تشكل الكليتان عضو التصفية الرئيسي في جسم الإنسان، وتُشبه الكلية شكل حبة الفول وتكون بحجم قبضة اليد. يحمل كل إنسانٍ في جسده كليتين تتوضعان على جانبي العمود الفقري وأسفل القفص الصدري، وبشكلٍ عام تكون الكلية اليُمنى أصغر قليلًا من الكلية اليُسرى بسبب وجود الكبد بجانبها. في مقالنا هذا، سنتناول بعض المعلومات الهامة حول الكلى.
وظيفة الكلى
إنّ العمل الرئيسي للكلى يتمثل في المحافظة على التوازن الطبيعي لسوائل الجسم ومكوناتها والكهارل، ويتم ذلك من خلال آدائها لعدة وظائف تتمثل فيما يلي:
التخلص من النفايات
تعمل الكلى على إزالة بعض المواد الضارة والنفايات من الدم، وتطرحها في البول، ومن أهم هذه المواد:
- اليوريا أو البولة التي تنتج عن الاستقلاب النهائي للبروتينات في الجسم.
- حمض البول الناتج عن استقلاب الأحماض الأمينية في الجسم.
- الأدوية والمركبات الناتجة عن استقلابها.
إعادة امتصاص العناصر الغذائية من الدم
يصل الدم إلى الكليتين محملًا ببعض العناصر الغذائية والمركبات المفيدة التي تقوم الكليتان بإعادة امتصاصها، للاستفادة منها في دعم صحة الجسم وتحقيق التوازن العام. ومن أهم المواد التي يتم إعادة امتصاصها:
- الغلوكوز.
- الأحماض الأمينية.
- الماء.
- الفوسفات والبيكربونات.
- الشوارد المعدنية مثل الكلوريد والصوديوم والمغنزيوم والبوتاسيوم.
تنظيم درجة حموضة الجسم
- تتراوح درجة حموضة الجسم بين 7.35-7.45 وعند حدوث أي خللٍ في هذه النسبة يدخل الجسم في حالة حُماض (إذا كانت النسبة أقل من 7.35)، أو بحالة قلوية (إذا كانت أعلى من 7.45)، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى الموت.
- تعمل الكليتان على تحقيق التوازن في درجة حموضة الجسم من خلال طرح وإعادة إمتصاص البيكربونات من البول.
- كما تحتفظ الكلى بالبيكربونات في الحالات الطبيعية من أجل طرحها عند ارتفاع مستوى الأحماض، بالإضافة إلى مشاركة الرئتين في تنظيم درجة حموضة الجسم من خلال المحافظة على نسبة ثنائي أوكسيد الكربون في الدم ضمن الحدود الطبيعيّة.
إفراز بعض المركبات
تعمل الكلى على إفراز بعض المركبات المهمة لصحة الجسم ومنها:
- إرثروبويتين الهرمون المسؤول عن تحفيز عملية إنتاج كريات الدم الحمراء.
- الرينين وهو الأنزيم الذي يساعد في التحكم بعملية تقلص الشرايين وحجم بلازما الدم.
- الكالسيتريول هو المستقلب النشط لفيتامين د، والذي يلعب دورًا مهمًا في زيادة امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، كما يُساهم في عملية إعادة امتصاص الفوسفات في الكلية.
تنظيم الأسمولية
تُشير الأسمولية إلى تركيز الشوارد المعدنية والمواد الأخرى في الدم، والتي غالبًا ما يختل توازنها عند حدوث الجفاف في الجسم.
عند ارتفاع الأسمولية يُرسل الدماغ إشارةً إلى الغدة النخامية لإفراز الهرمون المضاد لإدرار البول ADH والذي يحفز الكلية على:
- إعادة امتصاص الماء من البول وبالتالي زيادة تركيز البول.
- عدم طرح اليوريا والاحتفاظ بها داخل لب الكلية، حيثُ أنّ اليوريا تمتص الماء.
- فتح أجزاء من قناة الجمع تسمح للماء بالعودة إلى الجسم.
