جيلًا بعد جيل نتوارث العديد من المعلومات الطبية والصحية الخاطئة ونعتبرها صحيحة، ولكن مع تقدم العلم والأبحاث الكثيرة المستمرة لا بدّ من أن نجد تفسيرًا علميًا لكل معلومةٍ سواءٌ كانت صحيحة أم خاطئة. مع إجراء بحثٍ بسيطٍ عن المعلومات، ومحاولة الإطلاع دائمًا على كل ما هو جديد، يمكننا أن نتخلص من الكثير من المعتقدات الخاطئة التي قد تؤثر بشكلٍ سلبي على حياتنا اليومية وصحتنا. وفي مقالنا هذا، سنناقش معلومات صحية وطبية مغلوطة. 

إليك معلومات صحية وطبية مغلوطة

هل السكريات تؤدي إلى فرط النشاط عند الأطفال ؟

من أكثر المعلومات التي تنتشر بين الآباء، وإلى الآن لا يوجد أي دليلٍ علمي مُثبت على وجود رابطٍ بين تناول السكريات وفرط النشاط لدى الأطفال، كما أنّ السكر لا يؤثر على القدرات العقلية والمعرفية للطفل. وبذلك، هذه معلومة طبية مغلوطة. 

تعمل بعض الأطعمة على حرق الدهون 

هناك الكثير ممن يعتقدون بأن تناول بعض أنواع الأطعمة مثل الفلفل الحار والشاي الأخضر والزنجبيل والأناناس والأفوكادو، يساعد على حرق الدهون في الجسم وإنقاص الوزنبالرغم من أنّه في بعض الحالات يمكن أن تساعد هذه الأطعمة على خسارة بعض الوزن، إلّا أنّه لا يوجد أي دليلٍ علمي يُثبت صحة هذه المعلومة حتى الآن.

برودة الجو تؤدي إلى الإصابة بالزكام 

من الشائعات الصحية القديمة التي تتوارثها الأجيال، حيث يُتهم الجو البارد بأنه السبب في الإصابة بنزلات البرد والزكام، إلا أن درجات الحرارة المنخفضة بريئةٌ من هذه الاتهامات ولا تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات. يكمن السبب وراء زيادة الإصابة بنزلات البرد في فصل الشتاء، في زيادة التجمعات ضمن الأماكن المغلقة، مما يتيح المجال لانتشار العدوى بشكلٍ واسع. 

تناول السكر مرتبط بالسرطان

من المعلومات المنتشرة بشكلٍ كبير أن السكر يسبب السرطان، أو يُمكن أن يزيد من انتشاره في خلايا الجسم، ولكن حتى الآن لم يتم إثبات أنّ النظام الغذائي الخالي من السكر يُمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان، أو أن يساعد في الشفاء منه. ربما يعود السبب في هذه الإشاعات إلى أنّ الخلايا السرطانية عند الانقسام والتكاثر تحتاج إلى كمياتٍ كبيرةٍ من الطاقة التي يُمكن أن تحصل عليها من السكر، ولكنها تحتاج أيضًا إلى عدة عناصر غذائية أخرى مثل الدهون والأحماض الأمينية. 

بالرغم من عدم إثبات العلاقة المباشرة بين السكر والسرطان، إلّا أنّ الإفراط في تناول السكر يمكن أن يسبب زيادة الوزن، والتي تعتبر إحدى عوامل الخطر للإصابة بالسرطانات. كما أن بعض الأبحاث الحديثة تشير إلى أن تناول السكر يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون وسرطان بطانة الرحم، إلا أن هذه الدراسات غير كافيةٍ ولم تصل إلى نتائج مثبتة حتى الآن.

استمرار نمو الأظافر والشعر بعد الموت

إحدى المعلومات الخاطئة التي لا يزال الكثير من الناس يعتقدون أنها صحيحة، ولكن ما يحدث في الواقع أن جفاف الجلد بعد الموت يؤدي إلى تراجعه، وبالتالي تبدو الأظافر وكأنها تنمو، وبنفس الطريقة يبدو الشعر أكثر طولًا ولكن بنسبةٍ أقل من الأظافر.

خمس ساعات من النوم كافية للشخص البالغ

يحتاج جسم الإنسان البالغ من سبع إلى تسع ساعاتٍ من النوم يوميًا، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC. إن الاعتياد على النوم لفتراتٍ قصيرةٍ يمكن أن يسبب على المدى الطويل أضرارًا بالصحة العامة للجسم، ويُعتبر عدم الحصول على ساعات نومٍ كافيةٍ إحدى عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية. كما يؤثر على القدرات العقلية والمعرفية ويزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب، ويرتبط بشكلٍ مباشرٍ مع زيادة مخاطر الإصابة بداء السكري والبدانة.

الاستخدام الدائم للمحليات الصناعية صحي

يلجأ العديد من الأشخاص الذين يرغبون في خسارة الوزن، إلى استخدام المحليات الصناعية بدلًا من السكر؛ كونها تحتوي على سعراتٍ حراريةٍ أقل، إلا أن بعض الأبحاث والدراسات تشير إلى ارتباط الاستخدام الطويل للمحليات الصناعية مع ارتفاع مؤشرات كتلة الجسم، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كما لا تزال الأبحاث مستمرةً للتأكد من علاقة المحليات الصناعية بخسارة الوزن.

هضم العلكة يستغرق 7 سنوات.. معلومة طبية خاطئة

من الخطأ أن نعتقد بأن ابتلاع العلكة سوف يجعلها تستقر في المعدة لمدة 7 سنوات حتى يتم هضمها. رغم أن العلكة تحتوي على مكونات غير قابلة للهضم، إلّا أن ذلك لا يجعلها تلتصق في المعدة، فهي تمر عبر الجهاز الهضمي ويتم طرحها خارج الجسم بشكلٍ تلقائي.

السكر من المواد المسببة للإدمان

البعض يُشبّه السكر بالمواد المخدرة المسببة للإدمان، ولكن ما يحدث بالفعل عند تناول السكر أنّه يقوم بتحفيز أجزاءٍ من الدماغ مسؤولةٍ عن الشعور بالمكافأة والمتعة، وهذا لا يجعلنا مدمنين على السكر. كما أنّ تناول الأطعمة السكرية يُسبب ارتفاع سكر الدم وانخفاضه بشكلٍ سريع، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والحاجة إلى تناول السكريات، وهذا ما يُفسرالرغبة في المزيد من السكر. إنّ متابعة المعلومات الحديثة ومواكبة كل ما هو جديد في مجال الصحة، سوف يُساعدنا كثيرًا في تجنب العادات الخاطئة والمحافظة على أجسادنا قوية وصحية. 

التعليقات معطلة.