي يتصلب مع مرور الوقت ويسبب التهاب اللثة وتورّمها. كما يُمكن أن يترافق ذلك مع نزيف اللثة عند تنظيفها، وفي الحالات المتقدمة يُمكن أن يؤدي إلى التهاب دواعم السن والتي قد تتطور إلى انتشار العدوى إلى عظام الفك، وحتى حدوث حالة التهابية في جميع أنحاء الجسم.

حساسية الأسنان

تظهر أعراض حساسية الأسنان على شكل ألمٍ أو انزعاجٍ عند تعرّض الأسنان لدرجات الحرارة الباردة أو الساخنة، وعادةً ما يحدث ذلك نتيجة الإصابة بما يلي:

  • أمراض اللثة أو تراجع اللثة.
  • تصدع الأسنان أو تكسرها.
  • وجود حشوات قديمة أو تالفة.

بالإضافة إلى أنّ الكثير من الأشخاص يُمكن أن يكون لديهم أسنان حساسة بشكلٍ طبيعي، حيث يكون مينا الأسنان لديهم أرق من المعتاد، وفي هذه الحالة يحتاجون إلى العناية بأسنانهم بشكلٍ خاص، مع استخدام أنواع معاجين الأسنان وغسولات الفم الخاصة بالأسنان الحساسة.

تصدع الأسنان وتكسرها

تحدث نتيجة التعرّض لإصابةٍ ما أو تناول الأطعمة الصلبة، حيث يُمكن أن تسبب هذه الحالة ألمًا شديدًا، لذلك يجب مراجعة طبيب الأسنان عند ملاحظة تصدع أو تكسر السن.

سرطان الفم

عادةً ما يتم التشخيص المبدئي لسرطان الفم من قِبل طبيب الأسنان، وكلما كان الكشف في المراحل الأولى للمرض كلما زادت فرص الشفاء منه. يُعد التدخين أو مضغ التبغ من العوامل الرئيسية المسببة لسرطان الفم، ويُمكن أن يصيب كل من:

  • اللثة
  • اللسان
  • الخد
  • الشفاه
  • قاع الفم

أعراض مشاكل الفم والأسنان

من الخطأ أن ننتظر الشعور بالألم أو ظهور أحد الأعراض الدالة على مشاكل الفم والأسنان من أجل زيارة طبيب الأسنان، بل يَنصح الخبراء بإجراء فحصٍ دوري كل ستة أشهر على الأقل، حيثُ يساعد ذلك في الكشف المبكر عن المشاكل المختلفة.

هناك مجموعةٌ من الأعراض التي تستدعي زيارة طبيب الأسنان وتشمل:

  • ظهور تقرحاتٍ في الفم أو اللثة لا تزول خلال أسبوعٍ أو أسبوعين.
  • ألمٌ في الأسنان سواءٌ عند مضغ الطعام أو بالحالة العادية دون تناول الطعام.
  • تورّمٌ في الخد أو الوجه.
  • شعورٌ مفاجئ بحساسية الأسنان تجاه درجات الحرارة الباردة أو الساخنة.
  • تكسر الأسنان أو تشققها.
  • استمرار الشعور برائحة الفم الكريهة.
  • نزيفٌ في اللثة عند تنظيف الأسنان أو تورّمها.
  • تراجع اللثة.
  • جفاف الفم.

المحافظة على صحة الأسنان والفم

من الضروري الاهتمام بنظافة الفم والأسنان من أجل المحافظة على صحةٍ جيدةٍ، والوقاية من المشاكل التي يمكن أن تصيب الفم، ومن أهمها:

تنظيف الأسنان بلطف باستخدام الفرشاة

تَنصح جمعية طب الأسنان الأمريكية ADA بتنظيف الأسنان مرتين يوميًا باستخدام فرشاةٍ ناعمةٍ وبحركاتٍ دائرية، حيث يُساعد ذلك في التخلص من البلاك والبكتيريا العالقة على الأسنان. كما يجب أن يتم التنظيف بلطفٍ وبحرصٍ ليشمل جميع جوانب الأسنان العلوية والسفلية، وتستغرق هذه العملية حوالي 2-3 دقائق.

التنظيف بالخيط

يُساعد خيط الأسنان في إزالة البلاك وبقايا الطعام من الفراغات الموجودة بين الأسنان، والتي يمكن أن لا تصل إليها الفرشاة، كما يُمكن أن يقلل من مشاكل رائحة الفم الكريهة.

استخدام معاجين الأسنان وغسولات الفم الحاوية على الفلورايد

تشير الدراسات إلى أنّ الفلورايد يمكن أن يساعد في تقليل مشاكل التسوس، لذلك تتم إضافته إلى العديد من أنواع معاجين الأسنان وغسولات الفم، كما يُعتقد أنّ الأشخاص الذين يعتمدون على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط دون استخدام الفلورايد يمكن أن يصابوا بتسوس الأسنان.

زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري

يَنصح أطباء الأسنان بالخضوع للفحص الدوري كل ستة أشهر، ويتضمن الفحص البحث عن مشاكل الأسنان وإزالة البلاك، والتأكد من وجود أمراضٍ في الفم مثل التهاب اللثة وسرطان الفم وغيرها. بالإضافة إلى إمكانية إجراء تصويرٍ بالأشعة السينية للكشف عن تسوس الأسنان ومعالجتها.

التوقف عن التدخين

يؤثر التدخين على صحة الفم والأسنان، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فإنّ التدخين يُعد واحدًا من عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بأمراض اللثة وسرطانات الفم، ويؤخر شفاء الأسنان بعد معالجتها، كما يؤثر على مظهر الفم ويؤدي إلى إصفرار الأسنان واللسان، ويزيد من مشاكل رائحة الفم الكريهة.

التقليل من تناول الأطعمة السكرية

عند الإكثار من تناول السكريات أو النشويات التي تتفكك إلى سكريات أيضًا، يُمكن أن تتغذى عليها البكتريا الموجودة في الفم والتي تقوم بدورها بزيادة إنتاج الحمض، الذي يُسبب تآكل المينا وتسوس الأسنان. لذلك تنصح ADA بالتقليل من تناول السكريات والنشويات واستبدالها بالفواكه والخضار الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن. إنّ صحة الفم والأسنان مرتبطةٌ بشكلٍ مباشرٍ بصحة الجسم وأجهزته المختلفة، لذلك من الضروري أن نهتم بها ونحافظ عليها بشكلٍ جيد.

التعليقات معطلة.