التمر أحد أقدم أنواع الفاكهة التي تتميز بها البلدان العربية، ويتميز إلى جانب أهميته الاجتماعية والثقافية، باحتوائه على الكثير من الفوائد والمغذيات من الفيتامينات والألياف والمعادن ومضادات الأكسدة الضرورية للجسم. يوجد أكثر من ثلاثة آلاف نوع من التمر في العالم، تتنوع بين فوائدها الغذائية وقوامها (قاسية – طرية). نستعرض في هذا المقال أهم الفوائد التي يتمتع بها التمر، وأهميته الصحية والغذائية.
التمر غني بالمغذيات
تعد التمور عمومًا طعامًا مغذيًّا وغنيًا بالحريرات. تأتي معظم الحريرات الموجودة في التمور من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى كمية قليلة من البروتين. تحتوي التمور أيضًا على الكثير من المغذيات المعدنية والفيتامينات الضرورية لصحة الجسم بشكل عام، إذ يحتوي كل 100 غرام من التمر على: 277 حريرة، و75 غرام من الكربوهيدرات، و7 غرام من الألياف، و2 غرام من البروتين، وتوفر 20% من حاجة الجسم اليومية من البوتاسيوم، و14% من المغنيزيوم، و18% من النحاس، و15% من المنغنيز، و5% من الحديد، و12% من فيتامين B12. يعد الحديد وفيتامين B12 ضروريَين جدًا من أجل تصنيع مكونات الدم من الكريات الحمراء والكريات البيضاء والصفيحات، إذ يدخل الحديد في تصنيع صباغ الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأوكسجين، ويسبب عوزه فقر الدم بنقص تصنيع هذا الصباغ، فتصبح الكريات الحمراء هشة وضعيفة وغير قادرة على القيام بوظيفتها، بينما يلعب فيتامين B12 دورًا كبيرًا في نضج كريات الدم داخل نقي العظم لتصبح جاهزة للقيام بوظيفتها.
يحسن التمر من وظيفة الأمعاء
يساهم التمر من خلال محتواه الغني بالألياف بتحسين صحة الأمعاء، إذ تقي هذه الألياف من الإصابة بالإمساك عبر تحريض الحركات المعوية، التي تساعد جهاز الهضم على طرح الفضلات، تمثل الألياف النباتية التي لا يستطيع جهاز الهضم عند البشر هضمها غذاءً لبعض الجراثيم الموجودة في الأمعاء والتي تشكل جزءًا من ميكروبيوم الأمعاء الهام جدًا لصحة الجسم والكثير من عملياته الحيوية.
التمور غنية بمضادات الأكسدة
تتميز التمور بغناها بالمركبات المضادة للأكسدة، والتي تتمتع بتأثيرات مضادة للأورام والالتهاب في الجسم. تعمل المركبات المضادة للأكسدة على تعديل الجذور المؤكسدة الحرة التي تنتج عن عمليات الاستقلاب المختلفة داخل الخلايا. تؤذي الجذور المؤكسدة الحرة المركبات الخلوية المتنوعة التي توجد داخل الخلية، والغشاء الخلوي، وحتى المادة الوراثية DNA داخل الخلايا، فتزيد خطر الإصابة بالسرطان. تملك التمور مقارنة بأنواع الفاكهة الأخرى المجففة، مثل التين والخوخ، كمية أكبر بكثير من مضادات الأكسدة، ما يؤكد على دورها في تعزيز المناعة والحفاظ على الصحة، ومن أهم مضادات الأكسدة التي تحتويها التمور:
- الفلافونيدات Flavonoids: تعد الفلافونيدات مضادات أكسدة قوية للغاية، تساهم في تخفيف الحالة الالتهابية في الجسم، والوقاية من الإصابة بداء السكري من النمط الثاني، والزهايمر، وبعض أنواع السرطان.
- الكاروتينويدات Carotenoids: تشتهر الكاروتينويدات بكونها مضادات أكسدة تحافظ على صحة العضلة القلبية، بالإضافة إلى دورها الوقائي في الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالسن الذي يصيب شبكية العين ويؤدي إلى فقدان البصر.
- حمض الفينول Phenolic acid: يساهم حمض الفينول أيضًا في الوقاية من الإصابة ببعض أنواع السرطان، والأمراض القلبية الوعائية، وخفض الحالة الالتهابية في الجسم.
