دخلت التقنيات الحديثة والتكنولوجيا إلى مختلف مجالات الحياة من أجل خدمة الإنسان وتسهيل حياته.
وعلى هذا النحو فقد وصلت هذه التقنيات إلى المجال الطبي والصحي لجعل العلاجات المختلفة أسهل وأكثر دقة، وتخفيف الآلام التي يشعر بها المريض. كما ساعدت هذه التقنيات الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في تشخيص الأمراض بدقة، وتحديد المشكلة وسببها دون الحاجة إلى التجريب والتكهن.
وبالتالي تمكن العلماء من الوصول إلى تقنياتٍ علاجيةٍ جديدة، ساعدت الطبيب والمريض معًا في تخطي الأزمات الصحية وتحسين جودة الحياة.
من أبرز التقنيات المسخدمة في تحسين الصحة
الفحص عن بعد
تعتمد هذه التقنية على كرسي الفحص الذي يقوم بقراءة العلامات الحيوية الرئيسية للمريض ويرسلها تلقائيًا إلى الطبيب المعالج، وبذلك يتمكن المريض من إجراء الفحص الروتيني البسيط دون الحاجة إلى الخروج من المنزل والانتظار في غرف العيادات.
علاج الأمراض النفسية عن بعد
يُمكن أن يشكل العلاج عن بعد من خلال الهواتف الذكية والتطبيقات التي تسمح بإجراء مكالمات الفيديو؛ طريقةً سهلةً للتواصل بين الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية ومقدمي الرعاية الصحية.
مع زيادة الوعي لأهمية الصحة النفسية فإنّ العلاج عن بعد يُساهم في الحصول على نفس نتائج جلسات المعالجة التقليدية، كما أنّ هذه الطريقة تساعد العديد من المرضى في الالتزام بحضور جلسات العلاج النفسي في أي مكانٍ ودون الحاجة إلى التنقل أو السفر.
العلاج الدقيق للسرطان
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية فإنّ تقنية العلاج الدقيق تعتمد على معرفة التركيب الجيني للخلايا السرطانية لدى كل مريض، وبالتالي اختيار الدواء المناسب بناءً على ذلك.
مع تقدم التقنيات العلمية تمكن العلماء من تحديد كيفية تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية، مع معرفة كل التغيرات التي تحدث داخل الخلية، حيث تحدث في الخلية السرطانية طفراتٌ جينيةٌ معينةٌ تسبب المرض، وبذلك يُمكن من خلال العلاج الدقيق أن يتم استهدافها.
بالرغم من أن هذه التقنية في العلاج لا تحقق الشفاء التام من السرطان، إلّا أنّها تشكل أملًا كبيرًا للمستقبل من خلال تطويرها وتقدمها.
البنكرياس الاصطناعي
داء السكري من الأمراض التي تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الكثيرين. يحتاج مريض السكري إلى إجراء فحوصاتٍ بشكلٍ مستمر لمراقبة نسبة السكر في الدم، مما يمكن أن يشكل عبئًا على المريض.
للحد من هذه الفحوصات توصل العلم إلى البنكرياس الصناعي الذي يعمل باستمرار على مراقبة مستويات الغلوكوز في الدم.
يكون جهاز المراقبة موصولًا مع هاتفٍ ذكي يساعد في تسهيل التحكم بالجهاز ومعرفة الجرعة اللازمة من الأنسولين عند حدوث ارتفاع السكر، وبالتالي يتم تحرير هذه الجرعة تحت الجلد بشكلٍ مباشرٍ لضبط مستويات السكر في الدم.
هذه الطريقة تساعد في حصول المريض على حاجته من الأنسولين فقط، بدلًا من أخذ جرعةٍ ثابتةٍ بشكلٍ يومي.
تمت الموافقة من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على استخدام البنكرياس الصناعي لأول مرة في عام 2016، ولا تزال الأبحاث مستمرةً للوصول إلى أنظمةٍ أكثر تطورًا وأقرب إلى بنية البنكرياس الطبيعي وطريقة عمله.
تسريع عملية الشفاء وتقليل المخاطر
وصول التقنيات الحديثة إلى مختلف الإجراءات الطبية والصحية ساعد في تخفيف الآثار الجانبية على المريض. على سبيل المثال، أصبح العلاج بالليزر حلًا للعديد من الحالات المرضية والتجميلية التي كانت سابقًا تحتاج إلى عملياتٍ جراحية، وبذلك وفّرت للمريض الحماية من الإصابة بالعديد من المخاطر المحتملة.
كما أنّ هذه التقنيات ساعدت في تسريع عمليات الشفاء التي ربما كانت سابقًا تحتاج إلى أسابيع، ولكن الآن يتم الشفاء خلال عدة أيامٍ فقط.
استخدام الروبوت في العمليات الجراحية
لعبت التكنولوجيا واستخدام الروبوت في العمليات الجراحية دورًا مهمًا في جعل العمليات الجراحية الخطيرة أكثر دقةً وسهولة، كما ساعدت في الوصول إلى نقاطٍ من جسم الإنسان كان من الصعب الوصول إليها بالعمليات الجراحية التقليدية، وبالتالي ساهمت في علاج العديد من الحالات المرضية التي يمكن أن تهدد الحياة.
الحصول على نتائج التحاليل بسرعة
سابقًا كانت بعض التحاليل والفحوصات تستغرق أسابيع للوصول إلى النتائج النهائية، ولكن مع تقدم التقنيات الحديثة أصبحت هذه الإجراءات أسرع وأسهل.
كما أنّ العديد من المخابر والمستشفيات أصبحت توفر للمريض خدمة الحصول على نتائج الفحوصات خلال وقتٍ قصير، ويتم استلامها من خلال شبكات الانترنت دون الحاجة إلى زيارة المستشفى مرة أخرى.
ساعد ذلك في تخفيف القلق والخوف الذي يشعر به المريض أثناء انتظار النتائج، بالإضافة إلى أنّ هذه السجلات الطبيه توفر إمكانية الوصول إلى التاريخ الطبي لكل مريض، والعودة إليها عند الحاجة لمساعدة الطبيب المختص في وضع التشخيص الدقيق للحالة.
الحصول على المعلومات الطبية
في العديد من الحالات يُمكن أن لا نتمكن من الوصول إلى مقدم الرعاية الصحية أو الطبيب المختص بشكلٍ مباشر، لذلك بدأ العديد من الأشخاص في البحث على الإنترنت لمعرفة سبب الأعراض التي يشعرون بها لتخفيف القلق والخوف.
بالرغم من أنّ هذه الطريقة ليست صحيحةً دائمًا، حيث أنّ الأعراض نفسها يمكن أن ترتبط بعدة حالات مرضية، ولكنها تساعد في الحصول على بعض المعلومات الصحية ريثما يتمكن المريض من استشارة الطبيب المختص.
كما أنّ بعض المواقع توفر إمكانية استشارة أطباء مختصين عن بعد للحصول على إجاباتٍ أكثر دقة، ومع ذلك لا بدّ من زيارة الطبيب المختص في مختلف الحالات المرضية للحصول على التشخيص الصحيح.
إن صحة الإنسان هي المحور الأساسي الذي تدور حوله كل أساسيات الحياة اليومية، لذلك فإنّ استخدام التقنيات الحديثة في مختلف المجالات الطبية ساهم كثيرًا في تحسين الصحة العامة وتخفيف شدة الأمراض.