في شهر رمضان الكريم يلتزم المسلمون بأداء العبادات والصيام عن الطعام والشراب لساعاتٍ طويلةٍ من اليوم، تمتد منذ بزوغ الشمس وحتى مغيبها. يقدم الصيام العديد من الفوائد الصحية التي لا تقتصر على فقدان الوزن كما يعتقد البعض، بل تشمل مختلف وظائف وأعضاء الجسم وتنعكس بشكلٍ إيجابي على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية للفرد.
الفوائد الطبية للصيام
وتشمل أهم فوائد الصيام مايلي:
خسارة الوزن الزائد
يُساعد الصيام على خسارة الوزن الزائد من خلال خفض مستويات الأنسولين في الدم، وزيادة إفراز هرمون النمو HGH وهرمون النور إيبينفرين (النورادرينالين)، مما يؤدي إلى تحسين عملية حرق الدهون وتحويلها إلى الطاقة اللازمة للجسم، بالإضافة إلى تعزيز عملية بناء الكتلة العضلية.
أيضًا يُساهم الصيام في تقليل القدرة على تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام في الوجبة الواحدة، بحيث يكتفي الشخص بكمياتٍ صغيرةٍ وبالتالي تقليل كمية السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم، كما يُحسّن عملية التمثيل الغذائي من أجل حرق المزيد من السعرات الحرارية، وبالتالي خسارة الوزن الزائد.
الوقاية من داء السكري من النمط الثاني
يُقلل الصيام من مقاومة الأنسولين بشكلٍ ملحوظٍ ويساعد في خفض مستويات السكر في الدم، ويعتبر ذلك عاملًا رئيسيًا لتقليل مخاطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني، كما أظهرت الدراسات أنّ الصيام يُمكن أن يحمي من الإصابة بمضاعفات داء السكري التي تظهر مع مرور الوقت، وبشكلٍ خاص اعتلال الشبكية السكري. على الرغم من ذلك يُمكن أن يكون هناك اختلافٌ في تأثير الصيام على الرجال والنساء، ومن المرجح أن يكون تأثير الصيام المفيد لمرضى السكري أكثر وضوحًا لدى الرجال.
محاربة الإجهاد التأكسدي
يحدث الإجهاد التأكسدي نتيجة وجود الجذور الحرة، وهي جزيئاتٌ يمكنها أن تتفاعل مع العناصر الرئيسية في الجسم مثل البروتينات والحمض النووي وتسبب تدميرها، مما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالعديد من الأمراض (مثل السرطانات) وظهور علامات التقدم بالسن. وقد أظهرت الدراسات أنّ الصيام يساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي وتخفيف أضراره.
تعزيز صحة القلب
يمكن للصيام أن يلعب دورًا في دعم صحة القلب من خلال تحسين بعض النسب والعلامات الحيوية التي تُعتبر من أهم عوامل الخطر لأمراض القلب، وتشمل هذه التحسينات ما يلي:
مستوى السكر في الدم.
- ضغط الدم.
- الشحوم الثلاثية.
- الكوليسترول بنوعيه الكلي والضار.
- لا تزال هذه النتائج بحاجة إلى المزيد من البحث للتأكد من صحتها عند البشر.
تحفيز عملية الالتهام الذاتي
عند الصيام يتم تحفيز الخلايا لإجراء عملية الالتهام الذاتي الخلوي، والتي يتم فيها التخلص من النفايات الخلوية من خلال استقلاب بقايا البروتينات والفضلات الأخرى التي تتراكم مع الزمن؛ مما يساعد في الوقاية من الأمراض المختلفة مثل السرطان والزهايمر وغيرها.
الوقاية من السرطان
أشارت الدراسات والتجارب إلى أنّ الصيام يمكن أن يساهم في منع نمو الخلايا السرطانية والحد من انتشار المرض وتطوره، كما يُساعد في دعم العلاج الكيميائي ويزيد من فعاليته.
بالرغم من هذه النتائج الإيجابية والواعدة، إلّا أنّه لا نزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد تأثير الصيام في علاج السرطان وتحديد كيفية الاستفادة منه في العلاج.
تحسين الصحة العقلية
أشارت بعض الدراسات على الحيوانات إلى أنّ الصيام يُساعد في دعم عملية نمو الخلايا العصبية، التي تنعكس بشكلٍ إيجابي على الصحة العقلية وتُحسن وظائف الدماغ.
كما يُمكن أن يؤدي الصيام إلى رفع مستويات عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ BDNF الذي يدعم الصحة العقلية، حيث يرتبط نقصه مع الإصابة بالاكتئاب ومشاكل الدماغ الأخرى، بالإضافة إلى أنّه يُمكن أن يساعد في الوقاية من تلف خلايا الدماغ، الذي يحدث في حالات التعرّض للسكتات الدماغية.
الوقاية من الزهايمر
مرض الزهايمر من أمراض الجهاز العصبي التي تتطور تدريجيًا مع الزمن، ويُعد واحدًا من أشيع الأمراض العصبية وحتى الآن لم يتمكن العلماء من إيجاد علاجٍ له، لذلك تُعتبر الوقاية أمرًا غاية في الأهمية. بالرغم من الحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات، إلّا أنّ نتائج الأبحاث تشير إلى أنّ الصيام يُمكن أن يكون له فوائد في تأخير ظهور أعراض الزهايمر والأمراض العصبية التنكسية الأخرى مثل باركنسون.
يُساهم الصيام في الوقاية من الأمراض وتحسين الصحة العامة لمختلف أعضاء الجسم، وبالتالي المساعدة على أداء وظائفها بأفضل شكلًٍ ممكن، كما يساعد ذلك في العيش لفترةٍ أطول وتحسين جودة الحياة.