يضبط التمر سكر الدم والكوليسترول
تساعد الألياف النباتية الموجودة في التمر في ضبط سكر الدم، والوقاية من الإصابة بداء السكري، إذ تمتلك التمور قيمة منخفضة على مؤشر Glycemic Index، الذي يقيس سرعة ارتفاع سكر الدم بعد تناول غذاء معين. تعيق الألياف النباتية الموجودة في التمر امتصاص السكر من قبل جهاز الهضم، ليطرح السكر غير الممتص خارج الأمعاء كفضلات، وبنفس الآلية تساعد الألياف الموجودة في التمر على ضبط كوليسترول الدم والشحوم عبر خفض امتصاصها من الأمعاء الدقيقة، فتقي من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وتصلب الشرايين.
يحسن التمر من وظيفة الجهاز العصبي
يعد البوتاسيوم ضروريًا للغاية لعمل الجهاز العصبي، الذي يؤثر في كل أعضاء الجسم، من القلب، والكليتين، والرئتين، إلى العضلات والمفاصل. التمر غني جدًا بالبوتاسيوم، حتى أنه يحوي بوتاسيوم أكثر من الموز، يحتوي 100 غرام من التمر على ربع حاجة الجسم اليومية من البوتاسيوم متفوقًا على الموز الذي يوفر 8% فقط من حاجة الجسم اليومية. يعد عوز البوتاسيوم شائعًا عند الأشخاص الذين يعتمدون في غذائهم كثيرًا على الوجبات السريعة التي لا تحتوي على الخضراوات والفاكهة، ويسبب عوز البوتاسيوم:
- ضعف عضلي.
- تعب ووهن عام.
- ضعف أو عدم انتظام في ضربات القلب.
التمر محلي طبيعي
يحتوي التمر على كمية عالية من الكربوهيدرات، ويعد التمر الجاف أكثر حلاوة من التمر الطازج المقطوف حديثًا. يساعد التمر على الحفاظ على صحة جيدة منيعة ضد داء السكري، والبدانة، وأمراض القلب عند استبدال سكر المنزل الصناعي بتناول التمر، ويمكن أيضًا استبدال الوجبات الخفيفة من قوالب الحلوى المتنوعة بكل من التمر والفواكه المجففة الصحية.
يحسن التمر من صحة الدماغ
أشارت العديد من الدراسات إلى أن تناول التمر قد يحسن من صحة الدماغ ونشاطه عبر خفض مستويات بعض المركبات المحرضة على الالتهاب داخل نسيج الدماغ، مثل الإنترلوكين 6 إذ يرتبط التركيز المرتفع من الإنترلوكين 6 مع خطر عال للإصابة ببعض الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.
يحسن التمر المخاض الطبيعي عن الحامل
أشارت مجموعة متنوعة من الدراسات إلى أن تناول التمر في أسابيع الحمل الأخيرة يساعد على تحريض المخاض الطبيعي وتقليل زمن المخاض، ما يقلل الحاجة إلى تحريض المخاض بطرق دوائية في المستشفى. يعتقد العلماء أن هذا التأثير على المخاض عند الحامل قد ينتج عن احتواء التمر على مركبات ترتبط بمستقبلات الأوكسيتوسين في الرحم وعنق الرحم، وتعمل كمقلدات للأوكسيتوسين تحرض على المخاض. يعد الأوكسيتوسين الهرمون المسؤول عن تحريض تقلصات الرحم عند وضع الجنين في نهاية الحمل، يحتوي التمر أيضًا على مركب التانينز Tannins الذي أثبتت الدراسات دوره في تسهيل تقلصات الرحم، بالإضافة إلى أن السكريات الموجودة في التمر تمثل مصدرًا للطاقة الضرورية في أثناء تقلصات الرحم المرهقة عند الحامل.
يمتلك التمر العديد من الفوائد لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية والأمعاء والدماغ بالإضافة إلى الطاقة التي يوفرها والطعم اللذيذ الذي يملكه، ويمكن أن يحقق دمجه مع عاداتنا الغذائية اليومية إلى فوائد صحية لا تُحصى.
المصادر: 1 – 2 – 3 – 4