أمراض الكلى
تتأثر صحة الكلى بالعوامل البيئية وبعض الحالات الطبية التي يمكن أن تتسبب بأمراض الكلى، ومن أهمها:
اعتلال الكلى السكري
يحدث نتيجة الإصابة المزمنة بداء السكري الذي يُسبب أذيةً للشعيرات الدموية في الكلى، وتتمثل أعراضه باحتباس السوائل في الجسم وقلة الشهية لتناول الطعام مع شعورٍ باضطراباتٍ في المعدة، كما يترافق ذلك بضعف القدرة على التركيز وصعوبة النوم وتعب عام.
الفشل الكلوي
يحدث الفشل الكلوي عندما تفقد الكلى قدرتها على تصفية الدم من الفضلات، ويُمكن أن يكون ذلك بسبب التعرّض لإصابةٍ ما، أو نتيجة الإفراط في تناول الأدوية وبهذه الحالة يمكن علاج المريض. أمّا الحالات الناتجة عن أسباب مرضية فغالبًا لا تكون قابلة للعلاج.
التهاب الكلى
غالباً ما يحدث التهاب الكلى نتيجة انتقال البكتيريا من المثانة إلى الكلى، وتتمثل أعراضها بالألم عند التبول وآلام أسفل الظهر، تترافق أحيانًا مع ارتفاع الحرارة وتغيرٍ في لون البول ورائحته واحتمال وجود دم في البول.
تعتبر هذه الحالة أكثر انتشارًا لدى الإناث ويعتمد العلاج على استخدام الصادات الحيوية.
تشكل الحصى في الكلى
تحدث نتيجة تراكم أجزاء المعادن في الكلى على شكل حصياتٍ صلبة، تُسبب آلامًا شديدة عند تحركها أثناء النوبات. كما يُمكن أن تؤثر على وظيفة الكلى في حال انتقلت الحصى إلى الحالب وتسببت بانسداده.
المتلازمة الكلوية
تنتج عن تلف الكلى مما يؤدي إلى زيادة إطراح البروتين في البول ونقصانه من الجسم، وبالتالي حدوث احتباس للسوائل في الأنسجة. وتشمل أعراضها:
- زيادة الوزن.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- انتفاخ العيون.
- تورّم الأطراف ووهن عام.
المحافظة على صحة الكلى
هناك بعض النصائح والعادات الصحية التي تُساعد في المحافظة على صحة الكلى والوقاية من أمراضها، وتشمل ما يلي:
- شرب كمياتٍ كافيةٍ من السوائل وتحديدًا المياه لتحسين وظيفة الكلى، وبشكلٍ عام تُقدر حاجة الجسم بحوالي 4-6 أكواب يوميًا.
- التقليل من تناول كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) إلى أقل من 1500 ملغ يوميًا، ويُقدر الحد الأعلى ب 2300 ملغ يوميًا.
- الاعتدال في تناول المشروبات الكحولية، حيثُ تؤثر بشكلٍ سلبي على صحة الكلى وتُضعف قدرتها على أداء وظائفها.
- تجنب التدخين الذي يضر بصحة الأوعية الدموية، ويُضعف قدرتها على إيصال الدم بشكلٍ كافٍ إلى الكلى ويُعيق أداء عملها.
- اتباع نظامٍ غذائي صحي وممارسة الرياضة للحماية من زيادة الوزن، وتقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض (مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم) التي تؤثر على صحة الكلى.
- الحد من استخدام الأدوية مثل المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفةٍ طبيةٍ، حيثُ أنّ الإفراط في تناولها يُمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى.
- عدم تناول المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب، حيث أنّ الإفراط في تناول بعض الأنواع يُمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الكلى.
- مراقبة الحالة الصحية للكلى عند وجود عوامل خطر مثل الإصابة بداء السكري أو أمراض القلب.
تُعتبر صحة الكلى من الأمور المهمة المرتبطة بالصحة العامة للجسم، لذلك من الضروري أن تتم مراجعة الطبيب عند ملاحظة تغيراتٍ في لون البول أو الشعور بألمٍ على جانبي العمود الفقري.