يشعر الكثير من الأشخاص بانعدام الرغبة في تناول الطعام ويعود ذلك لأسبابٍ مختلفةٍ، منها ما يتعلق بمراحل النمو ومنها ما ينتج عن الإصابة بأمراضٍ معينةٍ، أيًا كان السبب فإنّ فقدان الشهية يؤدي إلى خسارة الوزن، وعدم حصول الجسم على حاجته اليومية من العناصر الغذائية الضرورية، يُمكن علاج نقص الشهية من خلال إجراء بعض التغييرات في أسلوب الحياة، ولكن في كثيرٍ من الحالات يحتاج الشخص إلى استخدام بعض أنواع حبوب فتح الشهية التي تُساعد في زيادة القدرة على تناول الطعام.
حبوب فتح الشهية وآثارها الجانبية
حتى الآن يوجد ثلاثة أنواعٍ من العقاقير الدوائية حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لاستخدامها في علاج فقدان الشهية، وفيما يلي نتعرف على فوائد كل دواءٍ وأضراره:
-
أسيتات ميجيسترول Megestrol acetate
هو مشابهٌ صناعي لهرمون البروجسترون، يُستخدم عادةً في علاج سرطانات الثدي وبطانة الرحم. ولكنّه يمتلك تأثيرًا محفزًا للشهية لذلك يعتمد الأطباء على وصفه في حالات فقدان الشهية المرتبط بعلاج السرطان أو نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
-
الأضرار والآثار الجانبية للميجيسترول
إنّ استخدام أسيتات ميغيسترول ضمن حبوب فتح الشهية يُمكن أن يترافق ببعض الآثار الجانبية التي تتمثل في:
- الاضطرابات الهضمية.
- تقلب الحالة المزاجية وتراجع الصحة النفسية.
- اضطراباتٌ في النوم.
بالإضافة إلى وجود بعض المضاعفات الخطيرة مثل الإصابة بداء السكري أو تفاقمه في حال كان المريض يُعاني منه مسبقًا، واحتمال تشكل الجلطات الدموية أو تورم الجسم نتيجة احتباس السوائل.
-
أوكساندرولون Oxandrolone
هو ستيرويد بنائي أندروجيني مشتقٌ صناعيًا من هرمون التستوستيرون، يُساعد في بناء العضلات وزيادة الوزن، كما يمتلك القدرة على زيادة الشهية، ويُستخدم في بعض الحالات وأهمها التعرض لصدمةٍ شديدةٍ أو بعد الخضوع للعمليات الجراحية.
-
الأضرار والآثار الجانبية للأوكساندرولون
يمتلك أوكساندرولون العديد من الآثار الجانبية التي يُمكن أن تحدث بشكلٍ متفاوتٍ من شخص لآخر، وتتمثل في:
- الإصابة بحب الشباب.
- حدوث تغيراتٍ هرمونيةٍ تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء وزيادة نمو الشعر وتغير الرغبة الجنسية.
- ارتفاع مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين وانخفاض مستويات الكولسترول الجيد HDL في الدم.
-
درونابينول Dronabinol
رباعي هيدرو كانابينول المعروف عالميًا بالاسم التجاري درونابينول، يعمل من خلال التأثير على مركز الشهية في الدماغ ويُحفزها من أجل زيادة الرغبة في تناول الطعام.
غالبًا ما يُستخدم في حالات فقدان الشهية المرافقة لعلاج المرضى المصابين بالإيدز، أو في حالات العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، حيثُ يعمل درونابينول على تخفيف الغثيان والإقياء الناتج عن تلقي العلاج الكيميائي.
-
الأضرار والآثار الجانبية للدرونابينول
تكون الآثار الجانبية المتعلقة باستخدام الـ درونابينول خفيفةً نسبيًا وتتمثل في:
- الدوار والنعاس.
- التشوش والارتباك.
- الهلوسات.
- تقلب المزاج وتراجع الحالة النفسية.
هناك بعض الأدوية التي يكون فتح الشهية من آثارها الجانبية، ولكن لم توافق إدارة الدواء والغذاء على استخدامها وتصنيفها ضمن فاتحات الشهية، ومن أشهرها:
- مضادات الاكتئاب مثل الميرتازابين.
