لماذا عليك الاهتمام بالتحصينات واللقاحات؟

تُعد اللقاحات إحدى أهم أشكال الوقاية من الأمراض، ووسيلة للدفاع عن الجسم مدى الحياة، حيث ساعدت في محاربة العديد من الأوبئة التي كانت في مرحلةٍ من الزمن تشكل خطرًا على البشرية، مثل الحصبة وشلل الأطفال والسعال الديكي وغيرها. عند الحصول على لقاحٍ لمرضٍ معين من الضروري منحه لأكبر عددٍ ممكنٍ من الأشخاص، لنتمكن من حماية المجتمع من انتشار المرض وذلك اعتمادًا على تطبيق مبدأ مناعة القطيع.

آلية عمل اللقاحات

إنّ وظيفة جهاز المناعة الرئيسية هي محاربة العوامل الغريبة المسببة للأمراض، ولكن ليتمكن من القيام بوظيفته يجب أن يتعرّف الجهاز المناعي في البداية على العوامل المُمرضة.
تعمل اللقاحات على تعريف الجهاز المناعي بالعوامل المسببة للمرض، ليتذكرها ويحاربها في حال التعرّض لعدوى بها وبالتالي يؤمن الوقاية من المرض.

يمكن أن يتكون اللقاح من:

  • شكل غير فعّال (ميت) من العامل المُمرض.
  • بروتين من العامل المُمرض.
  • عامل مُمرض ضعيف.
  • سم مضعّف يُنتجه العامل المُمرض.

الآثار الجانبية للقاح

بشكلٍ عام لا تسبب اللقاحات آثارًا جانبية شديدة وتقتصر آثارها على حالاتٍ قليلة، وتظهر على شكل بعض الأعراض الخفيفة التي تشمل:

  • احمرار في مكان الحقن مع تورمٍ خفيف وألم.
  • ارتفاعٌ في درجة الحرارة يتراوح من الخفيف إلى المتوسط.
  • وهنٌ عام وألمٌ في المفاصل القريبة من مكان الحقن.
  • ألمٌ وضعفٌ في العضلات.
  • مشاكل في النوم.
  • ضعف أو فقدان الذاكرة.
  • شللٌ عضلي في منطقة محددة من الجسم.
  • التعرّض لنوبات عصبية.
  • تأثيراتٌ على حاسة السمع أو البصر.
  • تختلف شدة الأعراض من شخصٍ لآخر ويكون بعضها نادرًا جدًا.

كما تلعب بعض عوامل الخطر دورًا في احتمال الإصابة بالآثار الجانبية، وفي هذه الحالات يُفضل عدم الحصول على اللقاح، من أهم عوامل الخطر:

  • ضعف جهاز المناعة.
  • الأشخاص المصابين بأمراض معينة في وقت الحصول على اللقاح.
  • الأشخاص الذين يعانون من رد فعلٍ تحسسي تجاه اللقاح أو الذين يملكون تاريخًا عائليًا مع الحساسية من اللقاح.

أهمية اللقاحات

عند مناقشة أهمية اللقاحات لابدّ من ذكر مجموعة من النقاط الأساسية التي تبرهن فوائدها، والتي تتضمن:

  • الوقاية من الإصابة بالأمراض الخطيرة، التي كانت سابقًا تُشكل جائحةً أو وباءً فتّاكًا سبب وفاة عدد كبير من الأشخاص.
  • حماية الفرد وجميع المحيطين به والحد من انتشار الأمراض والأوبئة، وبالتالي حماية الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على اللقاح من الإصابة بالأمراض.
  • بالرغم من أن اللقاحات لا تكون فعّالة في منع المرض بنسبة 100%، إلّا أنّها تقلل من مخاطر الإصابة بالمرض وتحد من انتشاره بدرجاتٍ متفاوتةٍ تختلف من لقاحٍ لآخر، على سبيل المثال تتراوح فعالية لقاح الأنفلونزا بين 40-60 %، ويتم الحصول عليه بشكلٍ سنوي حيث يتوقع الخبراء أنواع السلالات التي يمكن أن تنتشر في كل موسم ويتم تطوير لقاح سنوي بناءً عليها.

بينما تقدر فعالية لقاحات الأطفال بشكلٍ عام بما يقارب 85-95 % إذا تم اتّباع برنامج اللقاح الموصى به من قِبل منظمة الصحة العالمية WHO، كما تُقدرفعالية لقاح الحصبة بنسبة 98%.

  • يمتلك الرضيع منذ ولادته مناعةً طبيعيةً يحصل عليها من والدته تحميه من الأمراض خلال الأشهر الأولى، وبعد ذلك يبدأ بالحصول على برنامج اللقاح الذي يساعد في الحماية من الأمراض التي يُمكن أن تنتقل بين الأطفال، كما يساهم في المحافظة على صحة الجهاز المناعي في المستقبل.
  • تُساعد اللقاحات الجهاز المناعي في التعرّف على الفيروسات والجراثيم المسببة للمرض، ليتمكن من محاربتها والتخلص منها عند التعرّض لإصابة أو عدوى بها.

السلبيات

بالرغم من إيجابيات وفوائد اللقاحات التي قدمتها للبشرية، إلّا أنّه لا يزال هناك بعض السلبيات التي تكاد أن تكون نادرة ومن أهمها:

  • من الممكن أن يصاب الشخص بالمرض حتى في حال الحصول على اللقاح المضاد للمرض.
  • في بعض الحالات الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي يمكن أن يكون من الصعب حصولهم على جميع أنواع اللقاحات، وفي حال تمكنوا من أخذ اللقاح فيجب أن يتم ذلك تحت إشرافٍ طبي دقيق.
  • يختلف تأثير مكونات اللقاح على الجسم من شخصٍ لآخر، حيث يُمكن أن يعاني البعض من رد فعلٍ تحسسي تجاه أنواع محددة من اللقاحات. كما أنّ البعض يمكن أن يتكرر لديهم رد الفعل التحسسي في حال الحصول على اللقاح مرة أخرى.

شكلت اللقاحات على مر الزمن طريقةً لإنقاذ البشرية وحمايتها من الهلاك، حيث ساهمت في الحد من انتشار العديد من الأمراض التي كانت في مرحلةٍ ما فتّاكة وقاتلة لأعداد كبيرة من البشر، ولا تزال حتى اليوم عاملًا رئيسيًا في المحافظة على الصحة العامة للفرد والمجتمع.

التعليقات معطلة.