- مضادات الهيستامين H2 (مضادات الحساسية) مثل السيبروهيبتادين.
- بعض مضادات الذهان.
- أدوية الصرع.
المكملات الغذائية
يُمكن أن تتكون حبوب فتح الشهية من مجموعةٍ من الفيتامينات والمعادن ومختلف المكملات الغذائية، التي يُمكن أن تُساعد في زيادة تناول الطعام، ولكن غالبًا ما تكون هذه المكملات أكثر فعاليةً في حال كان الشخص يُعاني من نقصها، ومن أهمها:
-
مكملات الزنك
يُعد الزنك واحدًا من المعادن الضرورية لصحة الجسم ودعم الجهاز المناعي، ويؤدي نقصه إلى تغيراتٍ في حاسة التذوق ونقص الشهية وتساقط الشعر.
وقد أشارت الدراسات إلى أنّ تناول مكملات الزنك يُمكن أن يلعب دورًا في تحفيز الرغبة بالطعام، وبشكلٍ خاص لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا فقيرًا بالزنك، ويُعانون من انخفاض مستوياته في الجسم.
يُمكن أن يتواجد الزنك مع مجموعةٍ من الفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة الجسم وتؤمن جزءًا كبيرًا من حاجته اليومية، ولكن من الأفضل أن يتم استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في استخدامها.
-
فيتامين B1
المعروف أيضًا باسم الثيامين، والذي يؤدي انخفاض مستوياته في الدم إلى زيادة حرق السعرات الحرارية وخسارة الطاقة حتى في أوقات الراحة ودون بذل أي مجهودٍ يُذكر، ويترافق ذلك مع فقدان الشهية وخسارة الوزن بشكلٍ كبيرٍ وبعض الأعراض العصبية.
-
حبوب زيت السمك
يحتوي زيت السمك على الأحماض الدهنية الأوميغا 3، ويعمل على زيادة الشهية من خلال تحسين عملية الهضم وتخفيف حالات النفخة وتقليل الشعور بالشبع، التي تُعد من الأسباب الرئيسية لانخفاض الرغبة في تناول الطعام.
يُمكن تناول حبوب زيت السمك بشكلٍ آمن من قِبل المراهقين والبالغين للحصول على الأوميغا 3، أو يُمكن اكتسابها من مصادر طبيعية مثل سمك السلمون.
اقرأ أيضًا: 9 فوائد لالتزام العائلة بنظام غذائي صحي وأبرز الأطعمة المفيدة لذلك
أسباب فقدان الشهية
هناك بعض الحالات المرضية التي تترافق مع انخفاض الشهية للطعام ومن أهمها:
- الإصابة باضطراباتٍ نفسيةٍ مثل الاكتئاب والقلق.
- أمراض الجهاز الهضمي التي يؤدي تناول الطعام معها إلى زيادة الشعور بالألم، مثل القرحات الهضمية والتهاب القولون التقرحي.
- بعض الأمراض المزمنة مثل داء باركنسون والانسداد الرئوي المزمن.
- الخضوع لعلاج الأمراض الخطيرة مثل السرطانات ونقص المناعة المكتسب (الإيدز).
- التقدم بالعمر يترافق مع بطء عملية التمثيل الغذائي وبالتالي تأخير الشعور بالجوع.
- انخفاض النشاط البدني.
- بعض الأدوية يُمكن أن تُسبب نقص الشهية مثل الملينات والأمفيتامينات وغيرها.
- التغيرات الهرمونية التي تحدث في مرحلة البلوغ أو في فترة الحمل عند النساء.
- أمراض الفم وسوء صحة الأسنان.
من المهم أن يتم تحديد سبب انخفاض الشهية للطعام ومعالجته مباشرةً، لأنّ الإهمال قد يؤدي إلى خسارة الكثير من الوزن وتراجع الصحة العامة، وترفع من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض. كما أنّ استخدام حبوب فتح الشهية يُمكن أن تكون طريقةً فعّالةً جدًا في تحسين الحالة وزيادة قابلية المريض على الطعام وبالتالي حمايته من المضاعفات الخطيرة.